ومضات في التعامل مع الفتن 2

ومضات في التعامل مع الفتن 2

جمال زواري أحمد ـ الجزائر

[email protected]

نواصل في الجزء الثاني من الموضوع ، الإشارة إلى مجموعة أخرى من الومضاتالتربوية العملية المهمة التي تنفع كدواء وعلاج في التعامل مع الفتن خاصة الحركية والتنظيمية منها :

31)  الومضة الحادية والثلاثون: لا مزاجية في ركن الطاعة وهو كلّ لا يتجزّأ:

يقول عبد الوهاب عزام في شوارده:(يسارعون إلى الطاعة فيما يحبّون ، ويبطئون فيما يكرهون ، فإن امتحنوا بأمر يكرهونه وفيه صلاح الجماعة عذروا وولّوا ، أو أطاعوا كارهين ، وامتثلوا ساخطين ، وإنّما أداء الواجب أن تؤدّيه في المنشط والمكره ، وتصدع به فيما تحب وتبغض ، وأن تتلقّاه عزيمة لا رخصة فيها ، وحزما لا تردّد فيه، وجدّا لا هوادة لديه ، حتّى لا يكون للرأي فيه تردّد ، ولا للهوى فيه خيار ، وهو الواجب تلقاه راضيا ، وتمضي به مقدما ، وتحتمله صابرا ، وهو حلو عندك وإن أمرّ ، ونافع وإن بك أضرّ، هكذا تمضي الجماعات والآحاد بواجباتها،غير معذرة فيها ، حتّى يكون أداء الواجب ديدنا لا مفرّ منه ، وعزما لامحيص عنه ، ذلكم قياس الصدق في الآحاد ، وميزان الإخلاص في الجماعات).

32)  الومضة الثانية والثلاثون: الإمعية والشخصنة انحراف:

قال صلى الله عليه وسلم : (لا يكن أحدكم إمّعة يقول : أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ! ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم)(الترمذي).

وقال عبد القادر عودة رحمه الله:(إنّها دعوة الله ، وليست دعوة أشخاص ، وإن الله علّم المسلمين أن الدعوة ترتبط به ، ولا ترتبط بالدعاة إليها ، وإنّ حظّ الأشخاص منها أنّ من عمل لها أكرمه الله بعمله ، ومن ترك العمل لها فقد أبعد الخير عن نفسه ، وما يضرّ الدعوة شيئا).

33)  الومضة الثالثة والثلاثون: تثبّت وتبيّن فإنّ الكذب قاصم للإيمان مذهب للمروءة:

عن أبي أمامه مرفوعا:(يطبع المؤمن على الخصال كلّها إلاّ الخيانة والكذب)(أحمد).

وروت عائشة رضي الله عنها أنّه كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما يزال في نفسه عليه حتى يحدث منها توبة)(أحمد والترمذي).

وقد كان العربي قديما يستنكف أن يكذب على ناقته استقباحا لرذيلة الكذب فما بالك بالعباد ، فكان يقول لها وقد هاجها الظمأ الشديد: أريد أمنّيك الشراب لتهدئي   ولكن عار الكاذبين يحول

وجاء رجل إلى وهب فقال له: إنّ فلانا شتمك ، فقال له: أما وجد الشيطان بريدا غيرك).

34)  الومضة الرابعة والثلاثون: لا تجعل الخلاف طريقا للفرقة والهجران المحرّم:

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)(أبوداود وأحمد).

وعن أبي خراش السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)(أبوداود).

وقال الإمام ابن باديس رحمه الله:(أن لا نجعل القليل ممّا نختلف فيه سببا في قطع الكثير ممّا نتّفق عليه ، وإن الاختلاف بين العقلاء لابدّ أن يكون ، ولكن الضار والممنوع المنع البات هو أن يؤدينا ذلك الاختلاف إلى الافتراق).

وقال الشاعر: أيهجر مسلم فينا أخاه        سنينا لا يمدّ له يمينه

أيهجره لأجل حطام دنيا      أيهجره على نتف لعينه

ألا أين السماحة والتآخي     وأين عرى أخوتنا المتينة

بنينا بالمحبة ما بنينا        وما باع إمريء بالهجر دينه

علام نسدّ أبواب التآخي      ونسكن قاع أحقاد دفينة

35)  الومضة الخامسة والثلاثون: إملء الفراغ بالعمل تنجو:

قال أحد السلف:( إذا أراد الله بعبد خيرا ، فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرّا أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل).

