تسمية السوريين جمعة (الله أكبر على من طغى وتجبر)

تسمية السوريين جمعة

(الله أكبر على من طغى وتجبر)

ودلالات التسمية وأبعادها

محمد العلي

لأن الطاغية يستكبر على رعيته ويستعظم نفسه ، ويستصغر الشعب ويستخف به ،

ويدعي الربوبية ، ويقول بلسان المقال أو الحال : أنا ربكم الأعلى !. وقد

قالها بشار الأسد تصريحاً لا تلميحاً وجرت على ألسنة عصاباته التي اتخذته

رباً من دون الله ، فقالوا وكتبوا إفكاً وزوراً كبيراً : لا إله إلا بشار

عياذاً بالله – وسجَّدوا جباه الناس لصوره وتماثيله كرهاً ، ولذلك جاء

الرد من السوريين الذين لا يعرفون رباً إلا الله ولا تنحني هاماتهم ولا

تسجد جباههم إلا له سبحانه ، جاء ردهم على الطاغوت بجمعة : ( لن نركع إلا

لله ) وجمعة : ( الله أكبر على من طغى وتجبر ) ، قال تعالى : {

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45] وقال أيضاً : { وَرَبَّكَ

فَكَبِّرْ} [المدثر: 3] ، أي: عظمه بالتوحيد، واجعل قصدك في إنذارك وجه

الله ، وأن يعظمه العباد ويقوموا بعبادته . ومعنى آخر ذكره العلماء قالوا

: عظِّم سيدك ومالكك عما يقول عبدة الأوثان " من عصابات أبي جهل وأبي

حافظ " ، وصفه بأنه أكبر من أن يكون له صاحبة أو ولد وأكبر من أن يكون له

ندٌّ أو نظير أو كفو وأكبر من كل عتل جواظ مستكبر . والمراد بالتكبير :

التقديس والتنزيه لله سبحانه ، لخلع الأنداد والأصنام دونه ، وألا تتخذ

ولياً غيره ، ولا تعبد سواه ، ولا ترى لغيره فعلاً إلا له ، ولا نعمة إلا

منه . وقد روي أن أبا سفيان قال يوم أحد : اعل هبل ، كما تقول عصابات

الأسد اليوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قولوا : الله أعلى

وأجل! ) ، ونحن نقول : ( الله أعلى وأجل من بشار وماهر ونجاد والمالكي

وحسن نصر اللات ومن أمريكا ومن الغرب والشرق الذي يدعم النظام سراً أو

جهراً !. )

و( الله أكبر)  من كل كبير ، وأعظم من كل عظيم ، وأعلى من الورى أجمعين ،

وكما قيل :

رأيت الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثرهم جنوداً

•       ومن موارد التكبير: أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصاً له من الشرك ،

وإعلاناً باسمه في النسك ، وإفرادا لما شرع منه لأمره بالسفك .

•       مِفْتَاح الصَّلَاة : ( الله أكبر ) ، وهي التي تسمى تكبيرة الإحرام .

•       والانتقال في الصلاة من ركن إلى ركن يشرع بـتكبيرات الانتقال : ( الله أكبر ) .

•       و صلاة الجنازة أربع تكبيرات ( الله أكبر ) .

•       كلمات الأذان التي تجلجل في الفضاء كل يوم خمس مرات ، تصدح بها حناجر

المؤذنين من على المنائر : ( الله أكبر , الله أكبر . الله أكبر , الله

أكبر . أشهد .....) ، ولذلك نقموا من المآذن واعتدوا عليها ، وقصفوها

بنيران مدافعهم ودكوها بصواريخهم ، ودمروا بعضها ، ومنها مئذنة جامع

عثمان بن عفان في دير الزور لكن الله أكبر : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ

مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي

خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا

خَائِفِينَ } [البقرة: 114] ، ألم تروا بشاراً اليوم في الرقة ؛ ممتقعاً

لونه ونظراته المرتجفة القلقة وأطرافه المرتعشة المذعورة ، تبدي علانيته

ما تخفي سريرته من الرعب والقلق !؟.

