إضاءات
د. إيمان مصطفى البُغَا
المجتمع الذي يضج بالحيوية : هو المجتمع الذي تكثر فيه الرؤى وتتعدد المقترحات وتكثر المشاريع حول تطبيق الصواب والعلم , وليس الذي تكثر فيه الرؤى وتتعدد المقترحات حول ماهية الصواب نفسه .. إن المجتمع الذي لم يعرف بعد ما هو الصواب هو مجتمع متخبط .
******************
ما قامت معارك الإسلام لإجبار الناس على تقبل الشريعة ، وإنما لقتال من يقف في وجه نشر الشريعة .. والشريعة عندما يتاح لها الانتشار لا يعود هناك حاجة للحديث عن الإجبار ؛ لأنها ستكون موضع قَبول , ومن لا يتقبلها سوف يُجبر فقط على الأحكام المتعلقة بحقوق الآخرين وبالامتناع عن الموبقات .
***********************
يسيطر الظلم على السياسة , والطمع على الاقتصاد , والهوى على الفن , والأنانية على الحياة الاجتماعية , ثم يشهر هؤلاء أسلحتهم في وجوه العلماء طالبين منهم أحكام الشرع , فتخرج الأحكام مرجوجة مرتجة مرتجفة , لا ترفع ظلماً ولا تكسو عارياً ولا تطعم جائعاً ولا تضع حقاً في نصابه ولا تردع مفسداً ... ثم يأتي دور المفكرين الذين ينقسمون إلى نصفين , تبقى عين الأول في بلادنا والذي بدوره ينقسم إلى قسمين ؛ الأول : يتحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني وتطويع الأحكام لتواكب العصر ! ، والثاني ولكونه أكثر جهلاً فيتحدث عن قصور هذه الأحكام وعدم تلبيتها للمتطلبات الحديثة !! .. أما النصف الثاني فيأتينا من القوانين الغربية بأحكام إيجابية تعلم المرء كيف يزرع القمح عند وجود البذرة الجيدة والتربة الصالحة والمياه الوفيرة ، أو كيف يحسن التصنيع عندما يوجد الحديد ورأس المال والحوافز المادية .