الشعب الفلسطيني مع قيادته في ميدان التحرير
الشعب الفلسطيني مع قيادته في ميدان التحرير
د. عصام مرتجى- غزة
[email protected]
لم تنظر الإدارة الأمريكية وربيبتها السرطانية "إسرائيل"
للمصالحة الوطنية الفلسطينية كما نظر لها كثير من الأمم والدول الأخرى. فقد رأوا
فيها خروجا صارخا عن النص. وأن ما تم هو عبارة عن تخندق الفلسطينيين خلف قيادة
واحدة في حرب مفتوحة مع الاحتلال ومكوناته .
- إخفاء النص المقتبس
-
لم تمر الإدارة الأمريكية ولا الصهاينة عن كلام السيد خالد مشعل
مرور الكرام حين قال " لقد أعطينا للسلام 20 عاما ويمكن أن نعطي إسرائيل فرصة لكنها
تريد كل شيء تريد الأرض وتزعم أنها تريد السلام ... و نريد الاستعجال منذ هذه
اللحظة الصعبة لتحقيق المصالحة لكي نتفرغ لمشروعنا الوطني وترتيب بيتنا الداخلي في
إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ونريد أن تكون لنا قيادة واحدة ومرجعية
واحدة لأننا شعب واحد".
لقد فهم الأمريكان والصهاينة أن هذا الكلام وأن ما حدث في
القاهرة هو اصطفاف خلف الرئيس عباس في الاشتباك السياسي مع الأمريكان والصهاينة ،
وأن الرئيس عباس قد نزل إلى ميدان التحرير مع قيادات الشعب الفلسطيني ليسقط
الانقسام ويسقط الاحتلال ويسقط الفيتو الأمريكي الأسود في آن واحد.
وبهذا فقد فهم الأمريكان والصهاينة أن القيادة الفلسطينية تقول
لهم لحد هنا وكفاية. فإما التحرير وإما الثورة المفتوحة والشعب مع قيادته الموحدة
هم الآن في ميدان التحرير، والشعب مع قيادته الموحدة سائرون نحو الحرية والدولة أو
المواجهة مع الاحتلال ومن يقف مع الاحتلال. فالسلطة الوطنية الفلسطينية ليست نهاية
المطاف في كفاحنا؛ وهي أدني من حقوق شعبنا بكثير. ولن يبقي حق شعبنا في الحرية
والكرامة مرهون بعائدات الضرائب التي تسرقها دولة المحتل وتحتكر بها اقتصادنا، ولا
بالمنح الأمريكية والأوروبية المشروطة بسحق كرامتنا وضياع حريتنا.
لقد نجح السيد الرئيس عباس بتسديد ضربة موجعة للصهاينة
بالمصالحة، واستطاع أن يسجل أهدافا نظيفة بهذا الاصطفاف المشرف لقيادات الفصائل خلف
قيادته الحكيمة والرشيدة.
ونحن الآن نصطف بمختلف فصائلنا وأفكارنا وطموحاتنا خلف قيادتنا
في ميدان التحرير الفلسطيني، نقول للأمريكان وللصهاينة ولفراعنة هذا الزمان افعلوا
ما شئتم ... واقطعوا ما شئتم .... وصلوا ما شئتم .... واقض يا فرعون ما أنت
قاض ...
فان فلسطين أكبر من منحكم وهباتكم "المشروطة"، وقد بذلنا
لفلسطين فلذات أكبادنا وأفنينا لأجلها أعمارنا، فلن تسرقوا منا كرامتنا حتى لو
سرقتم قوت أطفالنا وسرقت أموالنا ... فلسطين أكبر من سلطة تحاصروها بحواجزكم
وتبتلعوها بمستوطنات تسكنون فيها شذاذ الآفاق من الموقوذة والمتردية والنطيحة وما
أكل السبع من بقاع العالم تجيئون بهم من خرائب الدنيا لفيفا ليستوطنوا في حظائر
بشرية فوق أرضنا المسروقة .....
لن يبقى الاحتلال بوابة عبورنا للعالم، ولن تبقى حواجزه ومعابره
تحتجز حليب أطفالنا وتجبي الضرائب عن خبزنا وطحيننا وملابس أهلنا .... لن نبق ننتظر
في طوابير خلف حواجزكم أيها المارون بين الكلمات العابرة ...
فلسطين أكبر منا جميعا .... ولأجلها نحن نصطف جميعا موحدين مع
القيادة ... خلف الرئيس عباس نازلون لميدان التحرير لنقارعكم ونواجهكم ... ونحن
باقون وسيسقط الاحتلال ... باقون وسيسقط الفيتو الأمريكي الأسود ... باقون والحرية
قادمة.