ملحمة الخلود

د. أبو بكر الشامي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد ...

ففي الملحمة التاريخية الكبرى التي يخوضها شعبنا السوريّ العظيم ، ضد جنود الشيطان من عصابات النظام الأسدي المجرم  ، وشبّيحته الساقطة ، وعملائهم وأتباعهم من جنود إبليس أجمعين ، لابد لنا من وقفة جادة ، وفكرة عميقة ، وتجرّد مطلق ، نضع فيها نقاط الحقيقة فوق حروفها ، ونرسم معالم الطريق الواضحة التي تؤدي بنا إلى الأهداف المقدّسة ، بدون أي تداخل في الألوان ، أو اختلاط  في الأوراق ، أو انحراف عن الجادة .

بسم الله الرحمن الرحيم (( وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السُّبُلَ فتفرَّقَ بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون  )) صدق الله العظيم .

من أجل ذلك كله ، كانت هذه الدراسة الجادّة التي تعبر عن روح الثورة السورية المباركة.  

* تعريف الثورة : ماهي الثورة ...!؟

الثورة هي عملية رفض الظلم والتسلط والطغيان ، ورفض كل ما يتفرع عنه من ذلّ وعبودية وخنوع ، وبجميع الوسائل المتاحة ، بما فيها الوسائل السلمية ، والسياسية ، والإعلامية ، وغيرها ، وبأية درجة ممكنة ، وأعلاها درجة اليد ، وهو الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله ، وأوسطها اللسان  لفضح الطغاة الظالمين ، وأذنابهم من العملاء والمنافقين ، وفضح مخططاتهم الخبيثة ، ونواياهم العدوانية ، بحق الوطن والأمة .  وأدناها القلب ، وهو كره الطاغوت وأذنابه وعملائه  ، وذلك أضعف الإيمان ..

* ضرورة الثورة ومشروعيّتها :

الثورة هي رد فعل طبيعي  على الظلم الذي يمارسه الطغاة ضد شعوبهم ، ومنهم ، بل على رأسهم طاغوت الشام الأسدي الظالم الذي جثم على صدر شعبنا السوري المظلوم قرابة نصف قرن ، فأذاق هذا الشعب العظيم من ألوان القهر والذل والتفقير والتجهيل ما لا طاقة لبشر على احتماله ...

فلقد ارتكبت تلك العصابة الأسدية المارقة وأعوانها وعملاؤها وأسيادها أيضاً ، في الداخل السوريّ ، وخارجه ، ضد شعبنا السوريّ الصابر ، في الخمسين سنة الماضية من الجرائم والفظائع والموبقات ما يهتزّ له عرش الله ، مستهترين بكل القيم والاعتبارات ، ضاربين عرض الحائط  بكل شرائع الأرض والسماوات ، بقصد إذلال هذا الشعب العظيم ، واغتصاب حرائره ، والتجاوز على مقدساته ، وسرقة أمواله ، وارتكاب ما يدمي القلوب الحيّة ، ويفتت الأكباد الرطبة ، من الجرائم والفظائع والمحرّمات والموبقات ، بحقّه وحقّ أبنائه ...!!!؟

فإذا لم تقم اليوم في سورية الحبيبة ثورة ، فأين ومتى تكون الثورة إذاً ...!!!؟

لاشك أبداً ، أن مقاومة هؤلاء الباغين الظالمين ، ودفعهم وطردهم من سورية الأبية ، والثورة عليهم ، وإجهاض مشاريعهم التآمرية الخبيثة بحق سورية الحبيبة ، والشام ودول الخليج العربي والأمة عموماً ، هي اليوم من أولى الأولويات ، وأعظم القربات ، وآكد الواجبات ، وهي واجب مقدّس على السوريين والعرب والمسلمين ، يفرضه الله تعالى في قرآنه الكريم إذ يقول :

(( انفروا خفافاً وثقالاً ، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون  ))التوبة .

(( لا يحبّ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم ، وكان الله سميعاً عليماً )) النساء

(( ولَمنِ انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ، أولئك لهم عذاب أليم )) الشورى

ويفرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : (  من مات دون نفسه وماله وعرضه فهو شهيد ) .

وتفرضه كل قيم الإنسانية النبيلة ، والعروبة الأصيلة ، والوطنية الشريفة ، وقيم العشائرية والرجولة والشهامة والناموس والغيرة ...

أما ما يتشدّق به علماء السلاطين من حرمة تعريض البلاد للفتنة ، والخروج على الحاكم، وشق عصا الطاعة ، وأن النظام في سورية هو نظام وطني ، يحتضن المقاومة ، ويتبنّى الممانعة ...إلى غير ذلك من المقولات الخبيثة القميئة ، فقد لفظها شعبنا الثائر ، بعد أن أدرك بألف دليل قاطع مدى كذبها وتهافتها ...