وقال أبو العتاهية: ما أحسن الشغل في تدبير منفعة      أهل الفراغ ذوو خوض وإرجاف

وقال يحي بن معاذ:( المغبون من عطّل أيامه بالبطالات ، وسلّط جوارحه على الهلكات ، ومات قبل إفاقته من الجنايات).

وقد قيل :(إنّ الصف الذي تنتشر فيه البطالة تكثر فيه المشاغبات).

36)  الومضة السادسة والثلاثون: رابط في المحاضن ، فإنّ ضعف التربية رأس كلّ خطيئة:

يقول فتحي يكن رحمه الله في الإيدز الحركي:(إنّ ضعف المستوى التربوي هو الخرق الذي يمكن أن تدلف منه كلّ العلل والأوبئة والمشكلات إلى جسم الحركة ، وهو الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الفتن.

فهو المناخ المناسب للآفات المساعدة على حصول الهزّات والانقسامات في حياة الأفراد والجماعات والحركات،كالغيبة والنميمة وتتبّع العورات ، والنقد الهدّام ، والتشكيك والإرجاف ، وعدم التماس الأعذار ، وعدم التبيّن ، والتعصّب للرأي ، والمكابرة والعناد، وطرح الخلافات في غير أماكن طرحها ، وإنشاء المحاور وتحريكها، وتحويل الخلافات المبدئية إلى خلافات شخصية، إلى ما هنالك من آفات وعلل لا تبقي ولا تذر.

إنّ ضعف التربية يعني تدنّي مستوى التقوى والورع ... يعني ضعف قوامة الشريعة على السلوك والأعمال والأقوال والتصرفات عموما، وهذا يؤدي بالنتيجة إلى السقوط في حبائل الشيطان وشرك الهوى ومضلاّت النفس الأمّارة بالسوء ، ممّا فيه هلكة الفرد والجماعة.

إنّ ضعف التقوى والورع مدخل إلى الترخّص واستصغار الذنوب والتساهل مع النفس ، ممّ يؤدّي في النتيجة إلى ارتكاب الموبقات والكبائر تحت شعارات ومبرّرات وعناوين عريضة ، لكنها في الحقيقة من تلبيس إبليس).

37)  الومضة السابعة والثلاثون: إياك والاعتزال والتوقّف ، فإنّه سلبية تنافي الرجولة:

عن أبي هريرة قال : مرّ رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال : لو اعتزلت الناس ، فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله ، فقال له: لا تفعل فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما)(الترمذي).

38)  الومضة الثامنة والثلاثون: حافظ على العهد القديم ، وكن من الثابتين:

قال جعفر الخلدي البغدادي: (ما عقدت للّه على نفسي عقدا فنكثته).

وقال محمد برّاح مخاطبا الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ، ومعاهدا له باسم جميع الإخوان:

لربّما باع بعض القوم عشرتنا       والخائنون كثير حولنا انتشروا

وقيتنا الريح يوم إصّاعدت فتن      وكنت كالغيث حين إطّاير الشرر

كلّ النهايات لازالت مفتّحة      والحاسدون لهذا الحسن قد عثروا

خابوا جميعا فلازالت توحّدنا       روابط العهد فالإخوان ما غدروا

نعاهد الله أنّا الثابتون غدا       هذا يمين إلى لقياك يدّخر

وأكتب على صفحات المجد من دمنا    يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر

وقال الأحنف:(أسرع الناس في الفتنة أقلهم حياء من الفرار).

39)  الومضة التاسعة والثلاثون:احذر المغادرة الغادرة وفارق بالّتي هي أحسن إذا لزم  الأمر:

يقول الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله :( الحذر من:  أن تكون وسيلة تلغيم وتأزيم للحركة

المغادرة الغادرة للحركة)..

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى      وحظّك موفور وعرضك صيّن

لسانك لا تذكر به عورة أمريء          فكلّك عورات وللنّاس ألسن

وعينك إن أبدت إليك مساوئا     فصنها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى    وفارق ولكنّ بالتي هي أحسن

وقال الراشد:( بل العيب في التخذيل والوقوف في طريق الآخرين صدودا وهمسا في آذان المؤيّدين ، وأمّا ما وراء ذلك فهو التنافس في الخير والبقاء للأصلح).

