أدعياء ثقافة وليسوا مثقفون

عزة الدمرداش

[email protected]

يخرج علينا في كل مناسبة، أو غير مناسبة سواء كانت مناقشة دستور، أو مناقشة رأي، أو مناقشة فتوى، مجموعة توقيعات  آو مقالات على صفحات الجرائد، و الفضائيات من يسمون أنفسهم بالمثقفين، و هم لا يتعدون المائة، و كأنهم هم الذين يفهمون و بقية المصريون متخلفون، يعطون أنفسهم حق تقرير المصير لشعب تعدى السبعين مليون نسمة ، يهاجمون الإسلام، و المسلمين يجاملون الأقباط لإرضاء القوى العظمى الأمريكية، و ذيولها من الحكام ، وجدناهم يؤيدون وزير الثقافة حين تطاول على المحجبات، و يناصرونه، و يخرجون علينا بتوقيعات من سيادتهم ، يؤيدون كل مرتد أو ملحد أو مارق أو فاسق يخرج على شريعة الإسلام بحجة حرية الرأي و حرية الفن و الأدب، و أخيرا قاموا بدور متألق استعرضوا فيه كل ما توفر لديهم من وسائل إعلام في مهاجمة المادة الثانية من الدستور، و التي تقول :(إن دين الدولة هو الإسلام و إن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع ) و أقاموا الدنيا و طبلوا و زمروا و رقصوا بألسنتهم و أقلامهم على صفحات الجرائد، و الفضائيات يهاجمون هذه المادة لاصقين  بالإسلام تهمة التخلف الذي نعيشه بسبب إننا دولة إسلامية ،و كل الدول التي سبقتنا في الحضارة، و التقدم دول علمانية .

 و هنا استحلفهم بالله العلي العظيم إن كانوا يؤمنون بالله و اليوم الآخر هل نحن دولة إسلامية في الواقع و الحقيقة ، هل تطبق عندنا الشريعة الإسلامية ؟هل يتعامل الحكام ، و الرؤساء و الوزراء و الداخلية و الخارجية ، و معظم الناس بالشريعة الإسلامية ؟ هل الشريعة الإسلامية تنص على الفساد و الرشوة و المحسوبية و على الإرهاب الحكومي ،و سرقة مال الدولة ، و إباحة دماء الناس بالقتل و الغرق و الحرق دون قصاص ؟هل الشريعة الإسلامية تنص على سحق كرامة الإنسان و التمثيل بالجثث في أقسام الشرطة ، و نهب و سرقة و مصادرة الأموال تحت مسمى غسيل أموال و حالة طوارئ ؟

إذا كان هذا هو الإسلام و هذه هي الدولة الإسلامية في نظرهم أو حسب علمهم، فهنا لا يصح أن يسموا أنفسهم بالمثقفين بل المتخلفين . إذا كانت ثقافتهم و دينهم مصدرها المذاهب العلمانية و الرأسمالية و غيرها من المسميات الغريبة التي خرجوا علينا بها ( ماركسية - شيوعية  - ليبرالية - برجوازية - وانتهازية) كلها مسميات غريبة خرجوا علينا بها يحاربون الإسلام و هم له جاهلون، لم يعرفونه ، و إذا عرفوه حق المعرفة، و قرؤوا كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم لقدروه حق قدره ...و لكنهم مثقفون !!!

و أقول ماذا لو جربوا تطبيق هذه المادة على حق و ليست حبر على ورق أو شعارات جربوا الإسلام و الشريعة الإسلامية ، وإذا لم تحقق لكم الرقي الحضاري و الإنساني و استقامة الحياة ، و رفع الجور و الظلم ، و منع انتهاك الحرمات و السير على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل العزيز الحكيم . ؟إذا لم يحقق الإسلام و عدله كل هذا، لكم أن تنادوا بالعلمانية التي تتشدقون بها ، لكم أن تتحكمون إلى قوانين و تشريعات و ضعها بشر .

  لقد تركتم القوانين المطبوخة ، و المفصلة من أجل التوريث الذي سيورثكم الذل و الهوان أكثر مما نحن فيه الآن و يجعلكم تترحمون على هذه الأيام الغابرة التي نعيشها في غيابه السجون و المعتقلات و سلب الحريات (بطش ، وظلم ، ...سلب و نهب) لم تشهد مصر في أي عصر من عصور الاحتلال ، أو أي غزو بربري مثل ما نشاهده اليوم أصبح أعزة أهلها أزله أصبح العلماء وأساتذة الجامعات ، و المثقفون الحقيقيون خلف قضبان المعتقلات ،أما السفهاء و اللصوص و تجار الموت و تجار المخدرات ، و تجار الرقيق ، و تجار الأعضاء البشرية يتمتعون بحصانة القرب و الصداقة مع الحكومة تركتم كل هذا و أقمتم الدنيا و تشاجرتم على مادة غير معمول بها أصلا و لم تمارس إطلاقا فعلم تتنافسون ، و من أي شئ منزعجون !!!و تتركون بقايا الحكومة الفاسدة البائدة  لعنها الله و أنزل عليها سخطه و غضبه يعيثون في الأرض فسادا ..

أين كل هذا العفن و الخبث من التشريع الإسلامي ، الذي صوره لكم المنافقون و الطفيليون إنه سبب تخلفنا .الإسلام و شريعته براءة منهم .    

 حض النبي صلى الله عليه و سلم  على التسامح وحببه إلى المسلمين بقوله و فعله قال صلى الله عليه و سلم: ( من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) و لم يسعني المقال لسرد آلاف الأمثلة على سماحة الإسلام. من أجل ذلك قالوا الإسلام هو الحل و كان المقصود بها الإسلام الحقيقي، و الشريعة الحقيقية و ليست إسلام بلادنا الذي نراه من عري و فساد و اضطهاد و اعتقال و مصادرة أموال و حجزها و المنع من تصرف أصحابها فيها  و تشجيع البلطجة و البطالة بمحاربة المستثمرين و أصحاب المشاريع التي تساهم في اقتصاد البلد .

الأولى بهم ثم الأولى أن يدافعوا عن حق المواطن المصري سواء كان مسلما أو مسيحيا من القهر و الذل و القمع من فلول و زيول الحكومة عدوة الشعب .

الأولى بهم أن يطالبوا بتطبيق الإسلام و الشريعة الإسلامية الحقيقية من الكتاب و السنة بدلا من حذفها و نحن أصلا لا نعمل بها و لم نجربها جربوا الإسلام ثم اعترضوا .