فالنظام المقاوم والممانع لا يذلّ شعبه ، وينتهك حرائره ، ويسرق أمواله ، ويعتقل شبابه، ويهجّر طاقاته ...!!!

وفي الوقت الذي ظلت فيه جبهة الجولان السورية مع الكيان الصهيوني الغاصب هادئة لم تطلق منها طلقة واحدة لأكثر من أربعين عاماً ، فقد حرّك جميع قواته ومرتزقته وعصاباته ، بكامل أسلحتها الثقيلة ، بما فيها الطائرات والمدفعية والدبابات ، لتدكّ درعا وحمص وجبل الزاوية وغيرها من مدن سورية وبلداتها البطلة ، فتقتل وتشرّد الآلاف ..  لا لشيء إلا لأن أبناءها الشرفاء قد طالبوا بحريّتهم وكرامتهم ورفع الحيف الأسديّ الظالم عنهم .!!!

فالفتنة كل الفتنة في أن يبقى هذا النظام القاتل المجرم جاثماً على صدور أبناء شعبنا ، وتبقى معه أبواقه المنافقة المأجورة ، التي تزيّن له  دروب الشر والرذيلة والإجرام ...!!

* من هم أبناء الثورة والثائرون  .!؟

بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على انطلاقة الثورة السورية المباركة ، وبعد أن خبر السوريون جميعاً ،  والعرب ، والمسلمون ، والعالم أجمع ، عقلية العصابة الأسدية الغادرة اللئيمة التي تحكم سورية اليوم ، وشاهدوا بأم أعينهم على الفضائيات ، ولمسوا لمس اليد ، سلوكيّتهم الخسيسة المنحطّة ، لم يعد الجواب على مثل هذا السؤال صعباً ومحرجاً ...

فالثوار والمنتفضون اليوم هم كل السوريين الشرفاء بجميع أطيافهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم ، يساندهم ويشدّ من أزرهم كل العرب الأصلاء ، والمسلمون المخلصون ، وأهل المباديء الإنسانية النبيلة في العالم .

وإذا بدأنا بالسوريين أولاً ، فالواجب يقضي عليهم أن ينفروا للثورة جميعاً ، رجالاً ونساءً ، شيباً  وشباباً ، خفافاً وثقالاً ...

حتى أن فقهاء الأمة قرروا في مثل وضع سورية اليوم ، أن يترك الطالب مدرسته ، وأن يهجر الأستاذ جامعته ، وأن يوقف التاجر تجارته ، وأن يخرج الولد من غير إذن أبيه ، وأن تجاهد المرأة من غير إذن زوجها ، وذلك تعظيماً لحرمة الوطن ، وتأكيداً لفرضية الجهاد ، وتعزيزاً لروح الثورة والتضحية الجمعية في الوطن الجريح  ...

هذا من الناحية الدينية ، ولو نظرنا إلى الأمر من النواحي العقلانية والمنطقية والواقعية  لتأكدت لنا فرضية الجهاد والثورة أيضاً ، لأن النظام الأسديّ الظالم ، وعصاباته المجرمة ، لم يتركوا لنا رمزاً في سورية كلّها لم يعتدوا عليه ويدنّسوه ...

فعالم الدين وكل مؤمن شريف  : يجب أن يجاهد وينتفض ويثور ، لأن النظام الأسديّ المجرم قد دنس دينه وعقيدته ومقدّساته ...

وهل هناك أعظم من حرمة الجوامع والكنائس والمقدّسات ...!!!؟

وإذا لم ينتفض ويجاهد المؤمنون وعلماء الدين اليوم في سورية عندما تُدنّس  المساجد وتمزّق وتُحرق المصاحف ( في المسجد العمري وغيره ) على أيدي عصابات ماهر الأسد المجرمة ، وشبيحته المنحطّة ، فمتى يجاهد العلماء والمؤمنون ...!!!؟

وشيخ العشيرة : يجب أن ينتفض ويثور  أيضاً ، لأن النظام الأسديّ المجرم أذله وداس على ( عقاله) ...!!!

وإذا ديست ( عُقْل ) الشيوخ بالأحذية ولم يقاتلوا ، فمتى تقاتل العشائر ...!!!؟

وشباب سورية النشامى يجب أن ينتفضوا ويثوروا كذلك ، بعد أن داس رجال الشبّيحة على رؤوسهم ، ورقصوا على أجسادهم ( في البيضة وغيرها ) ...!!!

