لا مبارك علي المصالحة
أحمد عدوان
بعد سقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بدأت مصر تنفض عن جسدها الغبار السياسي والتهميش المتعمد والعزلة التي أسكن فيها ذلك النظام، مصر حتى أصبحت عجوزاً مترهلة مفرطة السمنة لا تملك علاجاً داخليا ولا خارجياً وكأن علي رأسها ورقة المصالحة الفلسطينية التي كانت تستخدم للي ذراع فصيل وتغليب المصالح الضيقة علي المنظور العام
وفي حين كانت إسرائيل هي الحلقة الأقوى وفي موقف الهجوم دوما في عهد الرئيس المخلوع كلما أقترب الأشقاء الفلسطينيين للصلح ، تجد نفسها اليوم بدون مبارك الحلقة الأضعف بردود أفعال وتصريحات لا ترتقي أن تصدر من دولة تعتد نفسها ضمن أقوي ترسانات العالم
أن التوتر الإسرائيلي يتسارع وصدمة إسرائيل من الشوط الكبير الذي خاضه المجتمعين في القاهرة كان بمثابة الصدمة ، ويبدو أن أختيار التوقيت للوصول إلي اتفاق بين الطرفين يحمل الكثير من المغانم السياسية والخروج من الكثير من المأزق عند فتح حماس
ومن هنا فأن الاتفاق والبدء في تنفيذ إنهاء الانقسام سيفتح أبوابا كثيرة للإصلاح وعلي رأسها أصلاح منظمة التحرير لتضم الجميع وتوحد الصف الفلسطيني لمواجهه المطامع والسياسات المضادة من الخارج
التركيز والتساؤل عن توقيت الاتفاق والمكاسب السياسية لفريق علي الأخر لن تخدم قضية المصالحة في شئ أنما القضية الأهم هي تكثيف الجهود لإنجاح المصالحة من خلال الإسراع علي الاجتماع المرتقب أخر الأسبوع وتمهيد النقاط المعقدة و لأجل الشعب الفلسطيني الذي ينتظر من قياداته الكثير ولا نريد أن تطغي التهديدات الصهيونية الأخيرة علي أمال الشعب الفلسطيني الذي خرج اليوم فرحاً احتفالا برؤية طرفي الصراع علي طاولة الصلح
أخيرا الحقيقة أنه لا مبارك علي المصالحة والاتفاق عليها أن لم تعي خطورة الوضع الفلسطيني الراهن ولم تضع الشعب الفلسطيني علي سلم أولوياتها وبعيد عن مطبخ و خلطات مبارك وبهارات إسرائيل ستكون أجواء الاتفاق أكثر ميولاً إلي الكفة الفلسطينية التي كانت منقوصة في عهده،ومن هنا فأن واجب كلا من المجتمعين أن يعملوا علي تغليب المصلحة العامة لكافة الشعب الفلسطيني فقد آن الأوان أن يستنشق أحرار غزة والضفة والأسري طعم الحرية.