التربية والتعليم بعد الثورة

جمال سعد حسن ماضي

[email protected]

بالعلم والخلق معاً :

يأتي دور البيت والمدرسة ، ليواكبا الثورة الجديدة في بناء جيل يطير بجناجي الخلق والعلم ، فهما بمثابة الجناحان لطيورنا الأحبة من الأبناء والبنات ، الأعزاء على قلوبنا ، وذلك لأنهم سواعد مصر المستقبل ، فالتطهير من الفساد والمفسدين يبدأ بإحلال هذا الجيل الطاهر ، ليحل محل مؤامرة كبري ، كادت أن تقضي على أطفالنا وشبابنا وفتياتنا .

 يحضرني ابن لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في يوم العيد ، حينما رآه أبوه وهو الحاكم يرتدي ثوباً قديماً ، فبكى الأب ، فقال الابن : ما يبكيك يا أبتي ، قال : خشيت أن ينكسر قلبك وأنت بين أصحابك ، فقال الابن معبراً عن التربية التي نريدها وننشدها : يا أبتي إنما ينكسر قلب من منعه الله من رضاه ، وعق أمه وأباه ، وأنا أرجو الله تعالى أن يرضي عني برضاك .

همسة للآباء والأمهات والمعلم والمعلمة :

لا نقول للآباء والأمهات إن الاهتمام بالتربية أولاً يعني ترك التحصيل والتفوق ، بل إن الخلق والعلم ، يسيران في خطين متوازين ، إن نقص أحدهما أو اختل ، أثر في الثاني لا محالة .

كما نقول للمعلم والمعلمة ، مذكرين إياهما بالرسالة التي هي إرث الأنبياء ، إن بناء مصر الجديدة يعتمد على ساعديكما ، في بناء جيل واعي بالعلم والتفوق ، ومتسلح بالايمان والخلق ، وأنتم قادرون على ذلك ، بعد أن حققتم أملكم ، وكلل الله تضحياتكم بالنجاح ،  باختياركم الصالحين والصالحات ، معلنين تطهير التربية والتعليم مهما كان الثمن .

 ندائي للبيت والمدرسة :

 لا تتركا أمل مستقبل مصر نهماً سائغاً للإعلام أو الشارع أو الضياع ، إن المرحلة الجديدة تتطلب من البيت والمدرسة معاً ، العودة إلى تحقيق أهداف التربية الحقيقية ، والتي ضاعت في ظل الحكومات الفاسدة ، من العبودية الخالصة لله وحده ، بمعني التحرر من كل ما يقيد إنسان المستقبل لأداء مهمته في الحياة .

 وأبناؤنا فلذات أكبادنا ، نريدهم في قمة النجاح العلمي والنجاح في الحياة معاً ، ليكونوا بحق ( إنسان المستقبل الصالح ) الذي يتفاني في خدمة مجتمعه ووطنه ، من إيمان راسخ ، وخلق متين ، ووطنية صادقة ، وشخصية فاعلة ، وموهبة مبدعة ، وبدن قوي .
مهمة التعليم والتربية ليست أمراً سهلاً :

  سواء في البيت عن طريق الوالدين أو في المدرسة بوساطة المعلم والمعلمة ، لتخريج هذا النموذج الذي ننشد له الكمال في الحياة ، خلق وعلم ، فماذا ينفع علم بلا خلق ؟ وما قيمة خلق بلا علم ؟

 لقد آن الأوان اليوم أن يكون البيت والمدرسة يداً واحدة ، من التقدير والاحترام ، وإحياء القيم الحميدة ، وغرس الأخلاق الطيبة ، ليتحقق الأمل المنشود ، فنحن بعد الثورة على موعد مع رقي قادم ، وتقدم بين الأمم ، يحتاج منا أن نكون على المستوى الذي ينتظرنا ، وهيأه لنا الله تعالى ، فهل نحن كذلك ؟ .