كيف تصنع دكتاتور
كيف تصنع دكتاتور..!؟
ميلاد السوقي
أذا جزمنا في بداية الحديث بأن الانسان في فطرته طفل صغير وديع وإن هذا الطفل موجود في أعمقنا السحيقه ,وأذا اعتقدنا بأن نفس الانسان أماره بالسؤ ...فسوف نصل أنا وأنت الى نتيجة بدون عراك ...!ولكن عندما ترتسم في جمجمتك صورة لدكتاتور ما مثل هتلر او موسيليني اوالقذافي فمن الصعب أن أقنعك بان في داخل هولاء الاشخاص قطعة سكر وإن قمت بتحريكها لخمسين عام فلن تدوب أبداً ,ولكن للأسف هذه هي الحقيقة فالانسان بطبيعته صراع قائم بين النفس والمؤروث اوالبيئة من حوله فما وجد الانسان الا لكي يؤثر ويتأثر بالاخرين فنحن ولو كنا ضعاف سوف نؤثر في غيرنا تأثير كبير تماماً مثل الرقم صفر وهو لا شئ يذكر او قيمة سلبية كما نراها ولكنها أذا تحركت الى اليمين أثرت تأثير كبير بالرقم الذي يليها فيصبح 10..او 100 وهكذا.. ما أريد أن اصل إليه هو إنك عندما تقوم بالنفخ في قطعة النايلون الصغيرة سوف تتحول الى بالون كبير حتى وإن كان داخله فراغ وهواء الا أن مظهره سوف يكون كبير ...وهذا بالتحديد ما تفعله الشعوب برؤسائها ..تهتف لهم باروح والدم نفديك يا قائدنا يا زعيمنا يا ملكنا .. أنت والله وبس ...يا مخلصنا ...يا معلمنا , وكما تقول النظرية العلمية (ما تكرر تقرر) وأنت تكرر على مسامعه بالهتاف والاغاني والشعارات والاشعار وحتى الابتسامات وحين يمر موكبه من أمامك تحاول وتقاتل لكي تلمسه وكأنه سوف يبرئُك من البرص او يحيك من العدم حينها سوف يشعر هو نفسه بأنه صار عيسى المسيح لانك أنت من أعطيته هذا الشعور والغريب في الامر هو أنك أنت نفسك سوف تصدق بأنه المنجي المخلص الوحيد لحياتك وبالتاكيد أنت سمعت شعار الصقر الوحيد وكأن كل الناس وأنت منهم أصبحت بوم او عصفور صغير ,لهذا الدكتاتور هو شخص مثلي ومثلك ولكن البيئة التي من حوله هي من حولته الى ذلك والبطانة هي من تزيد في تأكيد بأنه دكتاتور فعندما تقول لرئيسك في العمل( يا بيه أي خدمه يا ريس أوامرك على رأسي) وماشابه من هذا الريا والنفاق حينها لا تستغرب أذا طردك من الشغل مستقبلا أذا لم تنحني له تحيةُ في الصباح وإن كنت مجتهد في عملك لانه حينها لا يهمه او لا يريد من هو مجد في الشغل بل من هو الذي يستطيع أن يرضي غروره الى أقصى حد...حتى أنك مع الزمن تلصق به القاب وصفات ربوبية احياناً وعندما تشح هذه الصفات سوف تبحث له بالقاب غير متكرره لكي أنت نفسك تلفت أنتباهه...ويمكنك أن تجرب ذلك مع أبنك الذي هو من صلبك دلعه أعطه ما يريد لا تعاقبه أذا أخطاء وأنتظر قليل من الزمن وأنظر الى ماذا سوف يتحول...؟ هذه هي المشكلة أو المصيبة أين الحل.......؟
الحل من البداية يجب أن تتعامل مع رئيسك في العمل او المؤسسة من خلال عملك لا قولك ...وعلى الشعوب أن لا تقوم برفع وتعليق صور لرؤسائها في الميادين ,وعدم الهتاف لهم ولا كتابة الاشعار والاغاني لأرضى غرورهم وأعتبارهم فقط موظفون لدى الشعب فرئيس الدوله هو موظف لديك أنت لمدة زمنية محدودة لا تجبرك أنت لتملقة هو لانه ألتصق بكرسية يجب عليه هو أن يخدمك بجد وأمانة وتملق لك لكي ترشحه أنت مره ثانية لكي يخدمك ولا يجب أن يبقى أكثر حتى وإن كان أمين مجتهد لان الدكتاتور الصغير في داخله سوف يستيقظ, أم بالروح والدم نفديك يا رئيسنا فلا ...فهو لديه موظفون مكلفون لحمايته من إجلنا نحن الشعب لا من أجل روحة النفيسة فروحة عندنا تمام في قداستها مثل روح الذي يجمع القمامة هذا لكي يجعل مدينتنا نظيفة وذلك لكي يسير أمورنا العامة.
ملاحظة..
كتب هذا المقال بسبب بعض الممارسات التي تقام في بعض المدن المحرره من هتاف لأشخاص معنيين والغناء لهم نعم من لا يشكر الناس لا يشكر الله مثلاَ شكراً لفرنسا لأعترافها بالمجلس الوطني وليس الشكر (لساركوزي) وشكراً جداً لقطر وليس (للشيخ حمد مع الاحترام ) حتى أني سمعت جمهور يغني( حيه خليفة حية خليفة ...بنغازي ما جابت كيفة)لا بنغازي جابت كيفة وافضل منه ( 17فبراير) رغم أن الرجل نفسه لا يرضى بهذا الهتاف الا إننا لا نريد أن نصنع دكتاتور في المستقبل فهكذا بدأت الدكتاتورية .