حسبكم... زماننا سيغير زمانكم
محمد سرميني
من فضائل الثورة علي .. أنها جعلت مني سوريا قلباً وقالباً .. عرفتها واهتمت بتفاصيلها عرفت جغرافيتها وتركيبتها السكانية أحتكت وبشكل مباشر مع أهلي من كافة المحافظات والمدن .. نعم سوري مع سبق الإصرار والترصد .. سوري يجري في دمي هواها .. سوري في روحي ووجداني ..
واليوم بالأخص شعرت أنني بانياسي بشكل خاص .. خصوصاً مع تتابع الأحداث في بانياس والقرى المجاورة لها .. لإكتشاف شعبا ً غاية في الروعة والجمال .. شعب ينبض رجولة وشجاعةً ابتداءاً من الأطفال ذو السنوات العشر .. والنساء اللواتي هم أخوة الرجال .. رجالها الأبطال الذين ولغاية هذه اللحظة سطروا مواقف بطولة و شجاعة لاتوصف .. أتابع الأخبار لحظة بلحظة .. اتصال هنا واتصال هناك .. تارة مع بانياس المدينة وتارة مع أهالي البيضا . أدركت وبحق حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتابع للأحداث الجارية في بانياس يثير في نفسه تساؤلا .. لماذا بانياس تلك المدينة الساحلية الهادئة التي تقع شمال مدينة طرطوس بحدود 40 كيلو مترا؟؟
التي شهدت احتجاجات سلمية من اليوم الأول لإنطلاق شرارة الثورة السورية .. نجد أن ضرب هذه المدينة وبهذا التوقيت يساعد وبشكل واضح على اذكاء نار الطائفية الذي حاول النظام مراراً إشعالها في أكثر من مدينة و لم ينجح بعد .. حتى يتسنى له ان يضرب ضربته .. كما فعل في سابق عهده مع مدينة حماه حيث أوجد حجة قوية للقيام بمجزرة يؤدب بها سوريا كما يظن ..
كذلك هي مدينة صغيرة لايتجاوز أعداد سكانها خمسون ألف نسمة ..فظن أن من السهل السيطرة عليها وتحجيم دورها البازر والفعال في ثورة الحرية والكرامة في سوريا .. لم يدرك النظام أن الزمان غير الزمان .. وأن رجولة أهل بانياس يرضعونها مع حليب أمهاتهم .. أطفال كانوا أم شباب رجال كانوا أم نساء ..
مسيرة اليوم التي خرج بها أهل قرية البيضا المجاورة لمدينة بانياس عن بكرة أبيها على الأتستراد المؤدي من بانياس إلى طرطوس نساء وأطفالاً .. من أجل الإٌفراج عن المعتقلين من رجالهم و من أجل ايصال رسالة واضحة للنظام ولكل من يشكك بهذه الثورة أنها ثورة شعبية وبجدارة ..
سوريا قلبي الذي ينبض بات أقرب اليوم إلى الحرية .. وأنا أتابع ثورة الشعب .. وأنا أتابع كلمات من أمهاتنا اللواتي خرجن اليوم في بانياس .. وأنا أرى شباب في عمر الورود حملوا أرواحهم بين أيديهم ليقولوا وبكل صراحة وبصدق بالروح بالدم .. نفديك يا سوريا .. الله .. سوريا .. حرية وبس