رسالة من رسول الله إلى المتحمسين من الإسلاميين
رسالة من رسول الله
إلى المتحمسين من الإسلاميين
علاء سعد حسن حميده
باحث مصري مقيم بالسعودية
رسالة إلى شباب الإسلام في مصر بعد ثورة 25يناير لن نخرج فيها عن وصايا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا عن سيرته العطرة فكـأنه صلى الله عليه وسلم الذي يحدثنا لا سواه وإنما أنا مبلغ فمن كان يحب الله تعالى ورسوله فليتبع وصايا النبي صلى الله عليه وسلم : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليقتدي بأفعاله ومواقفه وتوجيهاته : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
وهذه هي وصايا رسول الله إليكم :
1 – ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا)) "البخاري"
2 – ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)) "البخاري"
3 – ((إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق))، "رواه الإمام أحمد وحسّنه الألباني"
4 - وجاء في حديث ضعيف ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))
5 - قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم:"إيّاكُم والغُلُوَّ في الدِّينِ فإنَّما أهلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم الغُلُوُّ في الدّين" رواه ابنُ حبّان.
6 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ). قَالَهَا ثَلَاثًا ) رواه مسلم يقول النووي في "شرح مسلم" (16/220) :
" أي : المتعمقون ، الغالون ، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم "
7 – ومن سيرته صلى الله عليه وسلم أنه يوم فتح مكة أَعْطَى رَايَتَهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ أَمَامَ الْكَتِيبَةِ ، فَلَمّا مَرّ سَعْدٌ بِرَايَةِ النّبِيّ صلي الله عليه وسلم نَادَى : يَا أَبَا سُفْيَانَ، الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ الْيَوْمَ تُسْتَحَلّ الْحُرْمَةُ، الْيَوْمَ أَذَلّ اللّهُ قُرَيْشًا.
فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم حَتّى إذَا حَاذَى أَبَا سُفْيَانَ نَادَاهُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أُمِرْت بِقَتْلِ قَوْمِك؟ زَعَمَ سَعْدٌ وَمَنْ مَعَهُ حِينَ مَرّ بِنَا قَالَ: «يَا أَبَا سُفْيَانَ الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ الْيَوْمَ تُسْتَحَلّ الْحُرْمَةُ الْيَوْمَ أَذَلّ اللّهُ قُرَيْشًا» وَإِنّي أَنْشُدُك اللّهَ فِي قَوْمِك ، فَأَنْتَ أَبَرّ النّاسِ وَأَرْحَمُ النّاسِ وَأَوْصَلُ النّاسِ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم: «الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، الْيَوْمَ أَعَزّ اللّهُ فِيهِ قُرَيْشًا»
وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم إلَى سَعْدٍ، فَعَزَلَهُ وَجَعَلَ اللّوَاءَ إلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، وَرَأَى رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم أَنّ اللّوَاءَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ سَعْدٍ حِينَ صَارَ لِابْنِهِ . فَأَبَى سَعْدٌ أَنْ يُسَلّمَ اللّوَاءَ إلّا بِأَمَارَةِ مِنْ النّبِيّ صلي الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم بِعِمَامَتِهِ فَعَرَفَهَا سَعْدٌ فَدَفَعَ اللّوَاءَ إلَى ابْنِهِ قَيْسٍ.
يا شباب الإسلام إذا وقر في نفوسكم نصر الإسلام ، فإن نصر الله يستوجب المزيد من التواضع والكرم والتسامح ، فإن قريشا وهم مشركون يوم فتح مكة يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أخ كريم وابن أخ كريم .
يا شباب الإسلام اجعلوا مخالفيكم يصفونكم بوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صعيد بالأخوة والكرم .
يا شباب الإسلام أنا لا أتهمكم وأنا أعلم بطول التجربة كذب الإعلام عليكم وتهويله أخطائكم وقلبه الحقائق ضدكم ، ومع ذلك فلا أنكر وجود بعض المتحمسين من الذين تغلبهم حميتهم فيتعجلون ويتأولون ويجتهدون ، إن دعوة الناس إلى الالتزام بأخلاق الإسلام وآدابه لا تعني ترهيبهم أو عقابهم أو الاعتداء على كراماتهم ، وقد أمر الله تعالى نبييه موسى وهارون بمخاطبة فرعون فقال : {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }طه44
وأمرنا بالدعوة إليه بالحكمة ولموعظة الحسنة ، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
وإقامة حدود الإسلام لا تكون إلا للدولة المسلمة، والدولة المسلمة المنشودة لا يسعها أن تطبق حدود الإسلام جزافا ولا خبط عشواء وإنما لحدود الله اشتراطات وضوابط وضمانات تضمن عدم جهل الناس بالأحكام، وتضمن أمنهم والعدالة في النظر في شؤونهم ، فالخصم أو المدعي طرف، والمتهم أو المدعى عليه طرف ثان، والمحقق الذي يدقق المسألة طرف ثالث، والقاضي الذي يحكم فيها بالعدل طرف رابع، والشهود طرف خامس والجلاد طرف أخير ، فلا يمكن للمدعي أن يصبح الخصم والقاضي والشهود والمحقق والجلاد في ذات الوقت ، وإلا فإن هذا هو الظلم بعينه الذي أمرنا باجتنابه.