ثلاثية الخيرية والسيادة

إيمان شراب

[email protected]

أكثر من مجتهد غيور دفعتهم حرارة الطموح والأمل في مستقبل أفضل ، فقدموا لنا برامج  تحكي حضارات  أجدادنا المسلمين  الذين باكتشافاتهم واختراعاتهم وإبداعاتهم رفعوا اسم المسلمين  عاليا .. فكانوا سادة الكرة الأرضية ..

إنهم ببرامجهم –  جزاهم الله خيرا -  يستنهضون الهمم ، ويثيرون الغيرة والحماس لنعيد مجدا أكثرْنا من البكاء على آثاره الباقية عمارةً وتقنية ًوكتبًا و فنونًا ورقيـًّا في كل النواحي ...

جيد وجميل ، ولكنني وجدتني أتساءل : إذا نشط ذوو الهمم النائمة ،  أو تلك اليائسة  أو المحبطة !! ثم حملوا أحلامهم وإبداعاتهم ودفعهم الحماس أنْ هيـّا !! 

سيحتار الفقير ، أين يذهب بهمته وأحلامه ؟ ويـعيي التفكير اللاجئ  ، من سيكفل إنتاجه ؟ وكذلك من ليس له صلة بشخص مهم ، من يدري عنه ؟

ومن جانب آخر ، هل ستجد الإبداعات طريقا متاحا لها دون اعتبار للونها أو جنسها   أو دون أن يحكمها مكان أو زمان ؟ هل سيجد الأذكياء جهة ترعاهم دون عنصرية؟  هل سيتم اختيار الطلبة الموهوبين في المؤسسات التعليمية بعدل واستحقاق حقيقي، ويهتم بهم حقيقة وليس مجرد أسماء وتقارير تملأ بها السجلات ؟ و هل سيجد المبدع الأمان وعدم الخوف ؟ - لأن هذه هي البيئة التي تناسبه - .

 هل المعلمون والأساتذة في التعليم الأساسي والعالي ، مخلصون محبون لمهنتهم ولطلابهم ، شاعرون بقيمة دورهم وأنهم الفئة الأهم أثرا في المجتمع ؟

هل نهتم بمشاريع تنعش العقول وتثري المعرفة وتعين على الاختراع والتصنيع ، شرط أن تكون الفرص للجميع ؟

هل العدل صفة سائدة ؟ هل تجري كل المعاملات بالقانون والرحمة ومراعاة أحوال الناس دون حاجة للملاعين الثلاثة : راش ٍومرتش ٍ ورائش ؟

هل يحب أحدنا لأخيه ما يحبه لنفسه ؟

 هل سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يعرفها الكبار والصغار ، وهل نعلمها لهم في المدارس كسيرة ؟ هل نعرف سير الأبطال والفاتحين والأذكياء، وأيضا نعلمها في المدارس ؟ - أتذكر بالمناسبة أنني درست عبقرية الصديق وعبقرية عمر " رضي الله عنهما "  في المرحلة المتوسطة  في المدرسة ، ودرست كتابا يروي سيرة الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز" رضي الله عنه " في الثانوية ، وكانت هذه السير من أمتع ما كنا ندرس ، ومن المؤكد أنها أثـّرت بشكل أو آخر في تربيتنا و ساهمت في تشكيل شخصياتنا - .

 هل جعلنا القرآن مشرّعا ودستورا وحياة ، فتعلقنا به وكان مرجعنا ؟

أولئك الذين سادوا العالم بحضاراتهم بكل أشكالها ، هم أنفسهم الذين أضاعوا كل شيء عندما شغلتهم الدنيا ! فجئنا نحن ووجدنا دولا ضعيفة !

وعلينا عبء إعادة القوة والسيادة التي بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه ، فنسود كما سادوا ونحكم بالعدل والرحمة كما حكموا ونخترع ونصنع و..

باختصار نصبح خير أمة كما كانوا .

 ألم يقدم الله سبحانه وتعالى لنا الحل حتى لا نحتار أو نتوه :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " !

إنها ثلاثية الخيرية والسيادة .