اقتراب زوال إسرائيل بعد سقوط الطواغيت

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ المدينة المنورة

من كان يصدق أن نظام بل فوضى حسني مبارك اقتلع من جذوره ، من كان يحلم بخروج الملايين المثقفة المنظمة الحريصة على بلدها وشعبها تصرخ بصوت واحد: الشعب يريد اسقاط الرئيس، الشعب يريد اسقاط النظام،

وأخيرا سقط بما يسمى النظام والحقيقة هو زواج بين البلطجية ورجال الأعمال وبعض الفاسدين همهم الحفاظ على إسرائيل مقابل نهب خيرات البلد ، وصبر الشعب ثلاثين سنة وتحمل العناء والذل والمهانة ولكنه أخيرا لفظ النظام بكل رموزه الفاسدة بدءا من حسني مبارك وانتهاء بآخر بلطجي تم إطلاق سراحه  من السجون لتخريب البلد.

العالم كله فرح بسقوط النظام إلا إسرائيل وأزلامها من العربان وغيرهم ، فلم تأسفوا على سقوط حسني مبارك ؟ الجواب لأن سقوط إسرائيل غدا قريبا بإذن الله لأن هذا الكيان المغتصب ما كان ليستمر إلا على الطحالب والديدان فها هي الطحالب والديدان من الحزب الوطني الديمقراطي بمصر والحزب الدستوري بتونس سقطت وغدا ستسقط الأحزاب الأخرى التي ظاهرها الديمقراطية والوطنية وباطنها سوء العذاب لكل من يفكر بزوال إسرائيل .

قد يستغرب البعض من هذا التفاؤل المفرط ويعده ضربا من الخيال ويتهم من يتنبأ بزوال إسرائيل بأنه طوباوي وغير واقعي ووو قبل أكثر من عشر سنوات تنبأ الأخ الدكتور بسام جرار أحد مبعدي مرج الزهور بزوال إسرائيل بعد 76 عاما من قيامها أي عام 1024 مستندا إلى دراسات قرآنية من سورة الإسراء ، يومها قام المرجفون من أصحاب المشروع الاستسلامي والانهزامي والذين يروق لهم أن يطلق عليهم مسمى الاعتدال أو الواقعية أو المتنورين بستخيف الدراسة وعدوها ضربا من الجنون .

تذكرت التاريخ العريق وتذكرت علماء المسلمين في عهد الحروب الصليبية يمرون على حديث رسول الله " ستفتحن القسطنطينية فنعم الجيش جيشها ونعم الأمير أميرها " يمرون عليه مرور الكرام بل أن بعضهم ضعفه فكان المرجفون من المسلمين  ــ وطبعا هم غير مرجفي اليوم المرتبطين بالمشروع الإسرائيلي ــ  لا يصدقون أن يقوم المسلمون بفتح عاصمة الدولة البيزنطية التي كانت تهز العالم من شرقه لغربه وكانت جيوش الصليبيين تجوس في الديار .. ولم تمر سوى سنوات عديدة حتى استطاع محمد الفاتح أن يرفع علم التوحيد فوق قبابها الشهيرة ، وهذا ذكرني بهجرة الرسول صلى الله عليه

 وسلم يوم كان في طريقه من مكة إلى المدينة فلحق به سراقة بن مالك طمعا في الجائزة التي سينالها بمَ بشره رسول الله ؟ لقد بشره بسوار كسرى وتاجه !! وتحققت البشرى بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الفيامة كما بشرنا رسول الله، وهذه الخيرية انطلقت من تونس امس ومن القاهرة اليوم وغدا من أماكن أخرى ، وهؤلاء الخيرون مؤمنون بزوال إسرائيل لأنه  يعرفون سورة الإسراء ومدلولها ، ويعون جيدا سنة الرسول ويرددون حديثه المشهور :" لا تقوم الساعة حتى تقاتلون اليهود أنت شرقي النهر وهم غربيه ..."

ليس تحرير القدس وفلسطين على الله ببعيد فهي كما علمنا التاريخ  قاب قوسين أو أدنى تبدأ بالإعداد والتربية وأول الإعداد التخلص من البلطجية من حكام ومحكومين البلطجية الحقيقية والواقعية وحتى لو تسموا باسم الوطني والديمقراطي والدستوري وحركة التحرير الوطني الفلسطيني وجبهة  التحرير أو النضال أو .... فالأشياء بأفعالها لا بسمياتها ، وإن غدا لناظره قريب .