[داعش] – كيف نشأت وقويت؟ ولماذا؟

عبد الله خليل شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لاتزال [ داعش]- أوالدولة الإسلامية في العراق والشام .. تستقطب الإضواء والإعلام والأخبار ..

 وباختصار : ما هي إلا صناعة أجنبية مشبوهة -أمريكية أو غيرها– كما اعترف أحد عميلي أمريكا اللذَيْن ساهما في دفعها  للظهور ..وتقويتها بمختلف الوسائل .. حتى تضخمت كوحش يكاد يأكل صانعيه !!

وقد سبق أن كتبنا  عن داعش وعلامات الاستفهام حولها ..في أكثر من مناسبة وموضوع..وذكرنا أول نشأتها أن العميلين [ بالعراق والشام= المالكي وبشار] أطلقا بعض السجناء الجنائيين والإسلاميين الذين استعدوا للتعاون معهما.. وانضموا إلى داعش التي أعلنت أول الأمر أنها تابعة للقاعدة ..فلما أمرهم الظواهري بالانحسار إلى العراق ..والانسحاب من جبهة الشام وتركها لأهلها .. رفضوا الأمر ..وقالوا  [ نحن أعلم بظروفنا]!  ثم اصطدموا مع [ جبهة النصرة ] التي هي فرع القاعدة في الشام كما لاحظت أمريكا مبكرا وسلطت عليها أضواء الاستهداف!

..وقد أوردنا تصريحين لقائدي العصابتين ..كان لهما أكبر الأثر في خدمة بشار وعودة قوته بعد أن كان نظامه يترنح وعلى وشك السقوط وقواته منهكة متراجعة في معظم الجبهات!..فما كان من [ البغدادي ] الا أن هدد بهدم [ ضريح زينب] .. فسبب استقطاب الشيعة في العاالم وتوافدوا لحماية الضريح ..وصار قتالهم عن عقيدة ..بعد أن كان كثير من أهالي قتلى حزب الله يتذمرون ويتساءلون هل الموت في سبيل المحافظة على عرش بشار شهادة ! ؟ فحول [البغدادي ] قتالهم إلى قتال عقائدي مما رجح كفة بشار وأمده بأمداد كبيرة !!

أما الجولاني قائد عصابة النصرة .. فقد أكد التصنيف الأمريكي واعترف بتبعية تنظيمه للقاعدة .. مما ألب العالم الخارجي على الثورة السورية التي كانت تحاول [ ستر عورة النصرة ] تجنبا لاستقطاب عداء الخارج .. ..مما جعل الغرب يتجاهل إمداد الثوار بأية أسلحة فعالة ..وخاصة أسلحة المقاومة الجوية ..ويرفض حتى الآن- بالرغم من إلحاح تركيا – أن يفرض مناطق آمنة وممرات إنسانية للدواء والغذاء وحتى يتوقف اللجوء السوري لدول الجوار بالملايين ..مع ان لبنان منعت دخول المهاجرين جميعا وليس الفلسطينيين فقط ..والأردن قللت قبول المهاجرين ..وظل افلسطينيون ممنوعين – كأن لديهم حصانة من الموت!

وواضح تماما – منذ زمان أن ما يسمى المجتمع الدولي [ الكفرة الفجرة كما نسميهم!] ضد ثورة الشعب السوري ..ولكنه يريد دوام استنزاف بين الطرفين وفي المنطقة لأن كل ذلك يصب في مصلحة الدولة اليهودية = سبب وسر معظم المصائب والكوارث التي تحل بهذه المنطقة ..ولا بد من استئصال أصل الداء وأس البلاء !!

ومن أسباب ظهور ونمو وقوة [ داعش]  حسب الاستقراء من بعض الوقائع والتصريحات:

من اسباب ظهور وقوة داعش :

1-الإجرام الوحشي البالغ في تعامل نظام[ الجحش ] في سوريا مع الشعب السوري الذي ظل شهورا يطالب بالحرية والحقوق بمظاهرات سلمية ..ولم يستعمل سكينا ولا حتى حجرا ضد قوات بشار التي كانت تحصد المتظاهرين بالعشرات ..وتقابل الورود بالرشاشات والمدفعية ..وتقتل حتى مشيعي الجنائز!,. وقد سبقأنصرح (داود أوغلو) الرئيس الحالي للوزارةالتركية – حين كتان وزيرخارجية في حكومة أردوغان ..أن داعش من إنشاء نظام بشار!           وكان الثوار يشتكون – في أوائل الثورة أن تنظيم البغدادي كان يحتل ما يحررونه من حكم بشار ..ولا يتعرض لقواته ..وقواته لا تتعرض للتنظيم مع قربها من مواقعه أحيانا..وأهم من ذلك كله ..أن الطيران الجحشي لم يكن يهاجم مناطق سيطرة داعش -!

2- كما صرح مسؤول إيراني كبير .. سب الصخابة ..والاحتفال بوفاة عمر بن الخطاب وأمثال ذلك من مظاهر كراهية صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته زوجاته المطهرات وأهلالسنة بعامة واستهدافهم بحقد همجي!..إلخ ..فقام داعش بدعوى الدفاع عن السنة ..ودفع تطرف بعض الشيعة وشتائمهم للصحابة ..لانضمام كثيرين من أبناء السنة للتنظيم !

