الفتح الإسلامي لمصر
د. محمد عبد الرحمن
عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين
2-4
قادة فتح مصر
عمرو بن العاصى السهمى.
الزبير بن العوام الأسدى.
عبادة بن الصامت الخزرجى.
المقداد بن الأسود.
مسلمة بن مخلد.
عبد الله بن سلام.
عبد الله بن حذافة السهمى.
خارجة بن حذافة العدوى.
عمير بن وهب الجمحى.
عقبة بن عامر الجهنى.
وردان مولى عمرو بن العاص.
عبد الله بن عمرو بن العاص.
من قادة الفتح:
(1) عمرو بن العاص السهمى رضي الله عنه
فاتح فلسطين ومصر وليبيا
هو عمرو بن العاص بن وائل السهمى... أحد سادات قريش.
اشتغل بالجزارة والتجارة ومهر فيها.
عرف بـ "داهية العرب" وبالبراعة السياسية.
أسلم عام 8 هـ مع خالد بن الوليد.
بدأ فتح مصر فى ذى الحجة عام 18هـ، وأتم فتحها عام 20 هـ.
أنشأ الفسطاط واتخذها عاصمة، وبنى مسجده الشهير بها.
توفى بمصر عام 43هـ، وعمره سبعون عاماً.
(2) الزبير بن العوام الأسدى رضي الله عنه
مقتحم أسوار حصن بابليون
أبوه العوام بن خويلد بن أسد.
أمه حنيفة بنت عبد المطلب.
أحد العشرة المبشرين بالجنة.
حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رجل بألف رجل.
أسلم وعمره 16 عاماً، وهو خامس الذين أسلموا.
هاجر إلى الحبشة والمدينة.
أول من سل سيفه فى سبيل الله فى مكة؛ دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قائد جيش المدد لفتح مصر والساعد الأيمن لعمرو بن العاص.
قام بمفرده باقتحام أسوار حصن بابليون؛ عن طريق سلم طويل، ونزل إلى الحصن، وفتح الباب للمسلمين، بعد أن كبر وكبر المسلمون.
استشهد عام 36هـ وعمره 64 عاماً.
(3) عبادة بن الصامت الأنصارى رضي الله عنه
فاتح الأسكندرية
من الذين شهدوا بيعتى العقبة الأولى والثانية، وكان أحد النقباء الأثنى عشر فى البيعة.
كان ممن جمع القرآن فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ممن بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على قول الحق فى الله وألا يخشى فى الله لومة لائم.
شهد بدرا وباقى الغزوات.
كان شديد سواد البشرة، وطوله يزيد عن المترين (مهيبا).
أقام فترة بحمص لتعليم الناس القرآن والإسلام.
قال عنه عمر بن الخطاب: (أنه رجل بألف رجل).
تولى مفاوضة المقوقس على شروط الصلح والتسليم.
تولى اقتحام حصن الإسكندرية، وحمل يومها لواء الجيش.
بعد الفتح عاد لأرض الشام، وشهد مع معاوية فتح قبرص.
توفى بالرملة (ببيت المقدس) عام 34هـ وعمره 72 عاماً.
(4) المقداد بن الأسود رضي الله عنه
هو: المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود.
أحد السبعة الذين كانوا من أول من أظهروا الإسلام.
أول من قاتل على فرس فى سبيل الله، شهد بدراً وغيرها.
أبلى بلاءً حسناً أثناء فتح مصر.
(5) مسلمة بن مخلد رضي الله عنه
هو: مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصارى.
من كبار الأمراء، شارك فى فتح مصر، تولى إمارة مصر عام 47 هـ.
سير الغزاة من مصر إلى المغرب براً وبحراً.
أول من جعل المنائر التى هى محل التأذين بالمساجد.
توفى ودفن بالإسكندرية
(6) عبد الله بن سلام رضي الله عنه
فاتح جزر بحيرة المنزلة
هو عبد الله بن سلام بن الحارث... من نسل يوسف بن يعقوب.
أسلم عند قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
فتح حصون الروم ببحيرة المنزلة ... وأهمها: حصن تنيس الرومى.
توفى بالمدينة المنورة.
أول من وصف اليهود، بقوله للرسول صلى الله عليه وسلم: إنهم قوم بهت.
(7) عبد الله بن حذافة السهمى
فاتح رأس الدلتا وطنطا وعين شمس
هو عبد الله بن حذافة بن قيس السهمى.
هاجر إلى الحبشة... وشهد بدراً.
أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى كسرى.
كان شاعرا صاحب دعابة.
أسره الروم فى أيام عمر بن الخطاب، ثم أطلقوه بعد أن قبل رأس ملك الروم (هرقل) ليطلق سراح أسرى المسلمين، وعندما قدم إلى عمر بن الخطاب قال: "حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ به" وقبل رأسه.
فاتح مدينة هليوبوليس "عين شمس حالياً" (إن جامعة عين شمس يجب أن يطلق عليها جامعة "عبد الله بن حذافة").
توفى بمصر فى عهد عثمان بن عفان عام 33هـ.
(8) عمير بن وهب الجمحى رضي الله عنه
فاتح الدقهلية ودمياط
هو عمير بن وهب الجمحى رضى الله عنه وأرضاه.
شهد بدراً قبل أن يسلم.
تآمر معه صفوان للذهاب للمدينة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم.
أسلم بالمدينة عندما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما أسره مع صفوان.
شهد أحداً وما بعدها من الغزوات.
كان يتميز بالشجاعة والقدرة على الاستطلاع الدقيق.
عاش حياته فقيراً....زاهداً.... مجاهداً فى سبيل الله.
توفى فى خلافة عثمان بن عفان عام 24هـ.
(9) خارجة بن حذافة العدوى
فاتح الفيوم والصعيد
هو: خارجة بن حذافة من بنى كعب بن لؤى، صحابى، من الشجعان.
كان يعد بألف فارس، أمد به عمر بن الخطاب أثناء فتح مصر عمرو بن العاص فكان قائد الفتح لمنطقة الفيوم وما بعدها وساعده فى ذلك "وردان".
قاد معارك الفيوم: (أبريط – أهناسيا - البهنسا) ثم أسوان.
تولى الشرط فى فترة ولاية عمرو بن العاص على مصر.
روى عنه المصريون أحاديث كثيرة.
توفى بمصر عام 40 هـ.
(10) عقبة بن عامر صلى الله عليه وسلم
فاتح الصعيد والنوبة
هو عقبة بن عامر بن عيسى الجهنى
كان يعمل راعياً قبل وبعد إسلامه.
أسلم بعد الهجرة.
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
أنفق ماله فى الجهاد فى سبيل الله.
أغلب الأحاديث التى رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم (55) حديثاً فى الجهاد والحث عليه.
كان يحب الرمى بالقوس، ويجيده، وكان كل رأس ماله – بعد وفاته – بضعاً وسبعين قوساً مع توابعها، أوصى بها فى سبيل الله.
قائد فتح الصعيد، كما قام بدحر الهجوم المضاد على الفسطاط من الروم بالفيوم، وطاردهم وهزمهم حتى الفيوم.
توفى عام 58 هـ بمصر، ودفن بالمقطم.
(11) عبد الله بن عمرو بن العاص صلى الله عليه وسلم
قائد المقدمة يوم كريون
ولد فى مكة سنة 7 هـ (616م) وتوفى 65هـ (674م).
أسلم قبل أبيه وكان يجيد الكتابة واللغة السريانية.
كان كثير العبادة حتى قال له النبى صلى الله عليه وسلم: "إن لجسدك عليك حقاً....".
وكان يشهد كثيراً من الحروب والغزوات، ويضرب بسيفين، وحمل راية أبيه يوم اليرموك.
قاد مقدمة الجيش فى معركة كريون التى سبقت فتح الإسكندرية. وأصيب فيها إصابة شديدة واستمر يحمل الراية ويقاتل رغم نزيف دمائه.
اعتزل فى عهد يزيد بن معاوية بجهة عسقلان منقطعاً للعبادة. وقد عمى بصره فى آخر حياته وتوفى هناك.
(12) وردان مولى عمرو بن العاص رضي الله عنه
حامل اللواء يوم كريون
هو جد الفرات بن يزيد.
من أهل الطائف الذين أعتقهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جعل ولايته لأبان بن سعيد بن العاص ليعلمه القرآن. ثم انتقلت ولايته لعمرو بن العاص.
كان شجاعاً مقداماً فى الحروب لا يعرف الإنسحاب ولا يتردد. قاد الجيش فى معركة كريون، وكانت من أعنف المعارك. ونصحه البعض بالانسحاب والتراجع مؤقتاً فرفض وتقدم ببسالة، حتى فتح الله على يديه المدينة وشارك فى فتح الإسكندرية بعدها رغم جراحه.
