مع الطالب وشيخه 2، 3
مع الطالب وشيخه
بقعة ضوء
الحلقة الثانية
رأينا كيف أن الشيخ "ناصر" شرع في كتابة رسالة عتاب إلى صديقه "محق" بسبب مخالفته لرأي شيخه البوطي, كما أنه رأى أنّ المتظاهرين و مؤيديهم قد فتحوا باب فِتنة....و لم يكن لهم في الخروج على النظام شرعاً فَتوى ...
فقال:
من عجائب هذا الزمن:
أن يُعَلّم الدهماء العلماءَ كلاماً محدداً ليُلقى على المنبر، فمن امتثل لهم فهو مصيب .. وإلا فهو خائن خائف رعديد.
فأجابه "محق":
لسنا والحمد لله من هؤلاء..... ولا نطالب الشيخ بهذا الهُراء
لأننا نعتقد ان كلامه منه (أي من الشيخ) أساسه....و الشيخ لا يقول الا الذي براسه
لكننا تعلمنا أيضا من الشيوخ...... والشيخ واحد من الرؤوس
أن الاسلام شجرة مثمرة عليك أن تاخذها كلها من أصلها
فان قطعتها او جزأً منها ماتت و ذبلت الشجرة
*تؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض*
لماذا فقط نحشد أحاديث الفتن والخروج على الحاكم؟
و ننسى ان اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
أليس حمزة سيد الشهداء ورجل قام الى امام جائر فأمره و نهاه؟
فما كان منه الا أن ذبحه وفصل منه الراس
أين *والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون*؟
ثم اننا لا نطلب منه أن ينصر على المنبر الثوار
بل أن يسكت عن دعم كل متكبر فاجر كفّار
أن يقيّم عوام الناس علماء أفذاذاً قد أفنوا حياتهم في خدمة شرع الله عز وجل، ويصنفوهم ما بين مخطئ ومصيب. .
فأجاب "محق":
ياسيدي, الذين يتكلمون كلهم علماء ولا يقلون عن الشيخ في علم و لا صلاح
ولا داعي لحشد الاسامي من الصابوني مرورا بالسويدان و العوضي والقرضاوي
الا اذا رأى الشيخ نفسه فوق الجميع.....واعتبر رأيه دون غيره هو الصحيح
أن يتطاول الرعاع والسفهاء على أناس صالحين توجهوا لعزاء ذوي بعض القتلى فيصرخون في وجوههم: (ما بدنا مشايخ) أو تسمع قائلهم يقول: (مصيبتنا في علماءنا). ونسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من بركة أهل زماننا.
لا نقبل ان يتطاول احد على احد و لكننا نعذر من مات له احد
من اقربائه المسالمين برصاص الظلمة المجرمين
و بدلا من ان يقف معه من يَحسَبُهم مسلمين.....فينصرونه و يخففوا من مُصابه الأليم
وقفوا مع الظالم و التمسوا له الاعذار......واتهموا المتظاهرين بالعمالة والاجندات
كيف تريد من أقرباء القتلى ان يعاملوا هؤلاء...أويقابلوهم؟ بالشد على الايدي و الدعاء؟
أن تغدو غيبة العلماء مستحبة بل واجبة في بعض المجالس باسم شرع الله، فلا ينجو منها حتى المحسوبون على العلم وأهله.
لم يقل احد من الجالسين ان غيبة العلماء مستحبة في الدين
ولكن حدث ومن زمان أن قيل لاحمد بن حنبل الامام
وهو من كبارعلماء الجرح و التعديل......وقد بين عوار أحد ناقلي الحديث
ياامام هذه غِيبة.... قال بل هي الدين والنصيحة
وواجب علينا البيان..... ليظهر الحق و يندحر بشار, أقصد الكذاب
وهل الشيوخ ومهما بلغوا من اهل العصمة؟
اليس ديننا النصيحة...... قالوا لمن؟ قال لعامة المسلمين والأئمة
اذا اردت نصح انسان (وما اكثر من حاول نصحه) فقابلك بالهُزء والعدوان ومحاباة السلطان
و قال عنك انك من الدهماء كما بدأ أول سطر من الحوار
و كأن لدينا كرادلة وباباوات و أئمة معصومون عن الخطأ و النسيان
لا يناقشون ولا يراجعون وعن اقوالهم لا يحيدون!!
