الجولان مع الثورة السورية

محمد زيد مستو

استقبل أهالي الجولان السوري المحتل، أسيرهم المحرر ضمن صفقةٍ لتبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وسط هتافات الحرية وتأييد الثورة السورية. فيما فضّلت الحكومة السورية تجاهل الخبر، جراء إعلان الأسير تأييده للثورة التي تشهدها بلاده. 

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت، وئام عماشة (30) عامًا، الأسير السوري الوحيد ضمن صفقة التبادل، مرفوعاً على الأكتاف في قريته "بقعاتا" وسط جموع هتفت بشعارات يطلقها المحتجون في سوريا من قبيل "الله.. سوريا.. حرية.. وبس" وشعارات تظهر تأييداً واضحاً للاحتجاجات مثل "يا ثورة إحنا معاكي للموت".

ورفض وئام عماشة وعائلته ومستقبلوه رفع صور بشار الأسد في مهرجان استقباله، بعد أن هدد مؤيدون للنظام السوري في الجولان بمقاطعة الاستقبال في حال رفضه.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية عماشة عام 2001 من أحد مشافي الجولان التي كان يتلقى فيها العلاج من جروح أصيب بها أثناء محاولته زرع اللغم، وحكمت عليه السلطات الإسرائيلية خمس سنوات. 

وتمرد وئام داخل السجن، وانخرط في التخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي بهدف مبادلته، ما أدى في 2005 إلى إدانته بالسجن 20 سنة، مضافاً عليها 18 شهراً لرفضه دفع غرامة ماليه تزيد على 8 آلاف دولار.

ورغم ترحيب دمشق بالإفراج عن الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل للأسرى والتي تتضمن إطلاق سراح 1027 سجيناً فلسطينياً كانوا محتجزين داخل السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المسجون لدى حماس جلعاد شاليط، وإفرادها لخبر الصفقة حيزاً مهماً في وسائل الإعلام الرسمية، غاب خبر الإفراج عن الأسير في وسائل الإعلام والصحف في سوريا. 

وكتبت صفحة "تنسيقية السويداء "، نحن لا نستغرب تجاهل الإعلام السوري الممانع لخبر إطلاق سراح أحد الأسرى السوريين بسبب مواقفه البطولية خارج وداخل المعتقل بعد إضرابه عن الطعام تضامناً مع ثورة الشعب السوري.

وكان عماشة قد أعلن خلال وجوده في سجن الجلبوع الإسرائيلي، عبر بيان أصدره في 23 مايو/أيار الماضي، تأييده للثورة السورية.

وقال عماشة في بيانه "غداً الرابع والعشرين من أيار، أعلن ومن داخل زنزانتي في السجون الإسرائيلية الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العُزل وصل حد المجازر الجماعية". 

وكان احتجاجه أيضاً على ما اعتبره تضامناً مع المحتجين ودعماً لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية، معتبراً أن الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة، هي أهم توازن استراتيجي يمكن أن تحدثه سوريا في مواجهة إسرائيل واستعادة الأراضي العربية المحتلة، على حد تعبيره.