كما شارك فى فتح الصعيد والنوبة مع عقبة بن عامر سنة 36 هـ.
الفتح الإسلامي لمصر 3-4
موجز معارك الفتح
(1)
دخل عمرو بن العاص العريش دون مقاومة فى 10 ذى الحجة 18 هـ ديسمبر 639م. (وسمى المكان الذى خيم فيه بـ "المساعيد").
معركة الفرما "مكانها الآن رمانة بشمال سيناء" المحرم 19هـ / 640م.
معركة بلبيس: المسلمون 4 آلاف، والروم 12 ألفاً بقيادة أرطبون، ربيع أول 19 هـ.
معركة حصن أم دنين "مكانها الآن مسجد الفتح بميدان رمسيس"، اقتحم فى رجب 19 هـ / أوائل يوليو 640م.
إبادة كتيبة الملاحقة الرومية: وكانت غرب الجيزة وقتل جميع أفرادها.
معركة عين شمس "مكانها الآن منطقة العباسية" المسلمون 12 ألفاً والروم 30 ألفا.
اقتحام حصن بابليون: اقتحمه الزبير بن العوام بعد حصار دام 7 أشهر الروم بالحصن 50 ألفاً وتم الفتح فى أواخر جمادى الأولى 20 هـ/ 6 أبريل 641م.
معركة ترنوط.
معركة كوم شريك.
معركة سلطيس "على بعد 9 كم من مدينة دمنهور".
معركة مدينة كريون، وقد استمر القتال ليلاً ونهاراً بضعة عشر يوماً قاد الفتح وردان مولى عمرو بن العاص يساعده عبد الله بن عمرو بن العاص.
11- معارك الجيزة ونقيوس: عندما حاول الروم الانقضاض من الفيوم على الفسطاط والطريق إلى الإسكندرية فردهم وهزمهم عقبة بن عامر.
12- حملة عقبة بن عامر الجهنى. نحو الفيوم لضرب الروم بها.
13- استكمال فتح الدلتا بقيادة أربع قواد وهم:
خارجة بن حذافة العدوى لمنطقة المنزلة.
عمير بن وهب الجمحى لدمياط وفرع دمياط.
عبد الله بن حذافة السهمى لرأس الدلتا حتى طنطا.
عقبة بن عامر الجهنى لغرب الدلتا وباقى قراها.
14- فتح الإسكندرية:
معركة الإسكندرية – الجمعة أول محرم 21 هـ / اواخر نوفمبر 641م. اقتحمها عبادة بن الصامت بعد حصار أربعة أشهر.
15- فتح الفيوم والصعيد حتى أسوان على يد خارجة بن حذافة العدوى، ودارت هناك معارك متعددة مثل: الفيوم- أبريط – أهناسيا – البهنسا حتى أسوان سنة 21 هـ.
16- فتح النوبة ودنقلة على يد عقبة بن عامر سنة 36هـ ، وساعده فيها وردان.
وصف معارك الفتح:
وصف معارك القاهرة (1)
معركة أم دنين
والحصار الأول لحصن بابليون
التقدم من بلبيس حتى وصل حصن أم دنين وعسكر أمام الحصن وعند حديقة الأزبكية.
وصل المدد 4 آلاف وأصبح المسلمون 8 آلاف وفتح الحصن بعد شهر ونصف (رجب 19هـ / أوائل يوليو 640م).
تقدم جنوباً باتجاه حصن بابليون ويعرف الآن بقصر الشمع والكنيسة المعلقة.
مناورة لاستدراج الروم خارج الحصن.
تقدم جنوباً، ثم عبر النيل إلى الضفة الغربية، ثم تقدم جنوباً باتجاه الفيوم، ثم عاد واستدار باتجاه الجيزة، ثم تحرك غرباً داخل الصحراء، لإستدراج كتيبة الملاحقة ثم الفتك بها وإبادتها، وقتل قائدها "حنا" الرومى، وكان مقرباً لهرقل، فأرسل إليه جثمانه ليدفن بالقسطنطنية.
العودة للضفة الشرقية للنيل لاستقبال المدد.
استقبال المدد فى عين شمس ليصبح إجمال العدد 12 ألفاً. وحصن بابليون به 50 ألفاً من الروم بقيادة تيودور.
وصف معارك القاهرة (2)
معركة عين شمس
وحصار حصن بابليون
التقدم من عين شمس لملاقاة الروم.
أرسل عمرو بن العاص كميناً فى جهة المقطم عند القلعة حالياً، وكميناً آخر فى أم دنين.
