الإيجابية والقيام بالواجب والحصول على الأجر
رضوان سلمان حمدان
فصَّل الله- عزَّ وجلَّ- بين الأخذ بالأسباب والنتائج في قوله ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ (الملك: من الآية 15)، tقد حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق هو وأصحابه الكرام- رضوان الله عليهم- ولم تدر معركة حوله، ولكن جاءتهم النتيجة نصرًا من الله بالريح، ولم يكن ذلك في حسبانهم، وقد وضع صلى الله عليه وسلم خطة غاية في الإتقان والأخذ بالأسباب في رحلة الهجرة، ولكن وصل الكفار إلى الغار وجاءه وصاحبه نصر الله من خارج الخطة بخطف أبصار الكفار.
المجاهدون في فلسطين وأمثالهم في كل مكانٍ يتحملون أصعب المشقات ويأتيهم عون الله ونصره من حيث لا يحتسبون بعد تمام أخذهم بالأسباب، والأمثلة كثيرةة..
ولكن الخلاصة التي نسأل الله أن ينفعنا بها في ديننا ودنيانا في هذا الموضوع هي:
1- إخلاص النية لله، فبها نُؤجِّر ونوفق ونُنصر.
2- إذا حدث ما نتمناه حمدنا الله- عزَّ وجلَّ- على فضله وتوفيقه.
3- إذا لم يحدث ما كنا نتمناه فقد وقع أجرنا على الله، ونسأله أن يُقدِّر لنا الخير؛ حيث كان ثم يرضينا به.
4- الاستمرار في أداء الواجب على كل حال بعد التأكد من سلامة الأخذ بالأسباب، وبذل أقصى الجهد يؤكد أن العمل لله لأنه ما كان لله دام واتصل.
5- لا نزال نذكر موقف أمنا هاجر وهي تأخذ بالأسباب سبع مرات، وفي كل مرة لا تحدث النتيجة التي ترجوها، ولكنها تستمر حتى يتحقق ما أراده الله لها من خيرٍ وفير.
6- لا نزال نُذكِّر وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لنا أنه «إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، فها هي نهاية الدنيا بل والفسيلة تعني زرع نخلة لا تُؤتي ثمارها إلا بعد سنين طويلة، وليس هناك أية نتيجة متوقعة إلا استمرار الإيجابية والقيام بالواجب والحصول على الأجر.
رزقنا الله دوام الإخلاص ودوام العمل ودوام الإتقان ودوام الرجاء ودوام القبول، فلنسر على بركة الله.. والله يوفق ولن يتر أحداً عمله، والجزاء بإذنه سبحانه بأحسن ما كنتم تعملون.