مصالح الشرعية الثوريّة -في سوريّا- 1
مصالح الشرعية الثوريّة -في سوريّا-
من منظور المنطق الحيوي ج1/ 2
د
. حمزة رستناوي"مقايسة مصالح بيان : رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سوريا السياسي"
*النص موضوع القياس: رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سوريا السياسي
*المصدر: موقع( لجان التنسيق المحلّية في سوريّا)- فيسبوك
*المرجعيّة المستخدمة في القياس: المنطق الحيوي.
*تمهيد ما قبل القياس :
-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.
- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.
- لن أستخدم طريقة العرض التقليدية لمقايسات المنطق الحيوي كونها ما تزال معقّدة, و تحتاج لتدريب خاص غير مطلوب معرفته أساساً لعموم القرّاء. و سأستخدم طريقة عرض على شكل أسئلة أطرحها حول النص موضوع القياس مع محاولات للإجابة عليها.
- يمكن لمن يرغب الإطلاع على كامل النص موضوع القياس على رابط الموقع أعلاه, سأقوم فقط بعرض فقرة أو فقرتين أساسيّتين في النص- و هي ما نسمّيها بلغة المنطق الحيوي "مصالح مفتاحيّة" - و سأقوم بتطبيق مقايسات المنطق الحيوي عليهما, من دون الإدعاء أن هذه المقايسة تتضمّن أحكام تخص كامل النص.
- المقايسة تخص مصالح الرسالة و ليس المرسل.
*
المصالح المفتاحيّة – مثال أوّل
( إن الثورة الشعبية هي مصدر الشرعية السياسية في البلاد، وإنها مستمرة إلى حين تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والمساواة والكرامة.)
س1: لماذا تم اختيار هذه المصالح بالذات كمصالح مفتاحيّة؟
ج1: هي فقرة محوريّة في للنص موضوع القياس, جاءت كفقرة ختاميّة , يمكن النظر إليها كتلخيص لمصالح النص , و كونها تقدّم عنوان المرجعية الفكرية لرؤيا "لجان التنسيقيات المحلّية " فيما يخص الشرعية السياسية.
*س2 :هل المصالح المعروضة تتضمّن ما يمكن برهنته إثباتا أو نفياً؟
ج2: نعم . فمصالح كونها ثورة أم لا ؟ و مصالح كونها مصدر الشرعية أم لا ؟ يمكن برهنتها إثباتاً أم نفياً ؟ و مصالح "أنّها مستمرة إلى حين تحقيق أهداف" يمكن الحكم على برهان حدوثها كذلك إثباتا أو نفيا؟
*س3: هل المصالح المعروضة تتضمّن مصالحاً ارتيابيّة متأرجحة بين ما هو سلبي و ايجابي؟
ج3: نعم . فثمّة مصالح انغلاقيّة صراعية مثلاً: "الثورة هي مصدر الشرعية السياسية"
و ثمّة مصالح انفتاحيّة توحيدية مثلاً: "حتى تحقيق أهداف..في الحرّية و المساواة و الكرامة".
*س4: هل المصالح المعروضة تحتاج في الحكم عليها لمرجعيّة أهل الاختصاص أم مرجعيّة عامة الناس.
ج4: فيما يخص "الثورة" و "الشرعية" تحتاج لأهل الاختصاص في السياسة, أما فيما يخص بمصالح عبارة: "مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها" فيمكن لعامة الناس الحكم عليه.
*س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة, اختر الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟
و الاحتمالات هي: عزلة- صراع- تعاون- توحيد؟
ج5: الصراع , التوحيد
- الصراع : كون المصالح المعروضة تتضمّن مصالح إشكاليةُ توصيفها بالثورة , و كذلك حول مفهوم "الشرعية السياسية" , و كذلك حول "تحقيق أهداف ", و تتضمّن مصالح صراعية مع من تثور ضدّهم , لاحظ التوتر العالي و استخدام أسلوب خبري تقريري في صياغة المصالح, لذلك جاء الحكم عليها بمصالح الصراع كمربع أساسي.
- التوحيد : كون المصالح المعروضة تتضمّن مصالح وعود " أهداف" يقبلها و يؤيدها عموم الناس و ضمنا السوريون " الحرية والمساواة والكرامة.
*س6: هل تتوافق المصالح المعروضة مع إثبات برهان حدوثها في الواقع؟
ج6: لا , فثمّة قرائن ثلاثة تنفي برهان الحدوث
-أولاً: فتوصيفها بالثورة هو مثار جدل بين أهل الاختصاص في العلوم السياسية, و يبقى الحكم النهائي فيه ليس في متناول( الآن) بل هو حكم مشروط بالصيرورة الحركية للحدث و مآلاته المستقبلية.
- ثانياً: الشرعيّة السياسية لأي بلد مفهوم مركّب : فيزيائي و رمزي , داخلي و خارجي, يتعلّق بمن يسيطر فيزيائيا في البلد"الدولة" و تحقيقه للاعتراف الدبلوماسي من الخارج. و لا يتطابق مفهوم الشرعية السياسيّة مع مفهوم الشرعيّة الأخلاقية مثلاً, فثمّة سلطات استبدادية جدا و مع ذلك فهي تحقّق شرط المشرعيّة السياسية ككوريا الشمالية مثلا, و هناك دولة إسرائيل مثلاً حيث نجد انفصال بين الشرعية الأخلاقية و الشرعيّة السياسية.
لذلك الحكم على مصالح جملة" إن الثورة الشعبية هي مصدر الشرعية السياسية في البلاد" هو مناف لبرهان الحدوث فلم يزل- حتى الآن على الأقل- النظام السوري يحظى بشرعية سياسيّة في عربياً و في الأمم المتحدة مثلا.
-ثالثاً: لاحظ كذلك مصالح الجملة التالية:" وإنها- أي الثورة- مستمرة إلى حين تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والمساواة والكرامة."
فالمصالح المعروضة هنا منافية لبرهان الحدوث: ف:"الثورة الشعبية" المندلعة الآن في سوريا قابلة لاحتمالات مختلفة كأي كينونة اجتماعية ,فهي صيرورة احتمالية , قابلة للاستمرار و قابلة للتوقف كذلك , و قد تحقّق كل أو جزء أو لا تحقّق شيء من "أهداف الشعب السوري" و قد تنتهي بحرب أهلية و تقسيم البلاد..الخ" طبعا لا قدّر الله"
*س7: هل تتوافق المصالح المعروضة مع إثبات برهان الفطرة ؟
و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل
ج7: نعم , فالمصالح المعروضة تتضمّن برهان الفطرة في كون الشعب السوري - و أي شعب- يطلب الحرّية و المساواة و الكرامة.
س8: هل ثمة قرائن تشير إلى ازدواجيّة المعايير فيما تعرضة مصالح الفقرة؟
ج8: لا يوجد يشير لازدواجيّة المعايير.