فإذا لم ينتفض الشباب السوريّ الحرّ لمثل هذه الأسباب التي يطيب لها الموت ، وتلذّ لها الشهادة ، فبالله عليكم ، متى ينتفض ويثور السوريون الأحرار ...!!!؟

والماجدة السورية : يجب أن تنتفض وتثور أيضاً ، وقد انتهك الشبّيحة عرضها ، وقتلوا ابنها وفلذة كبدها ، واعتقلوا زوجها وأباها ، وشرّدوها إلى تركيا والأردن ولبنان ، ومرّغوا شرفها في درعا وبانياس وحمص ، وغيرها من المدن والبلدات السورية الأبية  ، وإذا لم تنتفض وتثور الماجدة السورية الأبية اليوم ، من أجل عرضها المهان ، وشرفها المدنّس ، وولدها الشهيد ، وزوجها المعتقل ، وأباها المهجّر ، فأسألها بالله متى إذاً  يكون الجهاد والثورة والانتفاضة ...!!!؟

وقل مثل ذلك في الضباط والجنود والمراتب ، من رجال قواتنا المسلّحة البواسل ، الذين  أذلّتهم عصابات النظام الأسديّ المجرم ، وسلّطت عليهم عشرات الفروع الأمنية لإذلالهم والتجسس عليهم ، وسرقت أغلب أموالهم ومخصصاتهم ، التي يقتطعها الشعب السوري من لقمة عيشه وعيش أبنائه ليقدّمها لهم ، على أمل أن يحموا الشعب ، ويذودوا عن الوطن ، ولذلك فلطالما رددت أجيال سورية في طوابيرها الصباحية اليومية : (( حماة الديار عليكم سلام *** أبت أن تَذلّ النفوسُ الكرام ))

ولكن عصابات ماهر الأسد أمعنت في إذلالهم حتى شاع تسميتهم بين أبناء سورية بجيش ( أبو شحّاطة) وذلك كناية عن فقرهم وذلهم مقارنة مع أفراد العصابات الأسدية الخاصة.!!!

وكذلك البعثيون ، ورجال الإعلام ، والموظفون ، والأساتذة ، والتربويون ...إلخ ...إلخ

فإذا لم ينتفض هؤلاء السوريون الشرفاء ، دفاعاً عن الدين والوطن والعرض ، بل حتى عن الوظيفة و لقمة العيش ،  فمتى يكون الجهاد ، ومتى تكون الثورة ...!!!؟

* ضدّ من تكون الثورة .!؟

الثورة تكون ضدّ النظام الأسديّ المجرم ، وضد كل من ساهم في إنجاح مشروعه الطاغوتي الظالم في سورية والمنطقة والأمة ، من العملاء والأجراء والمرتزقة في الداخل ، أو الداعمين له ، والمساندين له في الخارج ...

فهؤلاء جميعاً في الشرّ سواء  وهؤلاء جميعاً هم أعداء الشعب السوري الثائر ...

وهنا يمكن أن تثار إشكاليات  مثل :

- الثورة وقتل المدنيين  وتعطيل أرزاق الناس : من حيث المبدأ ، إن كل قطرة دم سورية تسقط من شهيد ، هي  أغلى عندنا من ملء الأرض من آل أسد وأتباعهم من المرتزقة والمجرمين والمنافقين  ، والثورة هي في جوهرها مشروع جهادي مقدّس للدفاع عن عقيدة السوريين وكرامتهم وأعراضهم وأموالهم ، بل عن وجودهم أيضاً ، فهي منهم وإليهم ، والثوار المجاهدون المنتفضون يرخصون الأرواح لله ، فداءً للعقيدة ، وحماية للوطن ، ودفاعاً عن المواطنين ... وأملاً في أن يعيش أهلهم من بعدهم أعزّاء أحرار ...

من هنا ، فلا يمكن أن يكون مشروع الجهاد والثورة في سورية هو ضد مصلحة الوطن والمواطنين ، كما يصوّر النظام المجرم وأبواقه المأجورة ...

بل هو جزء منهم ، يعمل لخدمتهم ، ويستمد مسوّغ وجوده ، ومقومات نجاحه ، من حب المواطنين له ، وتعاونهم معه ، واحتضانهم له ، والدليل هو تصاعد وتيرة الثورة المباركة واتساعها كمّاً ونوعاً ، حيث توحّدت كل فئات المجتمع لدعمها ، وانصهر في بوتقتها أهل الداخل والخارج معاً ، حتى صارت اليوم ملء سمع الدنيا كلّها وبصرها، الأمر الذي أذل الطاغوت الأسديّ وأذنابه ، وأغاظ أعوانهم  من الخونة والمنافقين والباطنيين في الداخل والخارج ، وأعز السوريين والعرب والمسلمين ، وأثلج صدور قوم مؤمنين ...