يحدثه رجل عما يُفعل بالمساجين في المعتقلات من اجبارهم على الكفر و قول لااله الا....
فيقول له الحق عليكم لأنكم خرجتم..... و بيعة السلطان من الأعناق نزعتم
ألم يرى لماذا خرجوا..... و ما الذي دفعهم ليتظاهروا؟
لماذا لم يلتمس لهم الاعذار كما فعل مع السلطان؟
أحباً بالموت والسحل والتعذيب تظاهروا؟
أم رغبة بالحياة والحرية والتغيير تجمهروا؟
أليس بعد أن طقت مرارتهم و بحت حناجرهم
فلا اصما اسمعوا ولا صنما احمقا ميتا حركوا . .
الحلقة الثالثة
تابع الشيخُ "ناصر" شَكْوَاهٌ فقال: غريبٌ مُوالاة المؤمن للفاجر الكافر, غريبٌ المكابرة بالمحسوس و الاعتماد على الخارج و طلب نصرة العدو, غريبٌ معاداة أولياء الله و التسبب باراقة الدماء
فكتب من عجائب هذا الزمن:
أن يخرج الشباب الملتزم الواعي مع الفسقة والفجرة والمتطاولين على شرع الله في صف واحد ولهدف واحد متناسين قوله تعالى:
*واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة*
فكتب له "محق":
لا ادري من يصف بالفسقة الفجرة, هل عامة المتظاهرين؟؟
واذا كان, فهل لزمهم الفسق و الفجور لخروجهم على الحاكمِ المطلقِ امامِ الدين؟
ان كان الأمر كذلك فهذه مسألة عويصة.... وتكاد تكون في حد ذاتها مصيبة
لأن الكثير من أفاضل الشيوخ.... أباحوا للمتظاهرين الخروج
كما أنَّ هذا الحق لهم مضمون.... حتى في مواد الدستور
ولم يعترض على نص الدستور من قبلُ أحد
و لا فَرَّق الدستور بين من أسلم و من جحد
أم يقصد بقية المعارضين من الاشتراكيين و الشيوعيين و الناصريين و ال~~~ين؟
ان كان ذا القصدُ فواجب علينا الردُّ
ألم يقف الشيوخ مع خوارنة المسيحيين ومن الله أعلم بهم في مسيرات التأييد؟
أين كان اعتراضك على ذلك يا شيخ أم الأمر حلال لهؤلاء حرام على الغير؟
ألم يعاهد الرسول صلى الله عليه و سلم يهود المدينة على الدفاع عنها؟
ألا يعني هذا أنهم اتفقوا على أمر كبير في سبيل الدفاع عن شئ خطير؟
اليس الشيخ بكلامه هذا الان.... و موقفه من النظام المعلن من زمان
يقف مع الشبيحة و الفسقة و القتلة و أبواق و أزلام النظام؟
ألا يعتبر نفسه شيخا ملتزماً واعياً؟
كيف يقف مع بشار و ماهر و رامي صفاً واحداً ؟
أن ترى من يكابر بالمحسوس ويقول التغيير قادم كالتغيير الذي تحقق في مصر، مع العلم بأن مصر لم تكن تتلقى من الخارج أوامر الخروج لجمعة الغضب .. لجمعة الشهيد .. لجمعة القتل والتخريب.
