ثلاثية الخيرية والسيادة
إيمان شراب
أكثر من مجتهد غيور دفعتهم حرارة الطموح والأمل في مستقبل أفضل ، فقدموا لنا برامج تحكي حضارات أجدادنا المسلمين الذين باكتشافاتهم واختراعاتهم وإبداعاتهم رفعوا اسم المسلمين عاليا .. فكانوا سادة الكرة الأرضية ..
إنهم ببرامجهم – جزاهم الله خيرا - يستنهضون الهمم ، ويثيرون الغيرة والحماس لنعيد مجدا أكثرْنا من البكاء على آثاره الباقية عمارةً وتقنية ًوكتبًا و فنونًا ورقيـًّا في كل النواحي ...
جيد وجميل ، ولكنني وجدتني أتساءل : إذا نشط ذوو الهمم النائمة ، أو تلك اليائسة أو المحبطة !! ثم حملوا أحلامهم وإبداعاتهم ودفعهم الحماس أنْ هيـّا !!
سيحتار الفقير ، أين يذهب بهمته وأحلامه ؟ ويـعيي التفكير اللاجئ ، من سيكفل إنتاجه ؟ وكذلك من ليس له صلة بشخص مهم ، من يدري عنه ؟
ومن جانب آخر ، هل ستجد الإبداعات طريقا متاحا لها دون اعتبار للونها أو جنسها أو دون أن يحكمها مكان أو زمان ؟ هل سيجد الأذكياء جهة ترعاهم دون عنصرية؟ هل سيتم اختيار الطلبة الموهوبين في المؤسسات التعليمية بعدل واستحقاق حقيقي، ويهتم بهم حقيقة وليس مجرد أسماء وتقارير تملأ بها السجلات ؟ و هل سيجد المبدع الأمان وعدم الخوف ؟ - لأن هذه هي البيئة التي تناسبه - .
هل المعلمون والأساتذة في التعليم الأساسي والعالي ، مخلصون محبون لمهنتهم ولطلابهم ، شاعرون بقيمة دورهم وأنهم الفئة الأهم أثرا في المجتمع ؟
هل نهتم بمشاريع تنعش العقول وتثري المعرفة وتعين على الاختراع والتصنيع ، شرط أن تكون الفرص للجميع ؟
هل العدل صفة سائدة ؟ هل تجري كل المعاملات بالقانون والرحمة ومراعاة أحوال الناس دون حاجة للملاعين الثلاثة : راش ٍومرتش ٍ ورائش ؟
هل يحب أحدنا لأخيه ما يحبه لنفسه ؟
هل سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يعرفها الكبار والصغار ، وهل نعلمها لهم في المدارس كسيرة ؟ هل نعرف سير الأبطال والفاتحين والأذكياء، وأيضا نعلمها في المدارس ؟ - أتذكر بالمناسبة أنني درست عبقرية الصديق وعبقرية عمر " رضي الله عنهما " في المرحلة المتوسطة في المدرسة ، ودرست كتابا يروي سيرة الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز" رضي الله عنه " في الثانوية ، وكانت هذه السير من أمتع ما كنا ندرس ، ومن المؤكد أنها أثـّرت بشكل أو آخر في تربيتنا و ساهمت في تشكيل شخصياتنا - .
هل جعلنا القرآن مشرّعا ودستورا وحياة ، فتعلقنا به وكان مرجعنا ؟
أولئك الذين سادوا العالم بحضاراتهم بكل أشكالها ، هم أنفسهم الذين أضاعوا كل شيء عندما شغلتهم الدنيا ! فجئنا نحن ووجدنا دولا ضعيفة !
وعلينا عبء إعادة القوة والسيادة التي بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه ، فنسود كما سادوا ونحكم بالعدل والرحمة كما حكموا ونخترع ونصنع و..
باختصار نصبح خير أمة كما كانوا .
ألم يقدم الله سبحانه وتعالى لنا الحل حتى لا نحتار أو نتوه :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " !
إنها ثلاثية الخيرية والسيادة .