في حدود هذه النوايا الشريفة ، ومن خلال حرص وتنظيم وترتيب إتحاد تنسيقيات الثورة المنضبطة ، قد يرتقي بعض المدنيين الأبرياء شهداء ، في ظروف قاهرة خارجة عن نيّتنا وإرادتنا ، فهؤلاء نحتسبهم عند الله ، ونسأل الله أن يكونوا مع الشهداء ، ونطلب من ذويهم العفو والمسامحة ، ونسأل الله أن يمكن الوطن المعافى من تعويضهم ...

أما بالنسبة للأضرار المادية والاقتصادية التي تلحق بالمواطنين والسيارات والعقارات والمباني وغيرها من مفردات الوطن الغالي فنقول : إن كل لبنة في سورية الحبيبة أغلى عندنا من كل ناطحات السحاب في العالم ، ويعز علينا أن نمس شعرة في سورية الجميلة، التي نزفنا لبنائها العرق والدم الطهور ، ولكن عقيدة السوريين  ، وكرامة الأمة ، وشرف الماجدات ، أغلى عندنا من الأرواح ، فضلاً عن الحجارة ...!

فوالله الذي لا إله إلا هو ، لن نسمح لقتلة الأنبياء ، وأبناء الخنازير ، ومصّاصي دماء الشعوب ، وأكلة لحوم البشر ، وخدم الصهيونية ، وأحفاد القرامطة والحشّاشين وأعوانهم وأذنابهم من الخونة والمتآمرين ، من أن يستمروا في تدنيس شامنا الحبيبة ، ويسلبوها حريّتها وكرامتها المقدّسة  ، وفينا عرق ينبض ...!!!

وإلى الذين يذرفون دموع التماسيح على الشام وأهله ، ويتظاهرون بالحرص على أرواح المدنيين وأموالهم وممتلكاتهم ، من العملاء المدنّسين ، والمرتزقة المأجورين ، أصحاب الأبواق المبحوحة ، الذين يقبضون أموال السحت الحرام ، ويذهبون إلى الفضائيات العربية والدولية ، ليرفعوا عقائرهم بإدانة ( الإرهاب والسلفية والجماعات الإرهابية ) ، مدّعين زوراً الحرص على الوطن ، والغيرة على أرواح المدنيين ...!!!

إلى هؤلاء جميعاً نقول : أيها الدجالون والمشعوذون والمنافقون ، يا عملاء الطاغوت الظالم ، ويا عرّابي الخسة والخيانة ، و يا أحفاد ( أبي رغال  ) و ( ابن العلقمي ) .!!!

يا من زيّنتم للأسديين الحاقدين احتلال سورية الحبيبة ، وركبتم على موجتهم ، واستقويتم على شعبكم بشبّيحتهم وعصابات القتل والإجرام لديهم ، وفرق الموت من أوباشهم ،  فعثتم معهم في سورية الحبيبة ولأكثر من نصف قرن فساداً وتخريباً وسرقة وإجراماً ، ولم تسلم من أحقادكم وجرائمكم فئة واحدة من فئات شعبنا السوري  المنكوب بكم ...!!!

أفأنتم تعلموننا حبّ الوطن الغالي  ، والحرص على أبنائه ...!!!؟  

هيهات ... هيهات ... بل نحن نتهمكم أنتم وأسيادكم وأولياء نعمتكم في أجهزة المخابرات الأسدية والصهيونية والأمريكية والإيرانية وغيرها ، الذين سهروا على إعدادكم لهذه المهام القذرة ، وحقنوكم بكل أحقاد الصهيونية والصليبية والمجوسية عبر القرون ، وادخروكم لهذه الأيام السوداء كوجوهكم الكالحة الحاقدة ...

فأنتم وأسيادكم الذين تدمّرون سورية الحبيبة  ، لأنكم تكرهونها ، ولديكم ثارات تاريخية معها من أيام أجدادكم القرامطة والحشّاشين ...

أنتم الذين تقتلون المدنيين على أيدي قوات أمنكم الظالمة ، وعناصر الفرقة الماهرية الرابعة ، وعصابات الشبّيحة وفرق الموت المجرمة ، وعناصر حزب الشيطان ، والمخابرات الصفوية الحاقدة ...!!!

أنتم الذين تعتقلون العلماء والأساتذة والفنانين والمفكرين والمثقفين الشرفاء ،  وتسفكون دماء الشباب والأطفال الأبرياء ، من أمثال ( الخطيب والقاشوش والشرعي ) وغيرهم الآلاف ، وتشوّهون أجسادهم الطاهرة ...!!!

