أيها الحاكم المتغطرس
هذا الخطأ لا يقبل عفوا!
طارق أبو جابر
أيها الحاكم المتجبر المتغطرس .. الذي يحمل أعلى رتبة عسكرية زورا وبهتانا ، نذكرك بقاعدة عسكرية ، يعرفها أبسط عسكري ، وحتى غير العسكري ، وهي أن العملية في سلاح الهندسة العسكرية الرائد لا تقبل الخطأ ، ولا تعرف كلمة عفوا.. ونظنك تعرف لماذا أيها الجنرال المزيف ، ولكن نعيدها عليك ، لأن الخطأ في هذا الجانب لا يمكن تلافيه أو إصلاحه ، ولاسيما تلك الأخطاء التي يعقبها انفجار .. وهو ما وقعت فيه ، كما وقع فيه أبوك من قبل ، عندما سرقتم حقوق الشعب ، وعندما امتهنتم الشرف والكرامة ، وأهدرتم الدماء الزكية الطاهرة ، وأزهقتم الأرواح البريئة ، ودستم الرؤوس والأجساد الطاهرة ، وانتهكتم الأعراض والحرمات ، وسجنتم وهجرتم الأحرار والشرفاء ، أصحاب الوطن والحق ، وفتحتم البلاد للأغراب .. فعلتم كل هذا من أجل الاستيلاء أطول فترة ممكنة على هذه الحقوق المسروقة ، وهذا هو الخطأ القاتل الذي أدى إلى هذا الانفجار المذهل للشعب السوري ، والذي ما عاد يقبل عفوا أو اعتذارا أو مسامحة .. إنه لا يقبل إلا الرحيل والزوال ، ليس رحيلك أنت ، وإنما رحيل نظام عصابتك المجرمة ، واسترداد الشعب لحقوقه.
أيها الحاكم المخدوع: تعلم ويعلم العالم ، كيف وصلت إلى الحكم ، وكيف وصل أبوك من قبل ، وتعلم ويعلم العالم ، أنك ورثت - ظلما وعدوانا - إرثا مسروقا ، سرقه أبوك من الشعب في غفلة من الزمن جهارا نهارا، وعندما قام الشعب ليسترد حقه المسروق ، جعل أبوك هذا الشعب مجرما ، ومتآمرا ، وعميلا ، وأصوليا ، وإرهابيا ، وحشد للشعب ما حشد من اللصوص والأنذال وعديمي الضمير والوجدان ، وسلك حرب إبادة ، اضطر الشعب معها للتوقف إلى حين عن المطالبة بحقه ، ولكن الحق لا ينسى ، والدماء إن جفت على الأرض ، فإنها لا تجف من المخيلة ، وأنات المعذبين لا تبرح الذاكرة ، وها هو الشعب يهب اليوم – في موسم الحرية - ليستعيد حقه المسروق ، وماله المنهوب ، وكرامته المهانة .. بصوته الهادر، وعزيمته القوية ، التي لن تضعف ، ولن تتراجع ، بعد أن ملك قراره ، وعرف طريق خلاصه..
أيها الحاكم: نقول لك الحقيقة التي تعرفها جيدا ، بصراحة ، وبلا مواربة : أنت لست قائدا للشعب ، ولست معنيا بالشعب ، أنت قائد عصابة تمتص دم الشعب ، أنت لص ابن لص، وأعوانك لصوص وأبناء لصوص ، فهل تستطيع أنت وزبانيتك من المحللين المهرجين ، والأعوان المسترزقين، أن تدفع هذه الحقيقة ، وأن تواصل خداع الشعب بنظام العصابات ، وما يحوي من مجلس وزراء العبيد ، ومجلس شعب الدمى والتهريج ، ودستور اللصوص ، وقانون الغاب .. هل تستطيع مواصلة الخداع والزيف والضلال والتضليل ..الذي تسلكون لفرضه كل سبيل ، وتركبون كل طريق ، وتفعلون كل جريمة ، وتحاولون إرغام الشعب على قبوله بالحديد والنار..
أيها الحاكم : لو كنت تملك ذرة من حياء أو غيرة ، لما قبلت ، ولما تباهيت على الشعب بالسلطة المسروقة ، والمال المنهوب .. والعصابات المأجورة المجرمة.
أيها العالم : المتردد حينا ، والمتواطئ حينا ، والمتخاذل أحيانا ، والعاجز عن أي فعل لربط الثور الهائج في كل صوب ، وصد الوحوش المتخضبة بدم الشعب .. إن شعب سوريا بصدوره العارية ، وسواعده المشمرة ، وصيحاته المجلجلة ، وإيمانه الراسخ بربه عز وجل ، وبعدالة قضيته ، ووجاهة انتفاضته ، وثقته بنصر الله .. هو الذي سيحسم الأمر، وهو الذي سيقطع تردد المترددين ، وتخاذل المتخاذلين ، ويرفع الوهن عن العاجزين ..هو الذي سيريحك من عصابة القهر والبغي والتآمر .. ويرفع عنك العتب واللوم .. ولا يطلب شعب سوريا منك سوى أن تقف وتتفرج ، ولا تمد لهذا النظام حبل العون والنجاة ، فإنك لن تنقذه ، وإن شعب سوريا لن يسامحك - أيها العالم المتواطئ والمتخاذل - بعدها أبدا.