عدنا لنفس الاسطوانة, السوريون ليسوا كالمصريين و المصريون ليسوا كاليمنيين و الليبيون ليسوا كالصوماليين
رغم ان قادتهم كلهم اولياء امورهم وشيوخ السلطة مع المطبلين والمزمرين
مائة بالمائة مقتنعون ان من خرج عليهم من الخارج ممولون
وأنهم شرذمة قليلون و اصحاب اجندات على السلطان وعلى الشرع خارجون
اليس هذا قمة السخرية و المجون؟
أن يقول قائلهم: لا بأس بتدخل دولة أجنبية ما، لتغيير النظام، ضارباً عرض الحائط قوله تعالى: *يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم*
بالله عليك لماذا خلط الاوراق و ما هذا التعميم؟ كم واحدا نادى بذلك من المتظاهرين ؟
اليهود و النصارى لا تتخذوهم اولياء
ولكن لا بأس يجوز مع الكراهة بل هي ربما قُربةٌ و طاعة
الوقوف مع النظام ومناصرة بشار؟
أن يتسبب أحدهم بسلوكه الأرعن في إراقة الدماء، ثم يستنكر هذا الذي تسبب له، ويحمل مسؤولية ذلك على الآخرين.
من المتسبب باراقة الدماء؟ إسأل كل عاقل بالأمس و اليوم و على مر الزمان
بعد أربعين عاما من الظلم والقمع والجوع
فتح فَمَه المقهورُ..... الذي على فِيهِ ولعقودٍ بالرصاص والبارود مختومِ
خرج من جلده حاد عن طوره ينادي حرية حرية
رافعا يديه أعزل... يقول يلي ما بتفهموا سلمية سلمية
فأصابوه بالبندقية...وهجموا عليه أكثر من مية
بارجلهم بايديهم بعصيهم ضربوه رفسوه هشموه, تَجْرُؤا أن تطلب الحرية
هو المتسبب والحق عليه؟! بسلوكه الارعن بِأُصْبُعِي قلع عينيه!!!
وأقول عنه هو المسؤول؟!! و الله هذا الفهم ظلم لا يجوز
أن يغدو معنى الحديث القدسي الصحيح: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) في أذهان البعض باطلاً يستخف به.
لا أحد بستخف بالحديث..... و لكننا نسأل عن توضيح
المتظاهرون عادوا فقط الأسد و نظامه
هل هؤلاء أعني الأسد هم أولياءه؟
من هم أولياءه؟ هل الشيخ وأفكاره؟ الحقيقة لا أدري ما جوابه
قد أعتقد أنا في الشيخ الولاية, خاصة أني من مريديه وطلابه
أما أن يدعيها هو لنفسه فهذا غرور, أبرأ بالشيخ عن ادعائه
وعلى كل نحن لا نعادي الشيخ وأمثاله بل نعارض أفكاره
*اني لعملكم من القالين*
لكنِّي لو تركت لنفسي العنان و جمح بي الخيال
لأعتقدت في المتظاهرين الولاية
لان العين لا تقاوم المخرز فكيف صمدت للدبابة
لاشك بوجود العناية وأن المتظاهرين قد حُفُّوا بالرعاية
خاصة وأن في أخر الحديث حكاية
"كنت سمعه الذي يسمع به وعينه التي يبصر بها و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها"
أن يوجه نصح الخاصة للعامة ويترك لمنكر العامة الحبل على الغارب .. تلبية لرغبتهم واستجابة لأهوائهم.
دائما التهمة للمخالف جاهزة باستجابتة لأهواء الحثالة العامّة
و تلبية رغباتهم و الانصياع لأوامرهم ومتطلباتهم
كأن الشيخ المخالف لا رأي له ولا حكمة..... متهم دوما بأنه صاحب فتنة
وهواه و خطابه تبع لما تمليه عليه عامّة وغوغاء الامّة
ثم هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكلم أبا بكر بكلام... غير الذي يكلم به علياً و عثمان؟
عامة و خاصة, ظاهر و باطن, علم مخزون و ربما مكنون و أخر مبذول!
طالما الكلام مفهوم ويمكن أن يبلغ العقول
ما المانع للمخالف مما يعلم أن يقول؟ . . . . . . يتبع