شرح عن تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي

وذلك لنتعرف على الأرضية التي يمتد منها، وها هو اليوم يضيف سواداً فوق السواد:

تأسس حزب البعث على يد "ميشيل يوسف عفلق" المولود في دمشق سنة 1910م

عام 1945م افتتح أول مكتب للحزب بدمشق ولم يكن عدد أعضاءه يوم ذاك يتجاوز أربعمائة ثم جرى تنظيم الحزب عسكرياً وفي 1946م أصدر جريدة البعث اليومية ، وفي نيسان 1947م تم تأسيس الحزب تحت اسم " حزب البعث العربي " وافتتح ميشيل عفلق المؤتمر التأسيسي الأول للحزب وفيه أقر دستور الحزب ونظامه الداخلي وجعل "عفلق" عميداً وهو المنصب الذي أطلق عليه فيما بعد " الأمين العام".

وكان من المؤسسين لهذا الحزب : عفلق والبيطار و جلال السيد وزكي الأرسوزي.

في سنة 1952م، اندمج حزب البعث مع الحزب العربي الاشتراكي الذي كان يرأسه أكرم الحوراني في حزب واحد أصبح اسمه "حزب البعث العربي الاشتراكي" ثم بدأ الحزب بعد ذلك بالقيام بأدوار فاعلة في الانقلابات والحكومات التي تعاقبت على سوريا.

صادر حزب البعث الحياة السياسية في سوريا منذ الانقلاب عام 1963م بتعديله الدستور الديمقراطي الى دستور يتناسب ونظام الحزب الواحد والاشتراكية الشمولية والاقتصاد الموجه. ثم تابع مخوناً جميع معارضيه حتى البعثيين منهم وضيق عليهم ونكل بهم وعذبهم وصفّاهم جسديا.

البعث جاء بوعد العدالة الاجتماعية المتمثل بالاشتراكية وبوعد الوحدة العربية والحرية. لكن في السنوات التي تلت وصول البعثيين إلى سيادة الحكم فشلوا في تحقيق كل الوعود.

فعلى صعيد العدالة الاجتماعية عاث الفساد دوائر الدولة جميعها وصار الفساد جزءا من الحياة اليومية للمواطن مُحِطّا من كرامة الإنسان شيئا بعد شيء.أيضا أدت سوء إدارة الموارد والمنشآت المؤممة لانهيار الاقتصاد التدريجي وتراجع مستويات التعليم والرعاية الصحية وتراجع مستوى الدخل. حتى وصلنا الى ذيول قوائم تصنيف الدول.

وعلى صعيد الوحدة, استطاع الحزب خلال فترة حكمه التخاصم مع جميع دول الجوار التي تربط سوريا بها علاقات دبلوماسية عازلا سوريا عن محيطها الاقتصادي واستطاع الحزب التخاصم مع أغلب الدول العربية خاصة ذات التوجه القومي او "التقدمي".

أما على سبيل الحرية فقد خسرت سوريا في عهد البعث الجولان السوري الحبيب...

ولا ينبغي أن ننسى أن من أشهر منجزات البعث هو بيع الجولان لاسرائيل سنة 1967م وكان حافظ الأسد وزيرا للدفاع في حكومة البعث حينها. وقصة الصفقة موجودة في كتاب تم ذكر سقوط الجولان تأليف خليل مصطفى ضابط الاستخبارات السابق في الجولان.

لكن أيضا خسر المواطن السوري حريته في التعبير والكتابة والتجمع والتظاهر وتشكيل الاحزاب وحريته في التنقل وغيرها من الحريات الأساسية.

من الجدير في الذكر أنه في زمن عبد الناصر عندما تولى زعامة القومية العربية سحب البساط من تحت البعث وطلب من جميع الأحزاب السورية حل نفسها كشرط لقبول الوحدة، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي نفسه وحصل بسبب ذلك انشقاقات وتصفيات بين الناصريين والبعثيين من جانب وبين البعثيين أنفسهم من جانب آخر.

يقول زهير المارديني في كتابه "الأستاذ" وهو ترجمة موسعة لميشيل عفلق:

((ولا يستطيع أحد من البعثيين أن ينكر وقوف الحزب – باستثناء ميشيل عفلق – ضد الوحدة)) وفعلاً حصل الانفصال عام 1961م وقاده عبد الكريم النحلاوي وترأس الحكومة ناظم القدسي ودامت حكومة الانفصال من سنة 1961-1963م وكان للبعث فيها صولات وجولات حتى قاموا بانقلابهمالعسكري في 8 آذار 1963م، أما حكومات البعث التي استولت على سوريا منذ سنة 1963م حتى الآن فقصتها طويلة جداً بدءاً بحكومة قيادة الثورة التي كان رئيس وزراءها صلاح البيطار ومروراً بحكومة أمين الحافظ من سنة 1963-1966م، ثم حكومة نور الدين الأتاسي من سنة 1966-1970م إلى أن استولى على البلاد حافظ الأسد في انقلاب عسكري سماه الحركة التصحيحية سنة 1970م إلى الآن، وخلال  الفترة الممتدة من عام 1963م حتى يومنا هذا ظهرت أخلاقيات البعث واتضحت أفكاره وعقائده وتبين للناس عموماً وللبعثيين خصوصاً أن الشعارات الزائفة كثيراً ما تخفي تحتها الخيانة والدسائس والمؤامرات باسم المصلحة والوحدة والحرية والشعب والديمقراطية وغير ذلك من اللافتات.

وفي هذه الفترة من سنة 1963م حتى الآن حصلت الصراعات الدموية العنيفة والشرسة بين رفاق الدرب الواحد والمبدأ الواحد.

وإليك بعض المقتطفات من كلام أعيان حزب البعث حول هذا التاريخ:

الحزب الذي أول عقائده الوحدة العربية لم يستطع أن يتوحد لا في سوريا ولا في العراق.

والحلول عند الخلاف هي القتل فإن فر الرفاق بجلودهم فالاتهامات لكل هارب من الإعدام هي أنه: يميني، دكتاتوري، استغلالي، رجعي منفذ للاستعمار، آداه للصهيونية، متسلط، مزيف لإرادة الجماهير، اشتراكيته قطرية مستبدة، حاقد على الوحدة، عدو للقومية ..إلخ

وينقل "زهير الماديني" في كتابه ص303 عن ميشيل عفلق قوله:

((أصبح البعثيون بلا بعث ، والبعث بلا بعثيين، أيديهم مصبوغة بالدم والعار، يتسابقون إلى القتل والظلم والركوع أمام مهماز الجزمة))

ويصف "الجندي" في كتابه "البعث" ص130 صورة من صور الحرية لدى البعث فيقول:

((وفي استديو التجربة رأيت مالا يصدقه العقل: رأى أعضاء المحكمة أن يشترك الشعب بمباذلهم فلا تفوته مسرات النصر فعمدوا إلى تسجيل مشاهد الإعدام من المهجع إلى الخشبة عملية عصب العينين والأمر بإطلاق النار ثم يندلق الدم من الفم وتطوي الركبتان وينحني الجسد إلى الأمام بعد أن تتراخى الحبال نفسها وفمه مفتوح كي يقبل فمه الأرض، لم أقل شيئاً ، خرجت فسألني أحد الضباط مرحباً كيف رأيت يا دكتور؟

قلت: هذا هو البعث؟ فقال: لم أفهم، أجبت: لن تفهم 

وإذا بالأستاذ البيطار يدخل لاهثاً قال لي: هل صورت فعلاً مشاهد الإعدام قلت نعم، قال للضباط الموجودين إياكم أن تنشر أنها قضية عالمية، وظل هناك حتى قص المختصون كل المشاهد المثيرة ولكن بعض الصور تسربت إلى خارج سوريا .. ثم علمنا بعد شهور عديدة أن الرفاق تعودوا عادات جديدة فأخذوا حينما يملون رتابة حياة الآخرين يذهبون إلى سجن المزة بكل وجوديتهم فتفرش الموائد وتدور الراح ويؤتى بالمتهمين للتحقيق وتبدأ الطقوس الثورية فيفتون ويبدعون كل يوم رائعة جدية...))

وعن جرائم البعث في تلك الفترة يتحدث أحمد أبو صالح عضو قيادة مجلس الثورة السوري الأسبق باستفاضة في عدة حلقات الى قناة الجزيرة في برنامج "شاهد على العصر" عن تلك الفترة. ويمكن الاضطلاع على نص المقابلة الحلقة الاولى هنا حيث تجدون ايضا الروابط الى بقية الحلقات:

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/599437AD-2E91-49B0-8224-CCA0BC4AE65D.htm 

كما يكمن مشاهدة الجزء الاول من المقابلة على الانترنت هنا حيث تجدون ايضا روابط لبقية الأجزاء

 

السؤال البسيط لماذا يبقى حزب فشل في تحقيق كل وعوده في الحكم؟

الجواب لأن فكر الحزب الواحد فكر دكتاتوري يكافئ الفشل بقمع الأصوات المعارضة

كل هذا قبل تنصيب حافظ الأسد نفسه رئيسا للجمهورية ومصادرته ما تبقى من حريات بتعديلاته الدستورية والمراسيم الجمهورية المتعاقبة ونشر الرعب والذعر عند المواطنين باستخدام الاجهزة الامنية المختلفة وتخوينه لمعارضيه وتصفيتهم جسديا على اختلاف توجهاتهم ليبقى الحاكم المطلق في دكتاتورية مغلقة جميع مواردها ومقدراتها تحت إدارته في سبيل الاحتفاظ بالسلطة. دكتاتور توج أعماله بـ مذبحة حماة سنة 1982م حتى قال قائلهم أثناء الأحداث ((سأضع في الركام لوحة وأكتب عليها: كان هنا مدينة اسمها حماة)).

الحديث يطول عما يقارب الثلاثين عاما من التسلط والديكتاتورية الفردية وسنفرد رسالة قادمة لتسليط الضوء على بعض من جرائم الأسد دون غيره...

في النهاية أرغب بتقديم معلومات عن رؤساء سوريا منذ بداية الحياة البرلمانية تحت الانتداب الفرنسي وحتى اليوم.

تحت الانتداب وحتى ما بعد الاستقلال:

هاشم الأتاسي: 21 كانون الأول 1936 - 7 تموز 1939

بهيج الخطيب (رئيس مجلس النظار): 10 تموز 1939 - 16 أيلول 1941

خالد العظم (مؤقت): 4 نيسان - 16 أيلول 1941

تاج الدين الحسني: 16 أيلول 1941 - 17 كانون الثاني 1943

جميل الألشي (مؤقت): 17 كانون الثاني - 25 آذار 1943

عطا الأيوبي (رأس الدولة): 25 آذار - 17 آب 1943

شكري القوتلي: 17 آب 1943 - 30 آذار 1949

فترة انقلابات عسكرية متتالية اثر حرب 1948:

حسني الزعيم: 30 آذار - 14 آب 1949

هاشم الأتاسي (رأس الدولة): 15 آب 1949 - 2 كانون الأول 1951

فوزي السلو (رأس الدولة): 3 كانون الأول 1951 - 11 تموز 1953

أديب الشيشكلي: 11 تموز 1953 - 25 شباط 1954

عودة تداول السلطة حسب الدستور:

هاشم الأتاسي: 28 شباط 1954 - 6 أيلول 1955

شكري القوتلي: 6 أيلول 1955 - 22 شباط 1958

الوحدة مع القطر المصري:

جزء من الجمهورية العربية المتحدة: 22 شباط 1958 - 29 أيلول 1961

الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة:

مأمون الكزبري (مؤقت): 29 أيلول - 20 تشرين الثاني 1961

عزت النص (مؤقت): 20 تشرين الثاني - 14 كانون الأول 1961

عودة تداول السلطة حسب الدستور:

ناظم القدسي: 14 كانون الأول 1961 - 8 آذار 1963

انقلاب حزب البعث العسكري:

لؤي الأتاسي (رئيس مجلس القيادة الثوري الوطني): 9 آذار - 27 تموز 1963

أمين الحافظ (رئيس المجلس الجمهوري): 27 تموز 1963 - 23 شباط 1966

نور الدين الأتاسي (رأس الدولة): 25 شباط 1966 - 18 تشرين الثاني 1970

انقلاب الحركة التصحيحية:

أحمد الخطيب (رأس الدولة): 18 تشرين الثاني 1970 - 22 شباط 1971

حافظ الأسد: 22 شباط 1971 - 10 تموز 2000

وفاة حافظ الأسد وتسليم مقاليد الحكم لنائبه حسب الدستور:

عبد الحليم خدام (مؤقت): 10 تموز 2000 - 17 تموز 2000

استفتاء على رئاسة بشار الاسد بعد تعديل الدستور ليتناسب مع عمره:

بشار الأسد: 17 تموز 2000 – 15 آذار 2011