تقدم الجيش الرومى بالسفن فى النيل، وبراً باتجاه عين شمس.
التقى المسلمون والروم فى العباسية.
هاجم الكمين الأول المؤخرة، ثم هاجم الكمين الثانى الأجناب، وانهزم الروم وهربوا باتجاه حصن بابليون.
تحرك المسلمون جنوباً وحاصروا حصن بابليون مرة أخرى.
المفاوضات الأولى مع المقوقس وعمرو بعد انتقال المقوقس لجزيرة الروضة.
اقتحام الحصن بقيادة الزبير بن العوام فى أواخر جمادى الأولى 20 هـ/ 6 أبريل 641م. وإتمام عقد الجزية لقبط مصر على يد المقوقس رجب 20 هـ/ أواخر مايو 641.
فتح حصن بابليون
أواخر جمادى الأولى 20 هـ / 6 أبريل 641م.
مكانه الآن قصر الشمع والكنيسة المعلقة بالقرب من الفسطاط، مقابلاً الجيزة على الضفة الأخرى للنيل.
يحيطه الماء من خنادق وترع من كل جانب وعلى اتصال مباشر بالنيل وتوجد على المياة قنطرة متحركة لا يمكن فتحها او تحريكها إلا من الداخل.
أبوااب الحصن من الحديد السميك.
أسوار الحصن وارتفاعها: 60 قدماً، وسمكها: 18 قدماً، وعليها أبراج مرتفعة حصينة.
يحمى بسفن راسية فى النيل والترع المحيطة به للحماية والدفاع عنه.
إجمالى فترة الحصار للحصن 7 أشهر.
تم فتح الحصن بعد معركة عين شمس التى انتصر فيها المسلمون.
اقتحمه الزبير بن العوام ليلاً بمفرده عن طريق سلم طويل جداً، تسلقه ثم قتل من على الأسوار والأبراج ثم قفز داخل الحصن وفتح الأبواب- وقد تدافع المسلمون على السلم الذى تسلقه الزبير وكان تكبير الزبير والصحابة فى جوف الليل يهز الحصن هزاً وفتح الحصن.
قام عمرو بن العاص برص السفن والمراكب فى مجرى النيل من الحصن إلى جزيرة الروضة، ثم من الروضة إلى مجرى النيل الرئيسى، وبذلك أصبح هناك ما يشبه الجسر، للانتقال بسرعة إلى الضفة الأخرى من النيل، وكذلك السيطرة التامة على الملاحة البحرية فيه.
معركة: كوم شريك
بعد معركة نقيوس العنيفة، والتى خاض المسلمون فيها حرباً بحرية (فى النيل) مع السفن الرومية، هرب الروم، وأرسل عمرو بن العاص "شريك بن سُمّى" لمطاردتهم، فاستدرجوه وحاصروه، فاعتصم بتل هناك – أصبح يعرف باسمه بعد ذلك "كوم شريك" وهو احد مراكز كوم حمادة.
فبلغ الخبر سيدنا عمرو بن العاص – حيث نجح أحد الفرسان ممن مع سيدنا شريك أن يخترق الحصار الرومى بفرسه، ويخبر عمرو بن العاص – الذى أسرع بجيشه فهزم الروم عندها، وفك الحصار عن شريك ومن معه.
معركة: كريون
كانت حصينة وقوية، وتشكل خط الدفاع الرئيسى عن الإسكندرية، وتقع على ترعة رئيسية من النيل "ترعة الثعبان".
قاد المعركة "وردان" وحمل لواء الجيش، وكان على المقدمة "عبد الله بن عمرو بن العاص"، واستمر القتال العنيف حولها بضعة عشر يوماً، فى اليوم الأول من المعارك استمر القتال طوال الليل حتى صباح اليوم التالى.
أصيب عبد الله بن عمرو إصابة شديدة واستمر يحمل الراية ويقاتل رغم نزيف دمائه، وعندما اشتد النزيف سأل وردان أن يتقهقر هذا اليوم؛ ليريح الجسد ويعالج الجراح، فقال وردان – وقد بدأت صفوف الروم تضعف-: الروح تريد؟ الروح أمامك وليس خلفك... فالجنة لا تنال إلا بالتقدم. فأجاب عبد الله – يخاطب نفسه – رويدك يا نفس تحملى... تحمدى أو تستريحى.
واستمر القتال حتى فتح الله عليهم الحصن والمدينة يومها.