حول الانتخابات التونسية

معمر حبار

[email protected]

المتتبع للانتخابات التونسية، بشطريها الأول والثاني .. يمكنه أن يقف على جملة من الملاحظات..

لم يستطع أحد من المترشحين .. الحسم في النتيجة .. خلال الجولة الأولى من الانتخابات.

ولم يستطع أيّ منهما.. الحصول على الأغلبية المطلقة .. مايدل على التنافس .. الذي ميّز الانتخابات.

النزاهة ميّزت الانتخابات .. وكانت ميزة التونسيين.. فلم يتحدث أحد عن التزوير .. والتهديد.. وهذه ميزة تسجل للمجتمع التونسي.. والذي تميّز بها عن غيره ..

بغض النظر عن حاكم تونس .. فإن الصندوق هو الذي أفرزه .. والانتخابات هي التي يعلو الهرم.

الانتخابات في تونس .. هي التي جعلت المرزوقي حاكما .. وهي التي السبسي حاكما ..

والانتخابات.. هي التي جعلت المنهزم فائزا .. ومن الفائز منهزما .. إذن بالانتخابات .. يدخل المرء الرئاسة .. وبالانتخابات يخرج من الرئاسة.

انتخابات تونس .. كانت درسا مفاده .. الوصول إلى سدة الحكم .. ليس بالضرورة .. توريث.. أو إنقلاب .. بل هناك صندوق .. حتى لو كانت نتائجه ضد قناعاتك .. وطموحاتك ..

تحصل السبسي على 55.68% .. أي نصف المنتخبين ..  وسيحكم تونس .. باسم هذا النصف .. الذي جعل منه .. رئيسا للجميع..

والمرزوقي .. تحصل على 44.32%.. أي أقل من النصف .. وسيغادر الحكم .. باسم أقل من النصف..

وعدد المشاركين في الانتخابات 60% في الداخل .. إذن النسبة تدل على أن المشاركة.. تجاوزت النصف بقليل ..

فالفائز.. والمنهزم.. ضمن دائرة النصف .. يعلو قليلا .. وينخفض قليلا .. ولا مجال للأغلبية الساحقة..

بغض النظر عن الفائز .. هنيئا للمجتمع التونسي .. بـ .. الانتخاب الراقي.. والوعي العالي .. والثقافة المسؤولة .. وحرصه الشديد ، على .. أمنه.. ومستقبله.

هناك ملاحظة .. سبق التطرق إليها ، وهي .. رئيس البرلمان التونسي الجديد .. يبلغ من العمر .. 80 سنة.. والسبسي يبلغ 88 سنة .. وكأنه إنتخاب على أكبر المرشحين سنا ..

وحين يعود الكبير سنا .. يجب على الصغير سنا .. أن يسأل نفسه .. عن الأسباب التي جعلته يتراجع .. ويتقهقر .. ربما يجد لنفسه مخرجا .. ليتسلم زمام الأمور من جديد .. إن استطاع أن يقف على بعض ماكان ينقصه ..

في إنتخابات الدور الأول ..رفض المجلس الدستوري في تونس .. كافة الطعون .. التي تقدم بها .. المرشح المرزوقي .. في الرئاسيات .. ضد منافسه .. السبسي ..
وهو رئيس الجمهورية التونسية، يومها ..مايدل على المنافسة الشديدة من جهة.. مااضطر رئيس الجمهورية .. أن يتقدم بالطعون .. ويرجو الفوز بها .. وفي نفس الوقت .. نزاهة .. وصرامة .. واستقلالية قضاء .. لم تخضع للرئيس الحاكم .. يومها ..

المتتبع لانتخابات تونس .. لايعنيه الفائز أو المنهزم .. المهم الاحترام الشديد لاختيار المجتمع التونسي .. الذي حدّد مصيره .. حين اختار المرزوقي .. وحدّده أيضا حين اختار .. السبسي ..