40)  الومضة الأربعون: اللّجوء إلى الله بصدق خير عاصم ، وسهام اللّيل لا تخطيء:

لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب : اتقوها بالتقوى . فقيل له : صف لنا التقوى .. فقال : العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله).

وقال الفضيل:( عليكم بالتوبة فإنّها تردّ عنكم ما لا تردّه السيوف).

وقال ابن القيم:( من علاماته( اليقين) الالتفات إلى الله في كلّ نازلة ، والرجوع إليه في كلّ أمر ، والاستعانة به في كل حال ، وإرادة وجهه بكلّ حركة وسكون).

وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:(إنّ الله حييّ كريم ، يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردّهما خائبتين)(الترمذي والحاكم).

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلاّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمّا يعجّل له دعوته ، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة ، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلها)(الحاكم).

41)  الومضة الواحدة والأربعون:التناجي مفتاح الفتنة والنكث والخروج:

قال الراشد:(ولقد أظهرت لنا التجارب الكثيرة أن معظم التناجي يؤدي إلى الخروج ونكث البيعة، ولا تتجاوز أن يكون مرحلة أولية للماشي في درب الفتنة، دري أو لم يدر، ولا يتجاوز حجة المتناجي أن تكون هي نفسها حجة الخارج، كلاهما يدعي أنه يريد مصلحة الإسلام، وأنه يمارس ضربا من العبادة، والخطأ يلفهما لفا)(العوائق196).

و نقل عن سيد قوله:(لقد تكرر في القرآن النهي عن النجوى، وهي أن تجتمع طائفة بعيدًا عن الجماعة المسلمة وعن القيادة المسلمة، لتبيت أمرًا. وكان اتجاه التربية الإسلامية  واتجاه التنظيم الإسلامي كذلك أن يأتي كل إنسان بمشكلته أو بموضوعه، فيعرضه على النبي -صلى الله عليه وسلم- مساره إن كان أمرًا شخصيًا لا يريد أن يشيع عنه في الناس: أو مساءلة علنية إن كان من الموضوعات ذات الصبغة العامة، التي ليست من خصوصيات هذا الشخص.

والحكمة في هذه الخطة، هو ألا تتكون جيوب في الجماعة المسلمة، وألا تنعزل مجموعات منها بتصوراتها ومشكلاتها، أو بأفكارها واتجاهاتها، وألا تبيت مجموعة من الجماعة المسلمة أمرًا بليل، وتواجه به الجماعة أمرًا مقررًا من قبل، وتستخفي به عن أعينها، وإن كانت لا تختفي به عن الله، وهو معهم إذ بيبيتون ما لا يرضى من القول)(العوائق197).

42)  الومضة الثانية والأربعون: عدم نشر التشكيك والاتهام والطعن إيصادا لباب الفتنة:

وقال الراشد أيضا: (فمن سمع أيام الفتن نوع تشكيك أو اتهام أو طعن يفوه به عاص، وعلم أن غيره من الثقات البعيدين عن العصيان لم يسمعوا بهذا التشكيك وأنهم في عافية منه، فليستره عنهم، فإنه لا يدري ما عسى أن يعلق بقلوب بعضهم من هذا التشكيك بإغراء الشيطان، وليوصل الخبر إلى أميره فحسب)(العوائق206).

وقال كذلك:(ولكن العنصر الفعال في إبطال النجوات وتضييق المجال عليها إنما هو الداعية الثقة النبه، بأن يقوم بدور السكوت عن التكلم إلى غيره وعدم إشاعة ما نوجي به، ألا يعلق المعني المعيب في قلب ساذج، أو جديد لم يخبر الأمور بعد...)(العوائق206).

43)  الومضة الثالثة والأربعون: لا تكن حبيس كهوف التخذيل والإرجاف:

وقال الراشد أيضا:(إن هذا الاستشعار بحتمية قدر الله الذي وعد به، إنما هو نور ساطع يحفف جرأة الجريء على مقارنة الافتتان إذا تذكر به حين يجالسه داعية فتنة في ظلمة يسوغ له المشاركة فيما هو فيه، والمؤمن لا يزني ساعة يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، وكذلك لا ينكث بيعة وهو مؤمن.