وتسجنون الأحرار ، وتنتهكون أعراض الماجدات والحرائر ، وتهجّرون الشرفاء ، وتسرقون أموال الشعب ، وتفعلون بشعب سورية الصابر من الموبقات ما يعفّر وجه  التاريخ ... هذه هي تربيتكم ، وهذا هو ديدنكم ، وهكذا كان أجدادكم ... !!!

ولذلك فقد مشينا في طريق رفضكم ولفظكم والثورة عليكم ، وتنظيف سورية الحبيبة من أرجاسكم مهما كلّفنا ذلك من ثمن (( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون )) .

- أو الثورة والفتنة الطائفية والحرب الأهلية :

إن من أعظم دلالات نجاح وتوفيق ثورتنا السورية المباركة ، هي تلك الدرجة العالية الرفيعة من الوعي والفهم والفقه التي تميّز بها شعبنا السوريّ العظيم في الداخل والخارج ، فلقد أجمع هذا الشعب المبارك على ثوابت رائعة للثورة ، كانت محل إعجاب وتقدير وإكبار من جميع العرب والمسلمين ومحبي الخير من الشعوب الحرّة والشريفة في العالم ، ولعل على رأس تلك الثوابت :

السلميّة : فلقد آثر شبابنا الثائر أن يمثّلوا دور هابيل المظلوم الذي رفع شعاره الإنسانيّ الخالد في وجهقابيل القاتل : (( لئن بسطت يدك إليّ لتقتلني ، ما أنا بباسط يديَ إليك لأقتلك ، إني أخاف الله ربّ العالمين ))

والوطنية : فهي ضد النظام الأسدي الظالم وأعوانه ، وليست ضد طائفة معينة أو مذهب محدد ... وهي تحرّم الاستقواء بالخارج على الوطن ، مهما كلّف ذلك من تضحيات ، حتى لو خاض الثائرون بدمائهم إلى الركب ...!!!

* عمق الثورة وأساليبها  :

كما أن للنظام الأسديّ الظالم  أذرع شيطانية مختلفة لتحقيق أهدافه الخبيثة في سورية والشام والأمة ، منها العسكري والسياسي والإعلامي ،  فكذلك الثورة السورية المجاهدة لها أذرع مختلفة لدحر الباطل ، وكسر ظهر الظلم والعبودية  ، وعلى رأس ذلك كله ، الثورة السلمية الشعبية العامة ، والتظاهرات في الليل والنهار ، والاعتصامات ، والعصيان المدني ، وفضح النظام إعلامياً ، وتسخير كل المنابر الحرّة الشريفة في الداخل والخارج لدحره وإسقاطه ... إلخ 

ومن الغريب والمعيب ، أن يستنفر النظام الظالم  كل ما لديه من وسائل الغدر والشرّ في داخل الوطن الجريح وخارجه ،  ثم لا ينتخي له  السوريون  النشامى ، والعرب الغيارى ، والمسلمون الموحدون ، بكل ما لديهم من رصيد ديني  وعروبي ورجولي  وعشائري  وأخلاقي ..!!!؟

أما ما ينعق به عملاء النظام الخونة ( من أمثال طالب إبراهيم و أحمد الحاج علي وشريف شحادة ) وغيرهم من المأجورين ، الذين حقنتهم المخابرات الأسدية والصهيونية والمجوسية بأحقادها  ، ضد كل ما هو عروبي وإسلامي ، وملأت جيوبهم بالدولارات المدنّسة ، وأرسلتهم _ كما ذكرنا _  إلى بعض الفضائيات العميلة ، ليرفعوا عقائرهم من هناك بأن :  ( النظام السوري نظام الممانعة والمقاومة ) و (  بأن سورية تتعرّض لمؤامرة امبريالية بسبب مواقفها الوطنية ) ، و ( بأن المتظاهرين هم  مجاميع من العصابات  السلفية والإرهابية ) ... إلخ

أما أولئك الصعاليك ، المتفوهين بتلك التفاهات والقماءات الوضيعة ، فقد صاروا مكشوفين لجميع أبناء شعبنا الثائر ، وسيأتي اليوم الذي يلفظهم الشعب الثائر إلى مزابل التاريخ ، فمكانهم الحقيقي ، هو ليس أرض سورية الطاهرة ، بل على أبواب السفارات الأجنبية ، وفي دهاليز المخابرات الأسدية والصهيونية والمجوسية التي قبضوا أموالهم الخسيسة منها ، وستبقى سورية الشام بعون الله ، جمجمة العرب ، وبحبوحة المسلمين ومحرّمة على أمثال هؤلاء الصعاليك والعملاء والمنافقين  ...!!     