•       وإذا أتم المسلمون صيام شهر رمضان ، استحب للمسلم أن يبتدئ التكبير من

غروب شمس ليلة العيد، قال تعالى : { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ

وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } ، فيردد : الله أكبر الله

أكبر لا إله إلا الله الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد . ويستمر في

التكبير إلى أن يصلي العيد ، وفي الركعة الأولى ( الله أكبر ) يكررها

(سبعاً نسقاً) ثم في الركعة الثانية خمساً ثم يكبر الخطيب في خطبة العيد

(تسعاً نسقاً) .  وقد كان السلف يحرصون على التكبير ، ويظهرونه في

المساجد والطرقات ويرفعون به أصواتهم .

•       نشيد يوم النحر وهتاف الحجيج وتكبير التشريق : ( اللَّهُ أَكْبَرُ،

اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ

أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . اللَّهُ أَكْبَرُ كبيراً ، والحمد لله

كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ) .  قال العلماء : والتكبير مشروع في

عيد النحر ، في صلاته وخطبته ، ودبر صلواته ، وعند رمي الجمار

•       التكبير مشروع عند كل أمر كبير ، وكان يكبر على كل شرف ، وإذا ركب

دابته، وإذا صعد الصفا والمروة ، وعند إطفاء الحريق، وشرع التكبير لدفع

العدو ودفع الشياطين .

•       قال أهل العلم : وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار

لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال، أو نحو ذلك من الأمور

الكبيرة، ليبين أن الله أكبر وتستولي كبرياؤه على القلوب، فيكون الدين

كله لله، ويكون العباد له مكبرين، فيحصل لهم مقصودان: مقصود العبادة

بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه،

ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر، لأن هذه الثلاث أكبر ما

يطلبه العبد، وهي مصالحه، فخض بصريح التكبير، لأنه أكبر نعمة الحق. فجماع

هذا أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير ، وهذا  ملخص من كلام شيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله .

•       ومن هنا جاءت دعوة شيخ الثورة عدنان عرعور إلى إعلان التكبير من أسطح

المنازل والشرفات ، الأمر الذي لقي تجاوباً كبيراً في القرى والمدن

السورية التي ضجت بالتكبير حتى أقض مضاجع السلطة وأفقدها رشدها أو ما بقي

منه ، وراحت تقتل الناس لمجرد التكبير ، وتطلق النار تجاه الحناجر التي

تصدح به كما وقع في داعل وغيرها . وخرج علينا بعض مفتي السلطة ، ليحرموا

التكبير لأنه يشوش على طلاب المدارس ويؤذي المواطنين أما أزيز الرصاص

وقصف المدافع فلا ضير فيه!!!.

•       عندما يوجهنا القرآن إلى تكبير الرب سبحانه ،  حتى يستقر في الضمير

والوجدان أن الله وحده الكبير، الذي يستحق التكبير ، وأن كل أحد، وكل شيء

عداه صغير ، لتتوارى كل الأجرام والأحجام ، والقوى والجيوش ، وتنمحي في

ظلال الجلال والكمال ، لله الواحد الكبير المتعال .

•       ثم إن التكبير عندما يستقر في التصور، وفي الشعور، فإن المكبِّر يستصغر

كل كيد، وكل قوة ، وكل عقبة ، وهو يستشعر أن ربه الكبير معه يؤيده وينصره

ويحفظه من كل جبار مستكبر ... ولا ريب أن احتمال مشاق هذه الثورة الشريفة

وأهوالها في حاجة دائمة إلى استحضار هذا التصور وهذا الشعور.

•       ولهذا فإني أهيب بجميع السوريين مسلمين وغير مسلمين أن يفزعوا إلى

التكبير لأن الله هو رب العالمين كلهم وليس رب المسلمين خاصة .

•       التكبير ، شعار ثورتنا وسلاح الثوار ومفزعهم وملاذهم وحصنهم ، وهو أشد

على عدونا من وقع الحسام المهند ، و( الله أكبر ) صيحة النصر ، وليس

التصفيق ولا الصفير ، والدعاء لشهدائنا وليس الوقوف دقيقة صمت ، وخاصة في

اجتماعاتهم ومؤتمراتهم !.