المعارضة السورية وعقدة الإسلام

كأي حكم في العالم  لا بد أن يوجد له معارضة وتاريخ المعارضة السورية على مدى العقود التي حكمت فيها الطغمة الفاسدة سوريا كبير , قرأنا الكثير  وسمعنا الكثير عن المعارضة وسمعنا الكثير من المعارضين يتحدثون من لندن وباريس  وواشنطن و ..... لا نشك بصدق الكثير منهم  ولا نزايد على وطنية الكثير منهم  وربما لكل واحد منهم قصة في سبب خروجه من سوريا  ولكنهم بجميع الأحوال فهم يعيشون حياتهم الهنية السخية الرخية وربما تكون لبعضهم حرقة البعد عن الوطن وربما لبعضهم مشاكل خاصة مع السلطة وبجميع الأحوال فهم يعيشون في الخارج دون ملاحقة ,

الوحيدين الذين كانوا على الأرض في السابق  ودفعوا مع مواطنيهم ضريبة الدم هم الإسلاميين وأنا هنا لا أريد الدفاع عن الإسلاميين  ولكن الدولة عندها دمرت الكثير من المساجد وارتكبت مجازر يندى لها جبين الإنسانية وما كشف منها كان فظيع وما خفي كان أفظع.

اقترن اسم مسلم باسم رجعي واقترنت اللحية بالخيانة وحتى حرب عام 1973  والتي وزعت فيها الدولة كتب تشيد ببسالة المسلمين ودفاعهم عن الوطن , والتي أصبح  أبطال هذه الحرب إما كانوا فارين من المعركة أو مختبئين في جحورهم , حتى هذا لم يشفع للمسلمين  ولكن الوضع السياسي استمر في البلد كما هو عصابة مع نسبة قليلة من السكان يتحكمون بالبلد  ويقصون الآخرين والذين هم السنة والذين يمثلون حوالي 85%  إلا نسبة قليلة من المنافقين والفاسدين الذين وجدوا لهم مرتعاً خصباً على حساب أهلهم وذويهم وبقي المعارضة يعيشون في بلدان المهجر يعيشون حياة يحسدهم عليها من في الداخل إلا أننا لا نشك أن الوطن لا يعدله شيء ولكن الذل والفقر والتهميش الذي عاشه المواطن السوري ( السني ) واسمحوا لي أن أضع كلمة سني بين قوسين ونحن لا ندعوا  إلى طائفية ولكن نريد أن نوضح الحقيقة فقط فالحكم اعتمد على الأقليات وحقق لها كل ما تريد من مكاسب لتكون عوناً له  ولهذا السبب لجأ فوراً في بداية الثورة ليتهم الثورة بالطائفية وذلك ليفهم الطائفة العلوية والطوائف الصغيرة الأخرى أنهم هم المستهدفون من هذه الثورة وأنهم سيسحقون إذا نجحت الثورة إلا أن التاريخ  يكذب هذا الادعاء .

خرجت المظاهرات من المساجد  وقتل الناس في المساجد وهدمت المساجد  وانطلقت البنادق والمدافع لإسكات كلمة الله أكبر , لم نسمع أن كنيسة قصفت ونحن طبعاً لا نريد ولا نتمنى ذلك , لم يقصف ملهى أو سينما  وعلى مدة ستة شهور وضح تماماً أن المستهدف هم المسلمون ولو كان المستهدف بعض المسيحيين أوهدمت بعض الكنائس لتحرك العالم الغربي دون أن ينتظر مجلس الأمن أو لجان حقوق الإنسان ولدكت سوريا بالصواريخ البعيدة والقريبة المدى أما وطالما أن من يموت هم المسلمون وما يهدم هو المساجد فلا بأس لان هذا يحرك الشعب للثورة ضد النظام  وفي الوقت متسع للإصلاح والاجتماعات والمناقشات إنها قضية فيها نظر .

والمعارضة السورية في الخارج وأنا لا أقول جميع المعارضة ففيها من الشرفاء الكثير , هذه المعارضة والتي تحاول ركب موجة الثورة من أمثال هيثم مناع ووحيد صخر وغيرهم كثير الذين يعيشون في مقاهي وكبريهات أوروبا وتاريخهم النضالي لا يشرف ما كادوا ليستشعروا أن الثورة ستنتصر وهي منصورة إن شاء الله إلا وبدءوا يتحدثوا عن التطرف الإسلامي  وأن لا دور للإسلام في مستقبل سوريا فيا سبحان الله ما هو سر العداء للإسلام , هل على المسلمين أن يستبدلوا طاغية بطاغية ومجرم بمجرم آخر ويعودوا إلى مربع التهميش والاستعباد  ويلهم كيف يحكمون .

إذا كانوا معارضين للنظام وبينهم عداء وهم ليسوا بحاجة المسلمين فلماذا هم ساكتون طوال هذه السنين لم يحركوا ساكناً , وإذا كانوا من دعاة الحرية والديمقراطية  فكيف يطالبون بتهميش 85% من الشعب  وإذا كانوا من دعاة الغنائم والمكاسب فلهم أن يخرسوا ألسنتهم لإنهم لم يقدموا لهذه الثورة شيء يذكر فالشعب وغالبيته مسلمه هو من قدم الدماء  .

وإذا كانوا يعتقدون  أن الثورة يصنعها الشجعان ويستغلها الجبناء فلن يحلموا فالشعب أصبح يعرفهم جيدا ولن يكون لهم مكان في قطار الحرية المنطلق وإذا كانوا يظنون أنهم يستطيعون وضع شروط على الثورة وتحقيق مكاسب فهم واهمون الم يسمعوا شعار واحد واحد  الشعب السوري واحد ولم يسمعوا شعار إن الله معنا وغيرها كثير.

لذا فإنني أنصح المعارضة وبالأخص الشرفاء منهم أن يخرجوا من تفكيرهم الضيق وحزبياتهم المقيتة ومصالحهم الصغيرة ونظرياتهم الإلحادية وسيجدون لهم مكاناً محترم في وطن المستقبل وإلا فإن الشعب سيلعنهم ويلعنهم الوطن والتاريخ .

أقول للمعارضة إن الوطن يمكن أن يستوعب مواطنيه وأن يمنح العزة والكرامة لهم جميعاً على أساس حرية الفكر والعقيدة  والمواطنة فقد ولى زمن الإقصاء  فتعالوا نحرره معاً ونبنيه معاً ومن منكم لا يسمع هذا النداء فسيلفظه الشعب ولن يجد  له حتى ولو قبر يؤبه في تراب الوطن الغالي.

والنصر لثورتنا إن شاء الله

مواطن سوري حر