حماة.. خطٌّ أحمر

مرام شاهين

مرام شاهين

منذ زمن ، وسوريّا تنزف فيها "حماة" دماً ..

لم يلبث الجرحُ أن يندمل ، ومازالت قصّة الإبادة حكاية ٌ ترويها كل أمّ لأطفالها ..

كبُرَ هؤلاء الأطفال وأصبحوا اليومَ شباب الحريّة ، شبابَ العاصي .. الدّامي ..

تُقبِلُ عليها دبّاباتُ الأسد بكلّ وقاحة ، لترسُم المأساة من جديد ،

تدورُ النواعيرُ بقوّة ويكأنّها تصرخ هي الأخرى : "تباً لكم ! أما يكفيكم مالطّخ حافظ المقبور به أيديه من دمّ ! "

كانَ من الأفضل لكَ يابشّار ، بما أنّك تدّعي الإصلاحات ، ألا تحوال الاقترابَ من محافظة مليئة بالحقد على أبيكَ وحاشيته ..

بل إنّ العاقلَ يوليها اعتناءً خاصّاً ، ورعاية مُثلى ، ليحاولَ أن يكسب السبعمئة ألف ثائر ويُسيّر عليهم أكذوبة إصلاحاته !

أعلنتَ باجتيازِ جيشكَ لحدود حماة .. إفلاسَك ،

أعلنتَ كذبك ، وتورّثكَ حب السفكِ ورائحة الجُثث ..

بل وأعلنتَ بحصاركَ لها خوفكَ من حناجر ثوّارها وهُتافات شبابها ..

أوماعلمتَ أنّ هؤلاء الشّباب رضعوا معاني الثّأر منذ الطّفولة ، وشبّوا اليومَ على أصداء الحريّة ؟

ألم تدرِ أنّ هذه الأرض تفديها كلُّ أراضي سوريّا بالدّم ، وأنّها اليوم انتفضت عن بكرة أبيها ، لتريكَ مامعنى أن تطـأ نقاط التفتيش تُربَ مدينة أبي الفداء ! ..

درعا التي ذاقت ماهو الموت ، تفدي حماة اليوم بموتٍ جديد

حمص واللاذقيّة والرستن وإدلب ودوما ودير الزّور والميدان ، كلّهم لإبراهيم قاشوش فداء ، وخلف حنجرته ماضون . .

إنّهـا جرح غائر ، نكَأتهُ من جديد .. بيديك !

إنها خطّ أحمر ، تجاوزتَهُ .. وسترى الثّمن !