دراسة لثورات العالم
ومقارنتها مع الثورات العربية
والثورة السورية خاصة
للعلم لا يوجد ثورة في العالم اشترك فيها الشعب كله ابدا ، بل كان كافياً ان تشترك فئة معية او نسبة معينة حتى تسبل عليها صفة الشرعية.
وقد يكون صادماً ان اذكر لك ان هذه النسبة لا تتجاوز 1% احياناً ، كافية لاسقاط النظام كما يرويه لنا التاريخ ، ودعونا نكن واضحين اكثر وندخل بلغة الأرقام :
الثورة الفرنسية التي ذاع صيتها وكتبت فيها ما كتب وتغنى فيها الشعراء واسست لدولة ديمقراطية يباهي بها الفرنسيون اقرانهم اشترك بها 1% من الفرنسيين.
الثورة الروسية او (البلشفية) والتي اطاحت بزمن القياصرة وانتقلت بروسيا إلى مصاف الدول العظمى اشترك بها 7% من الروس.
الثورة الإيرانية والتي اطاح بها الخميني بالشاه شارك بها 10% من الإيرانيين.
الثورة التونسية التي أطاحت ببن علي وتركت الناس في دهشة من امرها ، شارك بها ما يقارب من 15% من التونسيين وبدأت بسيدي بوزيد وبعدها باسبوعان انتقلت إلى العاصمة تونس.
الثورة المصرية كسرت الرقم الذي حققته تونس فارتفعت نسبة المشاركة لتصل إلى 18% من المصريين وفي ثلاث مدن فقط
وجاءت الثورة اليمنية لتحقق رقماً جديداً وهو 20% من الشعب اليمني ، فخرج ما لا يقل عن 4 مليون يمني في مناطق متفرقة من اليمن.
ونالت اليمن أرقاماً قياسية في أشياء أخرى غير نسبة المشاركة ومثال على ذلك :
انضمام عسكريين ، سياسيين ، علماء دين ، وحتى قادة الحزب الحاكم في سابقة من نوعها وشاركت فيها المرأة اليمينة المحافظة ، ولم تستخدم قطعة سلاح في بلد يعتبر السلاح فيه من الأكسسوارات ، فطوبى لهم من شعب.
أما الآن ننتقل إلى ام الثورات العربية والعالمية (الثورة السورية ) وحق لها ان تسمى أم الثورات وعروسها ، فهي فاقت كل الثورات التي سبقتها بنسبة المشاركة ، نعم لا يوجد خطأ كتابي هنا :
خرج في جمعة ارحل (حسب رويترز) ما لا يقل عن 4 ملايين سوري وهذا يشكل نسبة 20 % تقريباً ، وبذلك يفوقوا نسب المشاركة في اي بلد اخر وفي اي ثورة سبقتها على مدار التاريخ .
ففي حين خرج اقرانهم الثوار في تونس ومصر واليمن وهم
خرج اليمنيون والمصريون والتونسيون وهم يحملون طعامهم في ايديهم ليأكلوا في ساحات التحرير في حين خرج السوريون يحملون اكفانهم.
خرج اليمنيون والمصريون والتونسيون ليواجهوا رشاشات الماء والقنابل المسيلة للدموع في حين خرج السوريون ليواجهوا الدبابات والمدافع المضادة للطيران.
خرج اليمنيون والمصريون والتونسيون ليقوم بتغطية ثورتهم مئات المحطات وعلى الهواء خرج السوريون ولم يجدوا حتى انترنت لرفع المقاطع التي صوروها مخاطرين بحياتهم.
خرج اليمنيون والمصريون والتونسيون ليستشهد في مجموع ثوراتهم جميعاً ما لا يزيد عن 1000 في حين تجاوز عدد الشهداء السوريون 2000 حتى اللحظة.
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون لينصبوا الخيم في الساحات في حين خرج السوريون لينصبوا الخيام خارج بلادهم .
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون ليفرج عنه بعد يومين من اعتقاله في حين يعتقل السوري ليعود في كفن مسلوخا جلده ومبقورا بطنه مباعة اعضاؤه ومشوهاً ذكره.
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون فلم تقطع عنهم الكهرباء والماء والطعام في سوريا حدث ذلك.
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون فلم يعتقل اطفالهم في سوريا حدث ذلك.
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون فلم يسكت العالم ، في سوريا حدث ذلك.
خرج المصريون واليمنيون والتونسيون فاصطف الجميع إلى صفهم ، ولم يحدث ذلك مع السوريين ، قاتلوا وحيدين مسلحين بأن الله وعدهم احدى الحسنيين.
أيها السوري انت تصنع المعجزات فثورتك هذه سيتم تدريسها في مناهج الجامعات وستصدر بها دراسات وستكون موضوع بحث لمراكز البحوث ، وستكون موضع فخر لكل من ساهم بها ، بل موضع فخر لكل ذريته ، فإن كنت ما زلت خائفاً فدع عنك هذا الخوف وساهم في صناعة هذا المجد لك ولابنائك ولسوريا ، في الاخير اود القول ان ثورتنا صنعناها ولم نستقوي باحد منذ اول يوم فيها ، صنعناها بايدينا ولا يضرنا ان عزف الناس او الدول العظمى عن مساندتنا ، فنحن بدءناها متوكلين على الله وسنستمر متوكيل على الله وحده ، فلا نحتاج الجامعة العربية ولا الإتحاد الاوروبي ولا امريكا ولا روسيا ولا الصين نسأل الله العظيم ان تكون هذه الثورة في سبيل اعلاء كلمته وهو نعم الناصرين.