فدوى سليمان .. خولة الخولات!
د. طارق أبو جابر
المرأة الفدائية الثائرة ، التي عصبت رأسها بالعصابة الحمراء ، وتقدمت الثوار، وقادت المظاهرة بهتافاتها المدوية ، وعزيمتها القوية ، المطالبة بالحرية والكرامة ، ووقف القتل والدمار والإجرام ، وألهبت المشاعر والعواطف ، وفتحت عيون العالم شاخصة – عبر قناة الجزيرة في بث حي مباشر - على حقيقة المأساة الفظيعة ، التي يعيشها شعب سوريا في أحياء حمص الأبية ، وفي سائر المدن والقرى والأرياف ، والتي ألجمت بصرخاتها أبواق الكذب والدجل والافتراء ، المدعية زورا وكذبا أنها تقاتل شعبا مسلحا ، وأظهرت – للعالم - حقيقة ثورة شعب سوريا السلمية المسالمة ..
المرأة التي وضعت روحها على كفها ، مستعدة للشهادة في سبيل الله ، فداء لشعبها ووطنها ، متحدية عصابات القتل والإجرام ، عصابات الشبيحة الأراذل ، والقناصة القتلة المجرمين ..
فدوى سليمان أعادت اليوم سيرة النساء الثائرات المقاومات المضحيات .. سيرة الخنساء وأسماء وسمية وخولة والخولات ، وصارت رمزا خالدا متألقا متوهجا ، من رموز الثورة السورية العظيمة ، أعظم ثورة في هذا القرن ، لأنها ثائرة على أعتى الطغاة ، وتنازل أنذل المجرمين ، وتجابه حلفا دنسا متآمرا حاقدا على الشعب والأمة ، من أقذر الأحلاف ..
ثورة التحرر من نير العصابة الأسدية ، عصابة القهر والذل والاستعباد ، التي عاثت فسادا على مدى نصف قرن من الزمان ؛ تقتل وتشرد ، وتسجن وتعذب ، وتذل وتتجبر ، وتقسّم وتمزق ..
إن العالم – وبعد كل هذه الفظائع والجرائم - لم يقف بعد تماما على حقيقة المأساة المغيّبة ، المأساة المتواصلة المستمرة على مدى حكم هذه العصابة ، لم يعرف بعد حقيقة ما جرى لشعب سوريا العزيز الكريم من مآس ، وما يجري ويدبر له من مؤامرات ، لم يعرف العالم بعد حقيقة الحلف الدنس المتآمر ، الملتحف برداء مقاومة الاحتلال الصهيوني ، ليتحكم ويتسلط ، ويتجبر ويتكبر، ويذل ويستعبد ويقهر ..
لم يكتشف العالم بعد حقيقة هذا الحلف ، والدور المنوط بهذه العصابة الأسدية ، رغم كل مشاهد الإجرام الفظيعة ، التي هزت الضمائر الحية في كل أنحاء العالم ..
وعندما يقف العالم على حقيقة المأساة ، بعد أن يطيح الشعب السوري الأبي المصابر بهذه العصابة .. سيعرف العالم أي حكم متآمر مجرم هو هذا الحكم الأسدي ، وأي شعب مجاهد مقاوم مصابر مكافح هو هذا الشعب السوري ، وأي رجال هم هؤلاء الرجال ، الذين اختطوا طريق الثورة ، وأي نساء ، هن حرائر سوريا وخنساواتها وسمياتها وخولاتها العزيزات الكريمات المكرمات ، اللواتي انخرطن في الثورة .. وأي امرأة هي فدوى سليمان!