طريق الثورة صعب
طريق الثورة صعب
ورغم صعوبته لابد من الاستمرار....
حتى النصر
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
هو نداء لكل حر وحرة ينتمي لهذا الوطن كائن من كان
لست مدعياً فيما أقول ولن أكون مفترياً على أحد فقط حقائق نعرضها هنا , يعرفها شعبنا في سورية , وقد لايعرفها البعض بسبب التغاضي عنها في مواقف معاكسة لها , ناتجة عن خوف أو مصلحة وقتية أو ذاتية
نقارن ونحلل وبعضها لايحتاج الأمر لحاكم أو عالم أو فيلسوف
في فلسطين الحبيبة تم احتلال أرضها وتهجير أهلها بالملايين , والمفاوضات التي جرت وستجري كلها تأخذ اتجاهاً واحداً في نقطة خلافية بين المتفاوضين عن عودة المهجرين فيرفض الكيان الصهيوني ذلك وتفشل المفاوضات
عدد المهجرين قسرياً من الشعب السوري والذين لايمكنهم العودة لوطنهم الأم لأكثر من ثلاثين سنة مضت , والكثيرون منهم ليس عندهم أوراق ثبوتية , وبالتالي لن يكون معترفاً فيهم , وعددهم حسب احصائيات 2002 فقد تجاوز المائتين ألف شخص , وعدد المفقودين والمسجلين رسمياً 17ألف وعدد القتلى يفوق المائة ألف شخص . وكل هذا حدث في ظل هذا النظام نظام عائلة الأسد
منذ ثلاثة شهور وحتى الآن بلغ عدد القتلى من المدنيين والمسجلين بالأسماء هو 1500 شخص وعدد المعتقلين يقدر ب15ألف , وقد يفوق القتلى من الجيش عدد المدنيين , وكل هذا القتل نفذ بدم بارد من قبل العصابات الطائفية في سورية ومن قبل الأمن , يضاف إليه إذلال الناس وهتك الأعراض والإغتصاب وسرقة المال وتدمير الممتلكات وتهجير الآلاف ومحاصرة المدن والقرى والنواحي , مع أن المعارضة هي سلمية فقط , وغياب القيادة السياسية بشكل كامل عن المشهد , ويحل محلها تلك العصابات وقوات الجيش التابعة لهذه العصابات والذي يدعمها ويحركها هي القيادة السياسية والمتمثلة بشخص يدعى رئيس الجمهورية السورية
ولم تكتف القيادة السياسية بعصاباتها وأمنها وقواتها الإجرامية من الداخل السوري , وإنما استعانت بعصابات إجرامية مرتزقة من حزب الله في لبنان ومن طهران ومن العراق ذات التوجه الطائفي البغيض
مقارنة بسيطة بين الإستعمار الفرنسي وجرائمه في سورية وبين جرائم هذا النظام , فمن السهل أن تر فارقاً شاسعا بين السوأين , فلم نسمع عن شخص دخل المعتقل عند الفرنسيين واختفى أثره , ولم تهدم مدينة فوق رؤوس أهلها ولم تهتك حرمة مسجد ولا عقيدة ولا دين ولم يؤمر أحداً بالسجود لحاكم فرنسا . والإنتفاضة الثانية في فلسطين والتي استمرت ثلاث سنوات لم يكن عدد القتلى مساويا لثلاث شهور في سورية
فالإحتلال الصهيوني والإحتلال الفرنسي هما أقل سوءاً من احتلال النظام الأسدي في سورية , ففرنسا سلمت لواء اسكندرون هدية لتركية , وحافظ الأسد سلم الجولان هدية لإسرائيل حتى تكون راضية عنه وعن ورثته , وامتلاك سورية أرضاً وشعبا وجعل أهلها عبيداً عندهم ماداموا هم حكاما , وجن جنونهم عندما تحرك الشعب مناديا بحقوق بسيطة في البداية , فكان الجواب القتل ثم القتل ثم القتل
والموقف الحالي والمخيف حقاً هو أن بعض الناس بدأت تتململ , وبعضها يبحث عن حل ولو كان بخروج من الأزمة بأقل المكتسبات , والبعض الآخر يقول إنها فتنة ويلعن من أيقظها , ولا أشك بإخلاصهم ولكن من المناظر الوحشية والتي يرونها من ممارسات تلك العصابات الإجرامية والمتمثلة بالسلطة الحاكمة
وأقول لهم وللمجرمين أيضاً , إن سورية واقعة تحت احتلال بغيض وهذا الإحتلال كان مقتصرا من قبل على نظام البعث وممثليه , أما الآن فقد أصبح الإحتلال دولياً طائفياً ومدعوما من قبل الصهيونية العالمية . وتمثله طهران وتوابعها من لبنان والعراق وغيرها
فهنا ليس أمامنا خيارٌ أخر إما أن نستشهد أو ننتصر , فالوطن هو لنا كشعب سوري والأرض هي أرضنا ولا نرضى ولا يمكن أن نقبل باستعمار عرقي طائفي يجثم فوق ربوعنا , باع كرامتنا وأرضنا وسرق مالنا وحرمنا من الوطن وحرمنا من كل الحقوق , وسفك دمائنا وهتك أعراضنا
لن يستطيع هذا النظام المجرم إبادتنا , وما قام شعب ضد حاكم مستبد إلا وكانت نهايته الإعدام هو ونظامه وتوابعه , وبالإصرار والعزيمة وتنويع ألوان المقاومة سننتصر بإذن الله تعالى , ولا يمكن لشعب مهما قلت مكانته ومهما صغر أن يرضى بنظام يحكمه ويمتلك كل صفات السوء هذه
فإما الإستمرار بالثورة حتى النصر ,وإما السكوت على هذا النظام حتى يتم تصفية الجميع والحكم يكون لعصابات الإجرام والطائفيين والحشاشين ومدمني المخدرات
ولكن شعبي الأبي أحفاد خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي , وحسن الخراط , وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي , وعز الدين القسام وأطفال درعا لهو فصل الخطاب في النصر القريب بإن الله.