تأوُّه على شجرة القينوسي

وأجيالها من شجر معمر

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

تعدُّ شجرة القينوسي الواقعة غربي بلدة سموع اربد والى الجهة الجنوبية من الطريق المعبد بين بلدتي السموع وجنين الصفا من أقدم شجر الملول في بلاد الشام، ويقال سميت نسبة لرجل صالح يسمى القينوسي ، وقد كانت نقطة مرجع للناس من مكان بعيد لمساحة ظلالها الممتدة على قدر غير بيت شعر مثمن وازيد وكان ارجوحة للراغبين من الاطفال وكانت نقطة استراحة للتمتع بمنظرها وافيائها وكان يباع تحتها الفقوس والخضار والفواكه مما يقطفه اهل تلك القرى المحيطة بها ، وكانت موقعا انتخابيا لبعض المرشحين من لواء الكورة كان ذلك وقد حضرته سنة 1997م ، وقد كثر الزيف تحتها و"خرط الكوسا "في ما يقال منه ان المرشح اذا نجح سيعيد فلسطين لاهلها دون تردد ، ومنهم من عرض برنامجه الانتخابي، ووعد  بتعيين مئات العاطلين عن العمل وتزويج الايامى والمساكين ، ومنهم من وعد بان يرفع لواء الكورة محافظة لقلة المحافظات في الاردن ، وكنت ارى ساعتئذ ان ورقها دائم الخضرة بدأ بالصفرار ولا ادري امرض من الزيف والتهريج  ام ممن  زاد في كذبه حتى انحقت خضرتها  " وطق قلبها "ويبس ، ولعلَّ نظرة من موقعها  باتجاه  الجنوب على زاوية 180 درجة ان  ترى رفيقة لها  كانت  تزهو بخيالها وتتباهى شاقة بكبريائها عنان السماء اأعني شجرة برقش، و هي اذا انعمت النظر فيها  ترى ثلاث شجرات كبارا معمرات هي شجرة الحاوي الى الجهة الجنوبية الغربية منها ،كانت جارة لمنزل المرحوم الحاج محمد صالح ابو نُور الربابعة، وكانت تشكل ضلعا لمثلث متساوي الساقين، مع شجرة مثيلة لهما تسمى شجرة السراجي الى الحهة الجنوبية الشرقية من شجرة برقش، وقد حرقت هذه الشجرة في ما يقال عمدا ، وحول شجرة برقش محميات لغزلان يقال اعيدت الى موقعها في براري خضر مغطاة بوارف البلوط دائم الخضرة ،  واذا نظرت الى الجنوب 180 درجة تقريبا كان يقع نظرك على شجرة "مقداد "شمالي الطريق المعبد بين ارحابا وبلدة اجديتا ،واظنها كانت من ممتلكات العميد الركن المتقاعد علي عوض علي ملحم ، ومن شجرة مقداد كنت ترى قلعة عجلون كما يمكن ان ترى ،القلعة من قمة جبل برقش ايضا ، وكنا في بلدتنا "اجديتا" نرى شجرتين من النوع نفسه شجرة على راس المطل قرب مدرسة ثانوية للاناث ،والشجرة الفقيرة على طريق اجديتا الخلة قرب منزل المقدم المتقاعد صالح احمد سليمان ملحم،  وقرب  موقع  السكن الكريم، وكان يُعلَّقُ عليها خلعٌ خضر،فسميت الشجرة الفقيرة ، ويقال مثله عن شجرة راس المطل قرب طريق اجديتا وادي الرمان ـ  المفحمةـ الحاوي ، وكانت تسمى الفقيرة ربما لاعتقاد بعض الناس بكرامة بعض الصالحين، ممن تفيؤوا ظلالها والحديث طريف عن شجر معمر أدركناه ورايناه وتفيَّأنا تحت ظلال بعضه، واشتوينا بعض بلوطه كنا نسميه "البلوط العقابي "فسبحان من قدَّر على هذا الشجر المعمر بالموت بعد ان سبح لله كثيرا ، ورحم الله من زرعه ونسال الله ان يهيَّأ للراغبين بزراعة ذاك النوع من الشجر حتى نقول مات الجد فاستبشروا بحفيده والله الموفق