رجل يزن أمة
عزة الدمرداش
( بمناسبة الاحتفال بالدكتور محمد عمارة )
متى يصبح الرجل يزن أمة ؟
عندما يعرف لما خلق، و السبب الحقيقي الذي خلق من أجله. حين قال تعالى: وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون . فقد عرفها د.محمدعمارة بمعناها الذي يقصده المولى عز وجل، وليست بما يعرفه غيره من الناس، من أن العبادة فرائض، ومناسك، و مظاهر فقط . عرف العبادة بالمعنى الذي عرفها الله عز وجل حين قال لنبينا الكريم صلوات الله ورحمته، و بركاته عليه، و على اله وسلم .من أجل ذلك أخذ الرجل ينهل من العلم، و المعرفة حتى اصبح نهرا يروي عطش كل ظمأن يبحث عن الحقيقة، التي خلق من أجلها هذا الكون ، فاض علينا بكل سخاء مما انعم الله عليه به وتسلح به، فاصبح قلمه سيفه، و حربته التي يسددها في قلب المتطاولين، و سهما في عين الحاقدين على الإسلام، و المسلمين.
قلما يطلق رصاصات على العلمانيين ترد كيدهم إلى نحورهم. بالقول الثابت و الحجة و البرهان ،و الادلة ليدمغه ، و يعلو بكلمة الإسلام ليضعها في مسارها الطبيعي بمفهوم الوسطية ، الذي لا يغلو ، ولا يتطرف، و إنما يدرس و يتفحص لينتقي ايسر و اعدل الحلول التي مرجعها الكتاب و السنة ، و يقدمها لنا بدون تحيز أو خوف، فهو لا يخاف في الله لومة لائم او لئيم، ولا يرد إلا وجه الله الكريم، وقف هذا العالم الفذ د. محمد عمارة بالمرصاد أمام تحديات داخلية، و خارجية ، حاربته الألسن، والأقلام فلم يبال، و لم ينظر تحت قدميه ، و مضى لما خلق من أجله يشق طريق الفكر، ويضئ البصيرة ليجلى الصدأ الذي بات ظاهرا على الفكر الاسلامي من بعض المتطرفين ، و المتشددين ، يحاور بالكلمة ،و القلم، و يهاجم إن احتاج الامر .
و كما قالوا عنه( المرابض) فهو العين التي باتت تحرس في سبيل الله، فكان حارسا و مدافعا، و مقاتلا، فكان ومازال اطال الله لنا في عمره إن شاء الله حقا حقا رجل يزن أمة.
تحياتي و احتراماتي و تقديري لهذا الفدائي المقاتل بالفكر و القلم.