من وحي الثورة
يوميات مواطن سوري
عندي مشكلة مؤرقة !.
محمد العلي
نعتوا لي " الزنجبيل " ، الذي يجعل الأرنب في قوة فيل !
قالوا - والقول قول العارفين - :
عشبة " دقن الشيخ " تسحنها مع قليل من زيت " الإكليل " ، ليس لها مثيل .
بالنسبة لعشبة " شرش الزلوع " ، مية بالمية ! كما أخبرني ثقة عن خبرة طويلة وتجربة شخصية !.
أما صاحبي المصري ، فنصحني بالكرفس والجرجير وأكل السمك والحمام البلدي . كل ذلك لم يحرك ساكناً!.
شربت لبن الإبل حتى انتفخت ، وأكلت من لحم الحاشي كما أوصاني شايب عجوز لم يلن الدهر قناته ؟!.
وشيخ آخر مجرب من ذوي الخبرات والبركات ، ما يزال يعيش شبابه وقد بلغ الثمانين ونيف ، قال لي :
أكثر من البقدونس مفجر الطاقات ، وحب العزيز وغذاء الملكات !. وكثِّر مع الطعام – والنصيحة لهندي - كمية الفلفل الهندي والبهارات ، ولا تيأس ولا تبأس !.
وآخر أعطاني – على رقبته أي مسؤوليته - حبة البركة وجوزة الطيب ، وقال : ادعُ لي ، وانس الطبيب !.
معالج روحاني ، همس في أذني :
لن ينفعك الفجل الأحمر ولا الأبيض !.. ولا الكمأة هي التي ستبيض وجهك ، وتصون السمعة ، كلا ، ولا لقاح النخل ولا بيض العصافير والحباري !!!.
وأردف المعالج الروحاني يقول : الدواء عندي فقط !.. رقية الديك سأرقيك ، ومعها تميمة تعلقها ولا تنزعها في نوم ولا يقظة ، تحي بإذن الواحد الأحد الرميم ، وتشفي السقيم ، والله الشافي!!.
وبصراحة ، كلُّ ذلك طبقته بحذافيره حتى الحبة الزرقاء جربتها لكن لم تحل المشكلة ، وطالبتني بالرحيل !. ليست الزرقاء ، خيبها الله ، لكن – ويا للعار - الشقراء ، سامحها الله !!.
طبيب نفساني نصحني :
وفِّرْ قروشك !.. لن تَغْلِبَ بِضْع منشطات طبيعية أو صناعية مئات المثبطات اليومية التي تحطم الروح المعنوية !.
مشكلتك – يا بني - ليست عضوية ... صدَّقني !... كلا ، ولا جنسية !!. كل الذكور في وطننا يعانون كما تعاني !.
وهمس في أذني ، وهو يلتفت يمنة ويسرة ، قائلاً :
مشكلتك مع النظام !. مشكلتك سياسية !.