هذه هي سورية وليست تلك
علي الأحمد
سوريه الشجاعه الباسله التى نراها هذه الايام هي سوريه الحقيقيه وليست تلك المستكينه الخانعه الصامته التى رأيناها وعرفناها لمدة تزيد على أربعين عاما .
سوريه البركان .. يتفجر حمما تحت أرجل المجرمين .. سوريه السيل الجارف يجرف النظام المجرم وأنصاره الى حيث لا عوده ... سوريه اليوم تفيض دماء طاهره تفدي حريتها وتدفع ثمن إنعتاقها ... سوريه اليوم هي سوريه الحقيقيه وليست تلك المزوره التى عرفناها .
حمص .. حماه ... درعا البطله وحوران الابي ..جسر الشغور بانياس قلعة المرقب .. كل المدن تثور وتغلي وتخرج خبثها وترمي به في بطون الوديان السحيقه . دير الزور والميادين والحسكه ... حلب تصارع عجزها وضعفها وتنهض برغم المثبطات ... كل الدروب تؤدي الى الثوره .. كل الافواه تلهج للثوره ... التكبير في كل مكان وليس وقت العيد ، لا مكان للجبناء ... لا مكان للمتخاذلين .
الشباب أبطال يحملون أراواحهم على أكفهم . النساء باسلات يزغردن لاستقبال أبنائهن على النعوش ... الكهول يحفزون الجميع على الثبات ... تعاون لا مثيل له .. إنخل تقطع الطريق لكي لا يصل الجيش الغازي المحتل الى درعا ... الصنمين تتظاهر نصرة لدرعا ... داعل تجمع المؤونه وترسلها سرا للعائلات المحاصره . خان شيخون والمعره تقطع الطريق المؤدي للشمال لكي لا يرسل الوغد جنوده الى جبل الزاويه المحرر وجسر الشغور المخرز في خاصرة الوغد . كل المدن تناصر بعضها وكل القرى تحمل بعض الحمل عن بعضها .
سوريه .. اليوم هي سوريه .. لن تتراجع ولن تتخلى عما حققته في أكثر من شهرين من البذل والتضحيه ... ولن تقبل بالذل من جديد ... تموت الحره ولا تأكل من ثدييها .
لقد رفعتم رؤسنا يا أهلنا في سوريه ... لقد كفيتم ووفيتم وأبهرتم العالم كله بما أظهرتموه من بسالات ... لقد قمتم بالكثير الكثير ..
سوريه ... قلب العروبه عن حق وحقيق وليس عن كذب وتدجيل ...
سوريه أمّ الثوار ....