كلااااا غزة لا تغدر بمحبيها

هنادي نصر الله

[email protected]

غزة تغدرُ بمحبيها.. آخر المعروفِ في عُرفها فاق ضرب الكفوف ليصل حدِ الإعتقال ثم القتل والإعدام... غزة تمسكنتْ ونجحتْ في استقطابنا نحوها وبعد أن تمكنتْ من حبنا وغرقت في بحر حناننا وتضامننا معها.. غزة تنكرتْ للإنسانيةِ فقتلت زميلنا" فيكتور أريغوني" ..!!

" أريغوني" قال للإحتلال الإسرائيلي من عُرض البحر " اقتلوني لن أُبالي وسأبقى أُبحر نحو غزة" قال ذلك وأكثر وهتف بملء إرادته وحنجرته وأعلى صوته حرة غزة وفلسطين" قالها بلغته وأسمعها للعالم أجمع" free free Palestine

قالها بعد أن خط على وريده بوضوح خارطة الوطن واسمه؛ أبعد هذا تقتله غزة؟!

تساؤلاتٌ أراد قتلةُ المتضامن الإيطالي المغدور فيكتور أريغوني أن تُداهم عقل كل متضامنٍ يهم في الوصول إلى غزة، هم أرادوا خلط الأوراق وإرسال رسالة للمتضامنين بآلا يأتوا إلى عالم القتلة..!! هكذا أرادوا أن يُشبهوا غزة، اشتهوا قلب الحقائق والموازين فغزة متجبرة مستبدة ولم تكن في يومٍ من الأيام ضحية ومظلومة، بدليل أن القاضي الدولي ريتشارد غولدستون أبدى ندمه على تقريره وقال إنه لم يُحطْ بالوقت الكافِ والمعلومات التي بدت متوفرة وواضحة له الآن أكثر من ذي قبل..!!

كلُ هذا الخلطِ وراؤه احتلالٌ لم يأل جهدًا من طمسِ صورةِ غزة البيضاء؛ عتمةٌ وتشويهٌ لها، وتهديدٌ بالقتلِ لكل من لا يُصدق دعايته السوداء ويُصر على مصافحةِ أهل غزة البسطاء في كل شيء إلا في الكرامة والكبرياء وإكرام الضيف ورعايته...

على ما يبدو فإن التهديد بقتلِ كل متضامنٍ يسعى لأن يصب تضامنه وإنسانيته وتعاطفه مع أهل غزة، قد تطور وتعدى مرحلة التهديد الإسرائيلي في عُرض البحر؛ بل سجل خرقًا استراتيجيًا ربما لم يكن في حسبان الحكومة في غزة أو لجان فك الحصار أو حتى حركة التضامن الدولي العالمي، إذ أصبح  القتل مصير كل من يرغب في الإقامةِ بغزة ليجعل من ناسها الفقراء والمضطهدين في مصدر رزقهم كالصيادين والمزارعين وغيرهم أهلاً وأقارب له، عليه أن يحترس فالقتل سيضع حدًا لتمرده على قرارات الإحتلال الذي قال مرارًا له ولغيره" غزة منطقة مغلقة وإقليم متمرد لا يصح أن تدعمه" وإن لم تفهم الدرس سنقتلك كما قتلنا أريغوني، سنقتلك بأيدي فلسطينية؛ لتجتاحك الندامة من أنك أردت خيرًا لهم فأحاطوك بالشر وأبشع الشر " القتل" عندها ستبدي ندمك وسنرد عليك" راحت عليك" !!

شراسةٌ يُبديها الإحتلال في المكر والمكيدة والوقيعة بين غزة ومتضامنيها، هو يُريد أن يُفرق أحبابها عنها؛ ولكن بوسيلةٍ أكثر ذكاء يخرج منها رابحًا مستفيدًا... إذ عليه أن يضربهم ببعض، محدثًا بذلك فتنةً داخلية واضطرابًا في الأمن والأمان وزعزعةً للأمور، وضربًا لأوراق الإنسانية بالسياسية، في وقتٍ تطالب فيه حماس والحكومة وأهالي ضحايا حرب غزة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وحقوق الإنسان بالتدخل لحماية تقرير غولدستون من الضياع والتزييف والإبتزاز الإسرائيلي بل وتطالب فيه بالإسراع في عملية إعمار القطاع، كل هذه المطالبات يُريد الإحتلال آلا تلقى آذانًا صاغية من كل إنسانٍ في العالم قد تُسول له نفسه بأن يكن لغزة وأهلها أي ذرة تعاطفٍ أو احترامٍ أو محبة... فهل يعي المسئولين الدرس إذن؟!!!