3- السلوك الطائفي المتطرف لعصابات الروافض في العراق وغيرها.. وحربهم الهمجية لمناطق السنة وتفجير ونهب مساكنهم ومساجدهم وقتلهم وتهجيرهم بالجملة بحجة أنهم من تنظيم الدولة – وذلك لإخلاء المناطق السنية وتغيير النسبة السكانية والتكوين الديمغرافي ! فلم يجد كثير من المظلومين والمطاردين سبيلا للانتقام –أو العيش إلا بالانضمام لتنظيم الدولة والذي يزداد التعاطف معه في كثير من الأوساط ..نتيجة الإجرام الطائفي والتحالفي ضده وضد السكان المدنيين – وخاصة السنييين!!

4- القمع الإجرامي في بعض الدول الدكتاتورية والقمعية كمصر ::مما جعل تنظيم بيت المقدس .. يتحول إلى ولاية سيناء التابعة للخلافة الإسلامية وكان الإجرام الفظيع الذي ارتكبه السي سي في سيناء ورفح ..من أهم دوافع انضمام كثير من الموتورين وضحايا الظلم الموسادي السي سي!..إلى ولاية سيناء ..التي من المتوقع تصخمها ..وقد تكون نهاية السي سي ونظامه الموسادي على يدها!   وقل مثل ذلك في نيجيريا وأزبكستان وغيرها ..فحيث يكون  الطغيان تكون داعش كما قال الغنوشي!

من أهداف إنشاء التنظيم ..وإعلانه الخلافة !:

1- مبرر لغزو صليبي صهيوني لمناطق من العالم الإسلامي وإبادة ما يمكن من المسلمين – خاصةً السنة – الذين تعمل أدوات أخرى لإبادتهم وتدميرهم في أكثر من ميدان ومن موقع ..في أفريقيا وآسيا [ بورما – بنغلادش – أفغانستان – تركستان – كشمير- أفريقيا الوسطى – القرن الإفريقي- أنغولا- ليبيا - مالي – نيجيريا - إثيوبيا ..إلخ]! وهم يقولون إن الضربات الجوية [ وهي للعلم مدفوعة الثمن اضعافا ] لن تحسم أمر داعش ..وسيستمر الصراع سنوات ..أي يظلون يقتلون من المسلمين عشرات يوميا .. على مدى سنين لا يعلمها إلا الله!

2-تكريه الناس – حتى المسلمين – في الإسلام والخلافة الإسلامية ..التي تشوه  [ داعش ] صورتها بتصرفاتها الهمجية والتي تنسبها للإسلام ..وهو منها براء!

وها هم يعلنون الحرب على القبور والأموات ..!

3-تحذير لكل من يفكر بالعمل لإقامة نظام الخلافة الذي يجمع المسلمين ويوحدهم ويعيد عزتهم ومجدهم..وهو طموح لمعظم المسلمين..وقد صرح الرئيس الأمريكي أول الغزو – أو قبله بأنه لن يسمح بقيام خلافة !..,هذا ما يتوعدوننا به بغاراتهم الوحشية التي لا تفرق بين طفل ومسلح! فالصليبيون والصهاينة بعد ان نجحوا في إسقاط الخلافة قبل تسعين عاما ..ومزقوا تركتها وتقاسموها ..ثم كرسوا التجزئة وقدسوها ..وألقوا بين أجزائها كثيرا من الخلافات والمشاكل التي يثيرونها عند اللزوم- حتى لمنع توحد قطرين ..بل إنهم ندموا على أن لم يكن التفتيت أكثر وهاهم يحاولون زيادة التمزيق بتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت- كما يقولون!- نقول منذ جريمة إسقاطهم الخلافة ..وهم في يقظة تامة واستنفار دائم ..حتى لا تعود الخلافة ..ولا تقوم للإسلام قائمة ..وها هم يسمون الإسلام السياسي ويعملون ضده ويحاربونه بأشكال مختلفة !

ولربما إذا وصل التحالف الإمبريالي ثمانين دولة وجهة .. ازدادت مصداقية الدولة وتعزز موقفها ..لورود أحاديث صحيحة تشير إلى ذلك ..مع أن الدولة تتوعد بموقعة مرج دابق الواردة في الأحاديث الصحاح ..تأييدا لموقفهم..وأكثرهم لا يرون أنها حرب استنزاف صليبية للأمة الإسلامية – على اختلاف الآراء والمواقف والمواقع! 

4 – زيادة تمزيق وتخلف العالم العربي والإسلامي – وخصوصا حول الدولة اليهودية ليحاولوا إعطاءها المزيد من الاستقرار والقوة والبقاء ولتأخير سقوطها وزوالها الحتمي !

5- لينعشوا اقتصادهم ..وخصوصا كارتلات السلاح الذين يثيرون الحروب ويهلكون البشر ليبيعوا أسلحة ويربحوا ..وكذلك يفرضون أثمان تدخلهم[ يقتلوننا وياخذون على ذلك أجرا!] ويلزمون الدافعين بما يفرضون ! وها هي حضارتهم التي تقوم على خراب ومآسي غيرهم..كما يخترعون الأمراض الخطيرة والمعدية كأنفلونزا الطيور مثلا ليبيعوا لها دواء بالملايين ويربحوا من الآخرين [الجوييم]!