من هنا نقول : يجب استخدام كل إمكانات الأمة في هذه الملحمة التاريخية ، السياسية والدبلوماسية والمالية والإعلامية ، وبجميع الوسائل والأساليب المشروعة ، وبأقصى ما نملك من درجات العنفوان والقوّة ، ولا كرامة لمعتدٍ أثيم ، ولا كرامة لعميل خؤون ...

 

* أهداف الثورة وأساليبها :

نحن نعلم أن هناك الكثير من السوريين الشرفاء والمحبين من العرب والمسلمين والشرفاء في العالم ، من يسأل عن : أهداف الثورة ، وعن برنامجها السياسي ، ومشاريعها المستقبلية ، وربما يستغرب البعض غموض منهجها ، وضعف إعلامها ، وتأخر ظهور مرجعية سياسية وقيادية لها.

ونحن في الوقت الذي نقدّر فيه كل تلك التساؤلات المشروعة ونحترمها ، إلا أننا نعتقد جازمين بأن وطننا النازف الجريح هو من الخطورة الإسعافية اليوم بحيث يحتاج إلى جرّاحين منقذين ، لا إلى منظرّين.! 

وبأن قضيتنا الوطنية العادلة هي من البساطة والوضوح بحيث لا تحتاج إلى كثير من الفلسفة الكلامية ، والسفسطات البيزنطية ، والاجتماعات الحزبية ، والبرامج والمشروعات النظرية .!!

بل تحتاج إلى ( خيول ) أصيلة ، و( سيوف ) يعربية بتارة ، وأعني هنا  تصعيد الثورة في الداخل كمّاً ونوعاً ، أفقياً ، وعمودياً ، وتلاحم جميع جماهير الأمة معهم ...!!!

ومع ذلك ، فلا بأس أن نقول في هذه المرحلة ، بأن لنا من ثورتنا المباركة هدفين عظيمين :

* أولهما قريب : وهو إسقاط النظام الأسديّ العائلي الظالم  ، ودحر مشاريعه الصهيونية والصليبية والصفوية في الشام والمنطقة والأمة ، وتنظيف الشام الطاهرة من عملائه وأذنابه ومرتزقته ، من الخونة والباطنيين والصفويين والمرتدين .

* وثانيهما بعيد : وهو بناء سورية  الجديدة على أسس من الحريّة والعزّة والكرامة والمدنية والحداثة والشورى ، بحيث تكون وطناً واحداً موحّداً لكل السوريين ، يتساوى فيها الجميع أمام القانون ، ويتم تداول السلطة فيها بشكل سلمي شوري ، ومن خلال الانتخاب الحرةالنزيهة ، وتكون موئلاً للعرب الشرفاء ، ودرعاً للعروبة والإسلام .

* الثورة والحوار مع النظام :

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحوار مع النظام ، وأما رأينا فيه فهو كما يلي :

* لا حوار مع القتلة الظلمة ، وخاصة بعد أن وصل عدد الشهداء والمعتقلين والمهجّرين في داخل الوطن وخارجه إلى عشرات الآلاف من السوريين الشرفاء .

* لا حوار في ظلّ حصار المدن الآمنة بالدبابات ، وإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين السلميين ، ومداهمة بيوت الحرائر ، واعتقال الشباب والنساء والمثقفين والفنانين والصحفيين وغيرهم من شرفاء الوطن وأحراره .

* لا حوار مع نظام ساقط فاقد للشرعية على المستوى الوطني والعالمي .

* لا حوار إلا على أساس واحد موحّد ، هو إسقاط هذا النظام الظالم الفاجر القاتل ، وتسليم سلطاته كلّها  لحكومة إنقاذ وطنية ، تقود مرحلة تصالحية مؤقتة ، وتمهد لإجراء انتخابات حرّة نزيهة ، تفضي إلى دولة سورية مدنيّة حرّة وعزيزة  ...

* أخيراً ... نقول لكل السوريين والعرب والمسلمين والشرفاء في العالم : بملء أفواهنا ، وأعلى أصواتنا ، مبشرين السوريين الغيارى ، والسوريات الطاهرات ، وجماهير الأمة من محيطها إلى خليجها ، بأن الثورة السورية المباركة بألف خير والحمد لله ،  وهي لم تكن في أية مرحلة منذ انطلاقتها ، كما هي اليوم : قوة ، وتنظيماً ، وتماسكاً ، وإصراراً على تحقيق الأهداف الغالية  في سحق النظام الأسديّ الظالم واقتلاعه من جذوره ، وكنس عملائه ، وقبر مشاريعه ، وبناء سورية حرّة شورية ديمقراطية موحّدة ، تسرّ العرب والمسلمين ، وتغيظ الكفرة والمنافقين ، وتكون شوكة في حلوق الطامعين ...

