ما الذي يريده النظام السوري: إبادة الشعب

ما الذي يريده النظام السوري:

إبادة الشعب؟!

أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر

[email protected]

ما الذي يريده النظام السوري من هذه المجازر التي يرتكبها؟. أهو جنون أم عبث أم كلاهما؟.

ما الذي يريده النظام السوري من إقترافه مذابح في دير الزور وحماة وحمص والرستن وحلب ودرعا وغيرها من محافظات ومدن وقري سوريا الحبيبة؟.

ما الذي يريده هذا النظام من قتل النساء والصغار والأطفال الُخدج ـ فضلاُ غن الرجال والشباب ـ بقطع الكهربا عن المشافي؟.

ما الذي يريده هذا النظام البوليسي من قصف المدن والقري بالمدافع الثقيلة والدبابات؟

ما كل هذا الإستئساد ـ وهو أمام العدو الصهيوني نعامةـ علي شعب أعزل، يخرج بصدور عارية، يريد كرامته، وحريته، وتحرره، من المستبد المحتل الداخلي؟.

ما الذي يبغيه هذا النظام "البعثي" من تهجير الشعب السوري إلي تركيا ولينان والأردن، وتدمير بنيته الأسرية والإجتماعية والتحتية؟.

هل يريد البقاء علي ارض محروقة خالية من سكانها؟ ففي مَن سيتحكم ويقهر ويظلم ويستذل ويستعبد؟.

لقد قال الشعب السوري قولته: "الشعب يريد إسقاط النظام".

لقد حسم الشعب السوري ـ الحر الأبي ـ أمره: "السوري يرفع إيده بشار ما بنريده".

إنه صاحب الإرادة والشرعية يعطيها من يشاء وينزعها عمن شاء.

من إجل ذلك قدم السوريون التضحيات والشهداء والجئين والمشردين.

لقد تحمل السوريون عقوداً من تحكم "النظام البوليسي/ القمعي". لقد تحمل عقودا من القهر والظلم والبطش والقمع والفساد والإفساد والتهجير والتشريد ما تحمل.

لقد صبر وصمد وتحمل ما ينوء حمله الجبال.

هل يراهن هذه النظام الوحشي علي مثل ما فعله سابقاً في حماة، زمن الثمانينيات؟.

هيهات.. هيهات لم يعد الشعب هو الشعب، ولا الزمن هو الزمن، ولا المكان هو المكان، ولا المحيط الإقليمي والدولي كما كان.

الشعوب تبقي والنظم إلي زوال.

الشعوب تبقي والطغم الفاسدة المفسدة إلي مزابل التاريخ.

ألم يأتك نبأ ألبرتو فوجيموري، وأوجوستو بينوشيه، وسوهارتو؟

ألم ياتك نبأ حلفائكم تشاوشيسكو ومليسوفتش؟.

ألم ياتك نبأ الدكتاتور التونسي الهارب، ولمحكوم غيابياً؟.

ألم يأتك نبأ القاتل المذعور المختفي المتخفي الليبي؟.

ألم يأتك نبأ الطاغية المستبد المتخلي وهو علي سرير في قفص الإتهام؟. يتظاهر مستجلباً تعاطف لن يحصل عليه، بل محاكم عادلة لما أقترفت يداه؟.

ألم يأتك نبأ القاتل اليمني ومآله وما سيؤول إليه؟.

لقد جاء دورك، وحانت ساعتك.

كنت تراه "متفلسفا" ينظر إلي لا شيء ، يلقي دروساً في التاريخ وجدليته ، وهو الآن أبعد ما يكون عن ألف بائه؟.

هو الآن صفر العلامات في التاريخ والسياسة والإجتماع.، و"سينتظره مصير حزين" كما صرح أسياده الروس منقلبين ـ بفعاله ـ عليه.

فجراء ما يرتكب هذ النظام من فظاعات.. لم يعد الصمت ـ الفردي والجمعي والإنساني والدولي ـ ممكناً.

فبأي وجه ستتعامل دول العالم ـ فضلاً عن الدول العربيةـ مع الشعب السوري الباقي بعد إزاحته هذه النظام؟.

وبأي "صرامة" يا هذه ـ ستقابلين وزير الخارجية التركي في زيارته الحاسمة المقبلة؟.

لن ينس الشعب السوري من سانده ووقف في صفه، ومن خزله.

ولن ينس السوريون من عاون نظامهم القمعي وأمده بكل الوسائل والعتاد ليوظفها في قهره.

الشعب السوري يستحق ـ بعراقته وحضارته وعروبته وإسلامه ـ دولة حقيقة لا نظاماً فاشستياً قمعياً عنصرياً عائلياً بوليسياً فاسداً مفسداً.

الشعب السوري مُنتصر علي قاتليه وجلاديه وشانئيه. وسيسترد حريته وتحرره وكرامته وسينهض من جديد.

تحيا سوريا حرة أبية.

تحيا سوريا حرة كريمة عصية علي القهر والإذلال والإستعباد والإنتهاب.

تحيا سوريا. وعاش الشعب السوري الحر الأبي الكريم، رغم أنف نظامه الذي فقد عقله، فلم يعد يعرف ما يريد.