لله في الكون سنن غلابة

عزة الدمرداش

[email protected]

 لله في الكون سنن غلابة ،ولا نعلم متى يأتي نصر الله . من سنن الله في الأرض أنه قال: في كتابه العزيز ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) الشرح . تكررت الآية مرتين في سورة الانشراح، وتكررت عمليا في تاريخ الأنبياء ، هذه الآية الكريمة هي الأمل في الحياة ، تمنحنا الصبر على الشدائد ، وتعطينا الأمل في زوال النكبات ، فبعد الشدة سيأتي الفرج من الله ، فمن آيات الله في الطبيعة أن يأتي الصبح يتنفس بعد الليل إذا عسعس .

 ما من نبي مرسل من الله عز وجل إلا وضاقت به السبل ، ووصلت إلى ذروتها ثم جاء بعدها نصر الله لنبيه : وللمؤمنين .

 نوح عليه السلام دعا قومه 950 سنة ونجاه الله تعالى بالطوفان ،

 إبراهيم عليه السلام ألقى في النار وبقدرة الله ، وسننه الغلابة أبطلت ألسنة النار ، فصارت النار بردا وسلاما على إبراهيم .

 موسى عليه السلام ــ ، فر هاربا من فرعون وقومه ، ثم عاد نبي مرسلا . فلما ضاقت به مرة أخرى عندما تبعه فرعون وجنوده ، أنجاه الله ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) 49،50البقرة .

 يوسف الصديق ما من بشر مر بمحنه ، و ابتلائه من بداية أن ألقى في الجب وهو غلام ، إلى أن باعوه في سوق العبيد ،إلى أن دخل بيت العزيز، وراودته امرأة العزيز عن نفسها ، وبعدها نساء المدينة ، ثم زج به في السجن ، و نسوه إلى أن جاء نصر الله ، وخرج من السجن وزيرا للمالية ، و كأن الله سبحانه وتعالى كان يمهد له ذالك .

 سيدنا عيسى عليه السلام تآمر اليهود على قتله ، وأخبره رب العزة بذلك فجمع تلاميذه ، و أخبرهم أن فيهم خائنا ، ثم يدخل اليهود ليقتلوه ، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، و صعد المسيح عليه السلام إلى السماء حيا إلى أن يشاء الله عز وجل .

 نبي الله أيوب فقد صحته ،وماله وأولاده، و أصحابه و بالصبر على البلاء والحمد والشكر على السراء عادت له الصحة ، و المال ورزقه الله أولادا أخرى.

 نبينا محمد صلي الله عليه وسلم أوذي واضطهد من أقرب الناس إليه ، من كفار مكة، واهل الطائف،و حوصر في شعاب مكة ثلاث سنوات ،وخرج من مكة أحب البلاد إلى قلبه الطاهر، ثم أعاده الله سبحان وتعالى إليها فاتحا منتصرا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) سورة النصر.

 والكارثة التي نزلت بالعالم الغربي ( انهيار البرجين) وليس لنا دخل بها ،

 دخل بسببها المئات في الإسلام بعد أن علموا أن دين السماحة بعيدا كل البعد عن الإرهاب الذي الصق به .

 هل ما حدث في العراق من دمار، وحروب مستمرة ليلا نهارا ، حتي أصبح العراق عبارة عن ارقام قتلى نسمعها يوميا ، والاحتلال أمريكي الجاثم على أنفاس العراقيين وعملاء يحكمون البلاد باسم الديموقراطية ، وشعب أصبح يتمنى يوما من أيام صدام السوداء ، هل سيستمر على هذا الحال ؟

 الشعب الفلسطيني المعلق بين السماء والأرض على الحدود ،و يتساقط يوميا بين موتى و مرضى ،الشعب الأعزل من السلاح ، المحروم من العلاج والإيواء، المحاصر في مخيماته ،ويبيده اليهود الصهاينة كأنها حرب إبادة من طرف ،واحد كل هذا من حولنا هل سيستمر ؟

 كارثة جنوب شرق أسيا هل هي النهاية لشعوب وأمم أم بداية، و مولد حياة جديدة هل كل ما حولنا يفقدنا الأمل في النصر، في الحياة في البناء من جديد ،في إنجاب أجيال جديدة تدافع عن دينها ووطنها .

 الإسلام يحارب في كل مكان بالاضطهاد و الإعلام الصهيوني ولكل فعل رد فعل لا بد أن يظهر من يدافع عن الإسلام وينصره، و من يعلي كلمة الحق ،من يأتي على أيديهم نصر المسلمين والعرب .

 سيطرة الكيان الحاكم الذي لا يختلف عن الكيان الصهيوني في الظلم ،و الحقد والتنكيل ،و ابادة المعارضين له و القهر، الذي يحكمنا الأن بالتزوير و الفساد ، الذي اتخذ لنفسه شعار( التزوير هو الحل) ، بعد أن حارب بكل خسة شعار (الإسلام هو الحل) .

 ونحن لن نفقد الأمل في اليوم الذي نحلم به ، ليخلصنا الله تعالى من هذه الغمة ، فليس لها من دون الله كاشفة ، ولن يغيب هذا الحلم عن أعيننا حتى يتحقق نصر الله على أيدي قوم يحبهم ويحبونه ، فإن لله فى الكون سننا غلابة.