* الثورة السورية المباركة بخير والحمد لله ، وهي تحقق في كل جمعة جديدة ، بل في كلّ صباح جديد ، وأمسية متجددة ، انتصارات رائعة ، ومكاسب مشرّفة ...

* الثورة السورية بخير والحمد لله ، وهي تنتقل رويداً رويداً ، من العفوية إلى التنظيم ، ومن الفردية إلى الجماعية ...

* الثورة السورية المباركة بألف خير والحمد لله ، ولقد بدأت ( تؤطر ) جهادها ، و(تؤسس = عمل المؤسسات ) نشاطاتها ...

* الثورة السورية بخير والحمد لله ، وهي ذات منهج واضح ، ورؤية مستنيرة ، وخطة راشدة ...

* الثورة السورية المباركة : هي خيار سورية والأمة الستراتيجي ، الذي لا بديل عنه لتحرير الأوطان ،  وقبر الطغاة ، واستخلاص الحقوق ، وتنسم أنسام الحريّة ...!!!

* الثورة السورية المباركة ، رفعت معنويات السوريين بعد أن انهارت ، وأعادت للأمة روحها بعد أن سحقت ، وأثلجت صدور قوم مؤمنين ...

ولذلك ، فلا بديل أبداً عن الثورة المباركة ، ولا رجعة إطلاقاً عن خيارها ومسارها ...!!!

من أراد أن يناقشنا في مواضيع إثرائها وإغنائها ، فقلوب الثوار مفتوحة ، وعقولهم متحفزة ...

أما ما عدا ذلك ، فهو مضيعة للوقت ، وشرذمة للصف ، يربأ الثائرون المجاهدون أن يضيّعوا أوقاتهم به ...

* الثورة السورية المباركة هي خيار السوريين والأمة ، وعلى الجميع أن يعرف دوره، ويقوم بواجبه...

أما السوريون الغيارى والسوريات الماجدات : فيعرفون دورهم ، ويقومون بواجبهم خير قيام ، فشكر الله لهم ، وبارك الله في سعيهم ، وألف تحية ومرحى لبطولاتهم وتضحياتهم ، وإلى المزيد من العطاء والتضحية على طريق الحريّة والكرامة الناجز ، فأنتم والله أهل المكارم والتضحيات ، ورثتموها كابراً عن كابر ... ولقد بشّر بكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أكثر من عشرين حديثاً شريفاً ...

وإذا كان لنا من طلب لدى أهلنا السوريين ، فهو المزيد من التعاون والوحدة ورص الصفوف ، لتفويت الفرصة على الحاقدين والمأجورين والطائفيين  ...

ثم ، المزيد من البعد عن المدنّسين ، وعدم الاقتراب من المتآمرين ، والمزيد من التمسك بالأصول والثوابت التي تشرّف المؤمنين ...

فلا تفاوض ولا تفاهم ولا حوار مع الطواغيت الظالمين ، ولا تعاون ولا لقاء ولا تقارب مع القتلة المجرمين  ، ولن يتهافت الثوار على ( انتخابات ) أو ( دستور ) أو ( حكومة ) أو ( إصلاح ) مكذوب قبل دحر الطغاة الظالمين ، وعملائهم من المنافقين .

وإذا كان للثوار من رجاء أيضاً ، فيوجهونه إلى الأهل من الإعلاميين ، ويقولون لهم بشيء من العتب المحبب ، والعتب على قدر المحبة : أين فضائيات الثورة !؟ .

ولم كل هذا التأخير في إحداث المنابر الحرّة ، والفضائيات المجاهدة .؟

أين أصحاب الأموال الحلال ، والأقلام الجريئة ، والحناجر المزلزلة .!!؟

لم لا توظفون كل ذلك في نشر أخبار الثورة المباركة ، من أرض الشام الطاهرة ، التي تشرّف الأمة ، وترفع رأس العرب والمسلمين ، وتثلج صدور قوم مؤمنين ، وتفقؤ أعين الظالمين والعملاء والمتآمرين ...!!!؟

أيسرّكم أن يكون للعملاء والمدنّسين وأحفاد القرامطة والحشاشين من الصفويين الحاقدين عشرات المنابر والفضائيات ، التي  ينشرون منها سمومهم الخبيثة ، ويتقيؤون من منابرها أحقادهم التاريخية الخسيسة ، ولا يكون للشرفاء صوت مسموع ، ولا لبطولات الثائرين وتضحياتهم المشرّفة من ينقل أخبارهم ، ويتغنى بأمجادهم ، ويفخر ببطولاتهم ...