كما أنه قد يقف على باب الإثم فيذكره مذكر بالله فيرجع، كما في حديث البخاري عن المرأة التي أراد ابن عمها السوء معها فذكرته الله، فعف بعدما أوشك وشارف، فوهبه الله بعد دهر استجابة منه لدعائه، ورفع الصخرة التي سدت فتحة الكهف عليه.

وهكذا كهوف التخذيل والإرجاف، قد يجد المرء نفسه حبيسا فيها على غفلة من نفسه، فيدعو بدعاء عمار: نعوذ بالله من الفتن، فتتدحرج صخرة الأوهام عن باب سجنه، ويتنفس الصعداء، ويعود إلى عرصات العمل الفسيحة)(العوائق208).

44)  الومضة الرابعة والأربعون: نهج إشاعة النقد أوقات الفتن نهج باطل والمساررة وقاية :

ويقول الراشد كذلك:(ونهج إشاعة النقد نهج باطل، لا أصل له في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا قاله أحد من سلف الأمة ولا أئمتها، ولا سلكه داعية ذكر عنه الثبات على العمل بعد إتيانه.

إنه طريق إلى الفرقة والتباغض)(العوائق212).

( لا تكن ساذجًا أيها الداعية، فإنها تحريشات من حولك لسفك دم الدعوة.

احذر، والتفت إلى عيب نفسك، وصن سمعك وسارر بنصيحتك ونقدك، ولا تعن بلسانك.

إنه دم الدعوة)(العوائق157).

(وإنما ندعو نحن إلى مساررة لا في مثل هذه الأمور التي يحتاجها الناس في أمر معاشهم اليومي، بل فيما يتعلق بسياسة الجماعة الداخلية والخارجية ومواقفها العامة، وفي أيام الفتنة خاصة، خوفا من استغلال أصحاب الأغراض للنقد المعلن، أو اغترار المخلصين السذج وأصحاب التجربة القليلة)(العوائق162).

ونقل عن سيد قوله:(هي صورة جماعة في المعسكر الإسلامي، لم تألف نفوسهم النظام، ولم يدركوا قيمة الإشاعة في خلخلة المعسكر، وفي النتائج التي تترتب عليها، وقد تكون قاصمة، لأنهم لم يرتفعوا إلى مستوى الأحداث، ولم يدركوا جدية الموقف، وأن كلمة عابرة وفلتة لسان، قد تجر من العواقب على الشخص ذاته، وعلى جماعته كلها ما لا يخطر له ببال، وما لا يتدارك بعد وقوعه بحال؟ أو ربما لأنهم لا يشعرون بالولاء الحقيقي الكامل لهذا المعسكر.

وهكذا لا يعنيهم ما يقع له من جراء أخذ كل شائعة والجري بها هنا وهناك، وإذاعتها، حين يتلقاها لسان عن لسان، سواء كانت إشاعة أمن أو إشاعة خوف، فكلتاهما قد يكون لإشاعتها خطورة مدمرة.

وعلى أية حال فهي سمة المعسكر الذي لم يكتمل نظامه، أو لم يكتمل ولاؤه لقيادته، أو هما معًا)(العوائق 271).

45)  الومضة الخامسة والأربعون: ظلام الشبهات قاطع طريق العودة زمن الفتن فلا تجعله يلفّك:

ويقول الراشد كذلك:(والذي يبدو للمتأمل في تواريخ الفتن وتسلسلها أن ظلام الشبهات هذا يكاد أن يكون هو الظرف المثالي الذي تفضل اختياره لبدء تغريرها بالمؤمنين، إذ لا يزال ظلام الحرام البين دامسا مخيفا يرهب أقل الناس إيمانًا أن يلج فيه، ولكن ظلام الشبهة أقل اسودادا، وهو بالغبش أشبه منه بالحلاكة، وربما تخللته ومضة، وخففت منه بقية خيط أبيض، فيتوهم المؤمن، فيلغ، وفي ظنه لا خلابة ثم، حتى يستغلق الظلام من حوله فيؤوب ناجيا بمشقّة وقلب راجف واجف، أو يرهب الأوبة بعد إذ قطع الظلام عليه طريق  رجوعه واستوي ما هو قدامه وخلفه، ولا يبعد أن يعتاد وحشة الظلام، ويألفها، ويترك التفكير بعودة)(العوائق218).

يتبع...