لن نتركَ الإسلام
شيماء محمد توفيق الحداد
كثيراً ما قال أعداؤنا الكذبة الأشرار من الغرب وأشياعهم: إن سبيلكم نحو الحضارة هو أن تتركوا الإسلام الذي يعوقكم عن بلوغها!! ..
والحقيقة الصارخة أنهم يريدون منا تركَ الإسلام ليتمكنوا هم من الاستيلاء على ثرواتنا والاعتداء على حقوقنا، ولا يستطيعون هذا إن تمسكنا بالإسلام؛ لأن الإسلام خير حامٍ لحقوقنا ومدافع عن كرامتنا وقائد لحضارتنا الحقيقية: التي تصون كرامة الإنسان أن يزلَّ إلى مستوى المخلوقات الأخرى التي سُخِّرت له بسبب مقوِّماته الإنسانية، ولطالما كفَّهم ديننا العظيم عن الإجرام وَوَقَفَهم عند حدهم..
إن الإسلام ليس عبارة عن صلاة وصيام فقط، كما أنه لم يأتِ من عقول قوم لهم أهواؤهم ونظرتهم الخاصة ومصالحهم الشخصية - التي لا يبالون في سبيلها بظلم الناس واستعبادهم والضحك على عقولهم -، إنه الدين الإلهي الوحيد القادم من الله تعالى الغني عن العالمين، وبما أنه جل جلاله رب لجميع الناس - رغم اختلافاتهم في الدين والجنس واللون واللغة ووو - فهو الذي خلقهم جميعاً؛ ولذلك شرّع لهم شرعاً يناسبهم جميعاً؛ فلكل منهم أن يعيش حرّاً كريماً، وأن يعمل ويأكل ويشرب وينام، وينال حقوقه كاملة غير منقوصة مهما كانت ديانته؛ إذ لا يُطلَب من المسلم إلا بيان الإسلام، ولا إكراه في الدين، وحساب الناس على الله تعالى، لكن مَن يظلم غيره ويعتدي على حقوق الآخرين فسينال العقاب مهما كانت ديانته كذلك... فليت شعري أين هم أعداؤنا الطائفيون المجرمون الإرهابيون عن أحكام رائعة منصفة عادلة كأحكام الإسلام؟!..
إن مشكلتهم تتمثل - فيما أعتقد - في أمرين اثنين: الخلط بين الأمور، وقياس الإسلام قياساً فاسداً على الأديان الوضعية - التي جاءت من اختراعهم هم - وقد ظلمت الناس ودمرت الأرض، وسبب هاتين المشكلتين هو جهلهم بحقيقة الإسلام، ولا أدري كيف استطاعوا أن يقيسوا ديناً وضعياً ناقصاً ظالماً على الدين الإلهي الشامل الكامل العادل!!.. إنهم جهلة بامتياز، ولكن الله تعالى سيظهر دينه رغم كل شيء، والمسلمون سيقومون بواجبهم والعاقبة للمتقين.
فبربكم يا إخوتي: هل نترك مقومات الإنسانية ونتخلى عن الأسباب التي جعلت منا خلائف لله تعالى في الأرض من أجل أهوائهم الحيوانية وشهواتهم المنحطة؟؟.. أنترك الشرف العظيم لنجني الهوان الأثيم؟؟.. أنترك تاريخنا المجيد وسلائقنا العظيمة وحضارتنا العريقة... من أجل حضارة كاذبة جرّت على البشرية ألوان الهوان والعذاب، وجرّعتهم غصص الحروب والآلام والأمراض، ولم تترك لهم لا دنيا ولا آخرة؟؟ أنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!!..
لا والله!!.. وليس أمامهم إلا أن يعقلوا، أو أن يموتوا بغيظهم ويصافحوا الجدران برؤوسهم - وهي بحمد الله تعالى كثيرة! -، أو أن يشربوا من المحيطات وما أكثرها وأغزرها كذلك !.. وأقول لهم:
الـدِّيـنُ لِـدنيانا حامي صانَ حقوقَ النَّاسِ جميعاً عـيشوا معنا دونَ فسادٍ لـنْ تُمحى شِرعتُنا أبداً | وَالـدِّيـنُ لنا نهجُ يـا جندَ الغدرِ الظُّلاَّمِ!! دونَ عِـداءٍ دونَ ظـلامِ فاللهُ سـيحمي إسلامي!! | سلامِ