وأما العرب والمسلمون فهم صنفان  :

صنف الحكومات والأنظمة الرسمية : فهؤلاء لا يعول الثائرون عليهم كثيراً ، لما يعلمون من ضعفهم وتخاذلهم وعمالاتهم للصهاينة والصليبيين ، ولكن ذلك لا يمنع من أن ينصحوا لهم ، ويقولوا : بأن الأمة كلها مستهدفة ، حكاماً وشعوباً ، وبأنهم ليسوا بمنأى عما يحاك للأمة من مؤامرات ، بعد أن أفصح القرامطة والصفويون عن أحقادهم ، وكشفوا جميع أوراقهم ومخططاتهم بحق الشام والخليج والأمة ، فليتقوا الله بأمتهم ، وليحسنوا الصلح مع شعبهم ، وليدعموا الثورة السورية المباركة ، وليقدموا لها ما أمكنهم من مساعدات مالية وإعلامية ، أو على الأقل ليغضوا الطرف عنها ، وليكفوا تآمرهم مع أعدائنا عليها ، فإنها (أي الثورة) إن تقهر آل الأسد وإيران الصفوية ، فنصرها نصرهم ، وعزّها عزّهم ، وإن تكن الأخرى ، لا سمح الله ، فقد كفيتموها بغيركم.

وصنف الشعوب ومنظمات المجتمع المدني :  وهؤلاء يطلب منهم الثائرون السوريون المجاهدون الكثير ، ويعولون عليهم أكثر ...

ففي أمتنا أكثر من ثمانية وعشرين ألف  مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، وهي تجمع آلاف النخب والمثقفين والإعلاميين ورجال المال والأعمال ... وغيرهم   

فأين دورهم في نصرة قضايا الأمة المصيرية ، وعلى رأسها قضية الثورة السورية المباركة لتحرير الأرض المغتصبة ، ودحر الاحتلال القرمطي الصفوي الغاصب ...!!!؟

أليس من العار ، أن تشتعل الدنيا ، وتفتح جميع فضائيات العالم إذا قتل يهودي في أقصى أرجاء العالم  لأن الإعلام اليهودي يساند بعضه بعضاً ، بينما تستباح مدن سورية الأبية الواحدة تلو الأخرى ، مثل درعا ودمشق وحمص وحماة وجبل الزاوية وغيرها ، وتقصف بجميع أنواع المدفعية والدبابات والراجمات والطائرات ، ويدمّر فيها كل شيء حتى المساجد والمستشفيات ، فيموت الآلاف من أبنائها ، ويتشرد عشرات الآلاف منهم  في الشتاء القارس ، ثم لا يكاد يسمع بها أحد ، ولم يدخلها صحفي واحد ، ولا غطتها فضائية واحدة ، ولم تجر فيها مقابلة واحدة ....!!!

ثم أليس من العار والشنار  أن يصنع الإعلام الصهيوني للمخطوفين المحررين في بلادهم كل هذا المجد ، فتقلهم الطائرات الخاصة ، وتستقبلهم الجماهير المحتشدة ، وتنسج حولهم القصص والمعجزات ، وتصنع لهم الأفلام والمقابلات ، بينما لا يكاد أحد في الدنيا يسمع عن بطولات السوريين الثائرين المجاهدين ، وأمجادهم المشرّفة ، الذين يصنعون تاريخ الأمة ، ويشيدون مجد العروبة والإسلام ، والذين يصنعون في كل يوم وكل دقيقة من البطولات الحقيقية ، ما لو كانت لأوربيين أو أمريكيين ، لصنعوا لهم التماثيل ، ولحجوا إليهم كما يحج المسلمون إلى الكعبة المشرّفة ...!!!

يا أيها العرب الغيارى ، ويا أيها المسلمون الأصلاء ...

إن ما يصنعه أبناؤكم الأطهار ، وإخوانكم الأبرار ، على أرض سورية الطاهرة ، من دروس البطولة والبسالة والفدائية والشهادة يستحق أن يكتب بحروف من نور ، ويرصع على جبين العرب والمسلمين بل على جبين الإنسانية ، فهل فكّرتم بالقيام بأقل القليل من واجبكم ، المالي ، أو الإعلامي ، أو المعنوي تجاههم ...!!!؟

وهل شعوب جورجيا ، وأوكرانيا ، وقرقيزيا ، أكثر تحضراً ، وأكثر وفاءً لقضاياها ، وأكثر تضحية منكم ..!؟

لن نحدد لكم واجباتكم تجاه إخوانكم ورافعي رؤوسكم ومجددي دينكم وناصري قضاياكم وباعثي أمتكم ...

فربّ كلمةٍ تفتح آفاقاً رحبة وتذكّر بمنسيّ ، وربّ ناقلِ فقه إلى من هو أفقه منه ...

وبعد ... فالثورة السورية المباركة مستمرّة حتى إسقاط النظام الأسديّ الفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ... والله أكبر والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ...