يا شام.. هبت نسائم الحرية
مؤمن مأمون ديرانية
الحمد لله.. الحمد لله كثيراً..
يا شام.. يا شام.. في القلب أنتِ..
اهتفي: الله أكبر.. الله أكبر فوق الطغاة والجبابرة..
يا أرض الشام المباركة.. بأرضها وسمائها.. وكلّ مدنها وقراها.. وكلّ ذرّة من ترابها الطاهر.. وكلّ فرد من أبنائها الأحرار..
بزغ الفجر، بعد ليل طويل..
وجاء يوم الحرية، بعد سجن مرير..
وحانت ساعة العدالة..
* * *
هذه بعض الحكايات القديمة والجديدة..
في سنة 1975 اختُطف في بيروت خليل مصطفى بريز، ضابط استخبارات الجبهة السورية أثناء حرب 1967، ليختفي عن الأنظار في أقبية سجون النظام السوري ثلاثين سنة، دافعاً ثمن الحقيقة التي نشرها في كتابه "سقوط الجولان"، الذي وثّق الخيانة الكبرى وتسليم الجولان لليهود دون مقاومة عندما كان حافظ أسد وزيراً للدفاع. واستمر نظام حافظ أسد، بعد أن دفن الشاهد الرئيسي على تسليم الجولان، يملأ الأرض بشعارات المقاومة، دون أن يطلق رصاصة واحدة على اليهود من الجبهة السورية، خمسة وثلاثين سنة أخرى.
وفي الرابع من آذار سنة 1980 عُثر على الصحافي اللبناني المرموق سليم اللوزي صاحب مجلة "الحوادث" مقتولاً، بعد تسعة أيام من اختطافه على يد رجال النظام السوري على طريق مطار بيروت، وقد سلخت ذراعه اليمنى التي كان يكتب بها وتُركت عظماً بلا لحم وحُرقت أصابعه الخمسة بالأسيد حتى اسودّت بأيدي جلادين امتلأت قلوبهم حقداً. وكان سليم اللوزي قد انتقل بمجلته "الحوادث" إلى لندن في السبعينيات هرباً من إرهاب النظام السوري الذي حلّ جيشه في لبنان يكتم أنفاس أهله كما كتم أنفاس أهل سورية، وأصدر عدداً خاصاً من مجلته بعنوان: "لماذا يكذب النظام؟". ولا يخفى على أحد من هو النظام الأكثر كذباً في التاريخ، إنه نظام حافظ الأسد. لكن سليم اللوزي عاد إلى لبنان ليشهد دفن أمه المتوفاة فكانوا له بالمرصاد وفعلوا فيه ما فعلوا، واستشهد كاتب "لماذا يكذب النظام؟" على يد النظام الكذّاب. واستمر النظام يكذب ثلاثين سنة أخرى.
وفي نفس الشهر سنة 1980 حاصرت القوات الخاصة للنظام السوري مدينة جسر الشغور الشهيدة وقصفتها بالمدفعية، ثم اجتاحتها في العاشر من آذار وأعدمت نحو مئة من سكانها من الرجال والنساء والأطفال، ودمّرت وأحرقت ثلاثين بيتاً من بيوتها، وارتكبت فيها فظائع يندى لها الجبين. ولم تكن مجزرة جسر الشغور هي الأولى ولا الأخيرة في مسلسل مجازر نظام الأسد السفاح.
وفي السابع والعشرين من حزيران سنة 1980حصدت قوات رفعت الأسد ألفاً ومئة من السجناء السياسيين في سجن تدمر سيئ السمعة وهم في الزنزانات، في "عملية بطولية" لنظام "الصمود والتصدي" ضد مسجونين عُزّل، ودفنتهم في مقابر جماعية، وضنّت على عائلاتهم حتى بأسماء ضحايا المجزرة. كثير من الناس في سورية يبحثون منذ عقود عن ابن أو أب أو أخ أو زوج اختفى من زمن بعيد ولا يعرفون ماذا حلّ به وهل هو حي أم ميت. أُضيف ضحايا سجن تدمر إلى عشرات الآلاف من المفقودين في سورية. كانت تدمر رمزاً لحضارة مملكة تدمر القديمة التي نافست روما بحضارتها فصارت رمزاً لبطش مملكة الأسد الجديدة التي لا تعرف الحضارة. واستمرت أجهزة النظام في عملياتها "البطولية" ثلاثين سنة أخرى.
وفي السابع عشر من آذار سنة 1981 داهمت عصابة جبانة من مجرمي نظام حافظ الأسد دار السيدة بنان علي الطنطاوي زوجة المعارض السوري الأستاذ عصام العطار وابنة علامة وأديب سورية الشيخ علي الطنطاوي، في مدينة آخن بألمانيا، وقتلتها بدم بارد. كانت العائلة المطاردة تتوقّع غدر الغادرين وأخذت حذرها لكن المجرمين اقتادوا جارتها تحت تهديد السلاح لتطرق بابها ففتحت لها الباب، لتتلقّى خمس رصاصات غادرة منها اثنتان في رأسها واثنتان في صدرها، فسقطت شهيدة في الغربة التي فُرضت على عائلتها، على يد عصابة نظام الصمود والتصدي، الذي لم نر له صموداً إلا على شعبه، ولم نعرف له تصدياً إلا لمواطنيه الأسرى العزّل. واستمرّ نظام الأسد يختطف ويقتل ويعذب الرجال والنساء والأطفال ثلاثين سنة أخرى.
وفي شهر شباط 1982 دمّرت كتائب نظام الأسد "الوطني" بصمت مدينة حماة الشهيدة عن بكرة أبيها كما دمّر هولاكو بغداد ذات يوم، وسقط فيها نحو ثلاثين ألف شهيد من أبنائها في أيام معدودة، دون أن يسمع استغاثتهم أحد، أو يعرف العالم الخارجي شيئاً مما جرى فيها من أحداث مرعبة يشيب لها الولدان. لن يستطيع أحد أبداً ممن لم يشهدوا المجزرة أن يتخيّل فظاعة ما حدث، فهو أكثر من قدرات الناس على التخيّل. لم يفعل المغول ولا النازيون ولا اليهود ما فعله نظام الأسد في حماة الشهيدة. لم يكن هناك يومها إنترنت ولا فيسْبُك ولا قنوات فضائية.
وفي منتصف سنة 2008 ذُبح سجناء سجن صيدنايا في مجزرة أخرى على يد جلادي الأسد الصغير الذي لم يكن أقلّ وحشية من أبيه الأسد الكبير. ولأنها حصلت في زمن الاتصالات فقد أمكن الناس أن يشاهدوا ما لم يشاهدوه في مأساة سجن تدمر الرهيبة. شاهدنا ما يقطّع القلوب من مشاهد الأجسام الممزقة المقطّعة إرباً، وظهرت صفحات من كتاب الله وقد تبعثرت بين أشلاء الجثث ودنّسها القتلة، ثم رأينا مجرماً ساديّاً اسمه ماهر الأسد واقفاً على أشلاء الشهداء يتشفّى ويلتقط صوراً بهاتفه النقال، ولعله كان يهم بأن يشرب من دمائهم.
وبالأمس القريب اختطفت عصابات النظام أطفالاً من درعا الأبيّة لأنهم كتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام، فكان في هذا مقتل النظام، الغبيّ بامتياز. لم يعرف المجرمون الأغبياء أنهم بهذا يصنعون الثورة صنعاً ويؤججونها تأجيجاً. كان يمكنهم أن يرهبوا الناس بالقتل والسجن والتعذيب والترويع، لكن آخر شيء يمكن أن يسكت عنه أب أو أم هو أن يتعرض أطفالهم للأذى، قد يخاف الإنسان إذا هُدّد بالقتل لكنه لا يخاف إذا تهدّد ولده شيء من أذى. حتى الحيوانات لا تسكت عن أذى أطفالها، لكن عصابات النظام السوري ليست لديها مشاعر الإنسان ولا الحيوان بل هم دون ذلك بكثير. قتل اليهود أطفالنا ولكنهم لم يعتقلوهم ويعذبوهم، لقد فاقت عصابة الأسد اليهود بامتياز. وانتفض أهلنا في درعا الأبية.. وسرعان ما انتصر لهم بقية أهل حوران البواسل، واستجابت لاستغاثتهم مدن وقرى سورية كلها.. واندلعت الثورة المباركة..
هذه ليست كل الحكايات، فحكايات نظام الأسد أكثر من ذلك بكثير، وهو الاسم الجديد الذي تسمّى به آل الوحشي بعد امتلاكهم للسلطة، لكن كما قالت العرب "لكلّ من اسمه نصيب" فقد بقي الوحش وحشاً ولم يصبح أسداً بعد كلّ هذه السنين من تغيير اسمه، وأحفظ أيضاً من الصغر من أقوال العرب: "الحمار حمار ولو بين الخيول ربى".. حكايات هذا النظام تدمي قلوب الآدميين، لكن صانعيها لم يكونوا من الآدميين، بل لم يكونوا من الحيوانات، فالحيوانات المفترسة ومنها الأسد لا تقتل إلا لتأكل، وأولئك يقتلون ليرقصوا على جثث قتلاهم ويشربوا من دمائهم. إن عصابة الأسد عار على الإنسانية وعلى الحيوانات وعلى الأسود أيضاً. لم تُعرف بعد كلّ الفظائع التي حدثت خلال هذه السنوات الأربعين، وسيمضي زمن فبل أن تُعرف.
* * *
بارك الله في الشباب الذين بدؤوا هذه المسيرة ونزلوا إلى الميدان وهم بعد قلّة قليلة يطلبون الحرية.. ولا شيء غير الحرية، ويقابلون جنود الطاغية بصدور عارية يملؤها الإيمان، فغمرهم إيمانهم بالشجاعة والبسالة، والتفّت الأمة بأسرها حولهم تدريجياً.. وكانت درعا المجاهدة أول من لبّى النداء..
بارك الله في أرض حوران التي كانت أرض الملحمة، وفي درعا الصامدة التي كانت قربان الحرية وأمثولة الفداء وطليعة الثورة المباركة.. وفي كل مدينة وبلدة في أرجاء سورية لبّت نداء درعا واستغاثتها وخرجت جماهيرها تهتف "بالروح بالدم نفديك يا درعا".
سلمت الأيادي التي حرقت وهدمت تمثال الصنم في درعا، والأرجل التي مزّقت صورة الصنم في حمص، الصنم الذي جثم على صدور الأمة أربعين عاماً، يجبرها الجلادون أن تسبّح بحمده بدل أن تسبّح لله الواحد القهار.
كم أكره البصق وتعافه نفسي، ولكن بصقة المرأة الحرّة في وجه الرئيس الطاغية وهو في زينته وموكبه كانت عملاً حضارياً وبطولياً بكل المقاييس. أسأل الله أن ينجيها من قبضة المجرمين ويثبّتها في محنتها ويجزيها أجراً عظيماً. ليت شباب الثورة السورية يحصلون على اسمها ويصعّدون قضيتها في كلّ محفل ويطالب المطالبون بإطلاقها كما حدث مع سهير الأتاسي، وإلا غابت إلى الأبد، ونكون قد خذلناها.
واأسفاه على قناة الجزيرة التي كانت شريكاً وسنداً للثورات العربية، فخذلت اليوم مع الأسف ثورة أهل سورية الذين قاموا يطلبون الحرية مثل إخوانهم، ورضيت لنفسها أن تكون الشيطان الأخرس حتى سال نهر الدماء، فنطقت عندها ولكن على استحياء.
ورغم أن أبناء هذه الثورة لا يريدون لها وجهاً مذهبياً، وما زالوا يّمدون أيديهم لكل أبناء سورية المظلومين الذين يطلبون الحرية والعدالة، لكن هذا لا يمنع المراقب من الحيرة في شأن الذين كانوا يتشدّقون بالثورة والحرية ويتغنّون بالشعوب المستضعفة الثائرة، وإذ بهم اليوم صم بكم عمي فهم لا يعقلون. حزب الله الذي طالما طبّل وزمّر للشعوب الثائرة أصابته اليوم سكتة دماغية وهو يرى الشعب السوري يُذبح، ولا نريد أن نصدّق روايات تقول أكثر من ذلك. وإيران التي طالما أسمعتنا كلاماً عن ثورة المستضعفين والتصدي للاستكبار تقول اليوم أن القلق على ما يحدث في سورية غير مبرّر وأن عدد القتلى ليس كبيراً كما يشاع. سبحان الله! لنفرض أن عدد المقتولين أقل مما يشاع، هل ذلك يجعل القلق على قتل هؤلاء غير مبرّر؟ هل صارت دماء المتظاهرين السوريين الطالبين الحرية رخيصة عندهم إلى هذا الحدّ؟
لا نريد أن نسمع أحداً يدافع عن النظام ويبرّر دكتاتوريته وظلمه واستبداده بأنه صاحب مواقف وطنية، فمن جهة قد رأينا في مواقفه الوطنية جعجعة ولم نر طحناً، ومن جهة أخرى لم تعد الأمة تقبل الاستبداد من أي نظام مهما تاجر بقضاياها وجمّل صورته بلوحات وطنية، فسحْق الأمة وقمْعها ليس من ضرورات الوطنية. وتكفينا عصور عبد الناصر وصدّام حسين والأسد والقذافي أنظمة بوليسية أشبعتنا شعارات وطنية كاذبة وقتلت الأمة وأرهبتها وقمعتها باسم الوطنية.
كم تحمّلت الأمة من الاسطوانة المشروخة للنظام السوري بخطاباتها الوطنية الخالية من المضمون التي أساءت للخطاب الوطني عموماً بما صار يحمله هذا الخطاب للنفوس من نفاق ومشاعر الخديعة والإحساس بالتقزّز.
كم سئمنا الروايات المكذوبة الفجة التي يعيد فيها النظام رواية الأحداث الحقيقية، وسئمنا التمثيليات الرخيصة التي يخرجها النظام إخراجاً رديئاً ليبرّر فيها جرائمه. وكما وصفها أحد كتاب "القدس العربي" بأنها كانت دوماً تدعو للسخرية لكنها اليوم تدعو للقرف والاشمئزاز. لقد تطور وعي الأمة كثيراً منذ أخرج نظام عبد الناصر مسرحية المنشية تمهيداً للمذبحة التي قام بها.
نصف قرن إلا سنتين من الأسر في سجن البعث الكبير.. وأربعون عاماً من الرقّ في مزرعة آل الأسد، سنوات عجاف فقدت فيها بلاد الشام الحرية والكرامة، وذاقت صنوف الذلّ والهوان، والفقر والجوع، ورأت من ألوان الكذب والنفاق، والرقص على الجراح. حتى مآذن الأموي كانت تئن حنيناً إلى الحرية.
أزلام النظام الفاجر في دمشق سجنوا وعذّبوا الناس وقد جعلوا رسالتهم في الحياة عبادة الصنم الكبير، ومن بعده الصنم الصغير، الذي نهب مال الأمة وتاجر بقضاياها.
لقد حانت ساعة القصاص.. كل مثكول سيطلب اليوم دم ابنه أو أبيه أو زوجه أو أخيه من قاتله.
لن يقدم شعبنا على أعمال انتقامية، لكنه لن يتنازل عن محاكمة عادلة لكلّ القتلة ومعذّبي البشر.. ليُعلّقوا على المشانق في ساحة المرجة أمام جميع ضحاياهم وأولاد ضحاياهم الذين حُرموا من آبائهم.
ولن تتردّد الأمة في فضح منافقي النظام كافّة؛ وعلى رأسهم أعضاء مجلس المهرّجين المقزّز المسمّى مجلس الشعب، الذين كان الرئيس يلهو بتحريكهم مثل حجارة الشطرنج، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد راقصات رخيصات يرقصن للرئيس على دماء الشعب وجراحه بدل أن يحملوا الأمانة ويوصلوا صوت الأمّة، ورآهم العالم يصفّقون للرئيس ويلقون قصائد النفاق المشينة وهو مستمرّ بالكذب بعد أن سالت دماء درعا والصنمين واللاذقية وحمص وبانياس على يد زبانيته. واحد من تعليقات شباب "الفيسبُك" وصف هذا "السِّرك" السوري بأنه أول "سِرك" يكون فيه المهرج أسداً وبقية الحيوانات قروداً. ومثلهم أعضاء النقابات المزوّرة الذين لا يساوون أكثر من قيمة "ديكور" من "ديكورات" قصر الرئيس، وكذلك هيئات وكُتّاب صحائف الكذب والزور والنفاق المنتسبين زوراً إلى مهمة الصحافة. فلتُجلد ظهور هؤلاء جميعاً على جدار المسجد الأموي بعد صلاة الجمعة أمام الأمة التي زوّروا إرادتها أربعين عاماً. ولا بأس أن تُجلد بثينة شعبان في غرفة مغلقة حتى لا تتكشّف علناً. أمر يدعو للدهشة بمقدار ما يدعو للقرف كيف استطاعت شاهدة الزور بثينة شعبان المضيّ في دورها في تجميل وجه النظام وهو يخوض في دماء شعبها ويقتل الأطفال! وأمر يدعو للتعجّب كيف يرتضى كلّ هؤلاء المنافقين التافهين لأنفسهم أن يقفوا أمام وسائل الإعلام والقنوات الفضائية كل يوم ليكرّروا كلّ التفاهات التي لُقّنوها وكُلّفوا أن ينطقوا بها! كيف يمكن لهؤلاء أن يقفوا أمام المرآة وينظروا إلى أنفسهم وكيف يواجهون الناس ويقابلوا أولادهم بعد أن فقدوا كلّ احترام؟ ألهذه الدرجة تنتزع السلطة من الناس كرامتهم وإنسانيّتهم؟
* * *
اليوم تمضي الأمة في ثورتها طالبة الحرية، رغم الدماء التي تسيل، ولن يتوقف أبناء سورية المؤمنون قبل أن يحصلوا على الحرية.
اليوم تبدأ الأمة صفحة جديدة بيضاء من تاريخ سورية بعد الصفحة الملطخة بالسواد والعار.
اليوم تتنفّس الأمة هواء الكرامة والحرية.
اليوم تصدح مآذن الأموي وجميع مساجد سورية بالنداء الذي ثارت سورية وهي تهتف به.
اليوم يخرج أبناء سورية من سجنهم الكبير، ويُطلق الأسرى من السجون الصغيرة.
اليوم يعود أبناء سورية الصادقون الذين غُيّبوا عن بلدهم بالسجن أو المطاردة.
اليوم تلتقي كلّ الأيادي المخلصة ليبدأ كل أبناء سورية مسيرة الحرية والبناء..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..