يا أقصى ما أنت وحيد.. سيجناك قلوبنا...!!

برلين تتظاهر مجددا نصرة للأقصى والقدس...!!

د.م. احمد محيسن ـ برلين

وتحت شعار أوقفوا تهجير الفلسطينيين من القدس.. وتقسم الحرم الشريف.. وإغلاق المسجد الأقصى.. وصولا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم.. وفي مظاهرة جماهيرية حاشدة في برلين .. نعم .. من أجل الأقصى والقدس..  فقد خرجت الجماهير في برلين مجددا للشارع..  منددة بالعدوان الظالم على مدينة السلام.. حيث استمرت الإحتجاجات الشعبية في عاصمة الشتات الفلسطيني العاصمة برلين .. وكان ذلك يوم السبت الموافق 15/11/ .. حيث خرج الألاف من أبناء شعبنا وأمتنا ومناصري قضيتنا العادلة في مظاهرة عارمة.. بعد أن كانت للجماهير وقفات إحتجاية متكررة قبل بضعة أيام أمام وزارة الخارجية الألمانية في برلين ..شجبا للعدوان الإسرائيلي  ونصرة للأقصى وللقدس ولأهلنا في فلسطين ..!!

واستمرت الإحتجات الشعبية نصرة للأقصى.. وهذه المرة في مظاهرة جماهيرة جابت شوارع العاصمة برلي .. تشجب همجية الإحتلال وعدوانه.. منددة بالصمت الدولي على ما يجري من اعتداءات على المسجد الأقصى والقدس.. وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية والإتحاد الأوروبي بموقف واضح يدين الإحتلال على جرائمه.. وبذل المزيد من الجهد والضغط لوقف سياستة العدوانية في فلسطين.. وأكد المتظاهرون على أن ما يجري في القدس من عدوان.. إنما هو حلقة من مسلل الإعتداءات العدوانية المستمرة على شعبنا.. وحلقة أتت بعد استمرار الحرب التي استمرت ما يقارب مدة ثمانية أسابيع على أهلنا في  قطاع غزة.. وكانت محصلة العدوان هي أكثر من 2160 شهيد فلسطيني.. الذين لم يتمكنوا حتى من الهرب من القنابل والقصف الإسرائيلي.. حيث الحدود التي ظلت مغلقة بإحكام حتى مع الشقيقة مصر.. وما يقارب  12000 جريحا وأكثر من 500000  شخص تم تشريدهم بعد أن تم هدم بيوتهم جراء القصف الإسرائيلي..

إنه مسلسل العدوان الذي ابتدأ منذ وفاة  ثلاثة من المستوطنين في الضفة المحتلة.. وذلك في يونيو حزيران.. حيث ابتدأت الماكينة الإعلامية الدعائية الإسرائيلية بتحميل المسؤولية للفلسطينيين والتحريض عليهم.. وهي بنفس الوقت تعد وتحضر للإنقضاض على غزة.. وكانت هذه الحرب على غزة واضحة ومؤكدة وقادمة وتحت أية ذريعة.. بل ودولة الكيان الغاصب لن تحتاج  لذرائع لتشن الحرب تلو الإخرى على قطاع غزة للقضاء على المقاومة...!!

واستمر الساسة في دولة الإحتلال بإثارة الكراهية والتحريض ضد أهلنا على كل المستويات.. خاصة في العمق الفلسطيني هناك.. وفي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.. ليستمر العنف والإرهاب ضد أهلنا كما شاهدنا.. على أيدي المستوطنين المدعومين من الشرطة الإسرائيلية وجنودها...!!

ولم يمض وقت طويل حتى طالت يد الغدر الإسرائيلية الشاب الشهيد محمد أبو خضير.. وكان ذلك خلال شهر رمضان المبارك في يوليو/أغسطس.. حيث  تم اختطافه في القدس وأحرق حيا.. وتم بعد ذلك ضرب ابن عمه ضربا مبرحا من قبل الشرطة الإسرائيلية.. لكي يزداد الخوف بين صفوف أبناء شعبنا في القدس..ويستمر الإحتلال في إجرامه دون رادع.. وقتل الشهيد محمد الأعرج  ابن السبعة عشر عاما في يوليو تموز خلال مظاهرة عند حاجز قلنديا..  وفي 7 آب قتل الفتى الشهيد محمد الجعابيص بدم بارد من قبل المستوطنين وضباط الشرطة.. واغتيل الشهيد محمد سنقرط في أوائل سبتمبر من قبل ضابط شرطة برصاصة في الرأس.. وقتل الشاب الشهيد عبد الرحمن الشلودي.. لأنه كان يقود سيارته واتهم بدهسهم.. بينما تتحدث أسرته من ناحية أخرى عن حادث سير.. وقتل الشاب الشهيد  معتز حجازي في منزله.. لزعمهم إطلاقه النار على الصهيوني يهودا غليك.. وقتل الشهيد خير الدين حمدان من كفر كنا بدم بارد من قبل الشرطة عندما احتج على اعتقال ابن عمه...!!

إنها إعدامات ميدانية من قوات الإحتلال لأبنائنا .. فهل سيفلتون من العقاب...؟!

وبقي التحريض على الفلسطينيين مستمرا.. وازداد التركيز  بعد غزة على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى.. من أجل تفريغ المدينة من سكانها الأصليين وطردهم منها.. وقد أرسلت دولة الإحتلال للمدينة أكثر من ثلاثة الالاف من أفراد الشرطة لتشديد القبضة والسيطرة التامة على مدينة القدس...!!

ومنذ أن تم اغتيال الفتى الشهيد محمد أبو خضير تم اعتقال أكثر من ألف فلسطيني...!!

وأما "وزيرة العدل" تسيبي ليفني.. وهي من المسؤولين المباشربن عن العدوان الآثم على أهلنا في غزة  2008/2009 .. وارتكاب المجازر فيها.. حيث أوصت بتشديد القوانين ضد من يقوم برمي الحجارة وتطالب بسجنهم لمدة 20 عاما.. وقبل بضعة أيام معدودة وفي قرية المغير بالقرب من  مدينة رام الله المحتلة.. أحرق المستوطنون مسجد القرية.. وتم تدمير الطابق الأول بالنيران التي اشتعلت فيه تدميرا كاملا.. هذه هي ممارسات الإحتلال التي تأشر وتقود إلى تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل والمعبد المزعوم.. كما يخططون ويعتقدون.. وهذا يظهر مدى خروج الإحتلال عن إنسانيتهم.. وهم  يدركون بأن الفلسطينيين لن يستسلموا أبدا..  ولن يلقوا بمقاومتهم مهما بلغت التحديات والتضحيات.. ولن تبقى الأمور في الضفة المحتلة على ما هي عليها.. ودوام الحال من المحال...!!

إن احتجاج المجتمع الدول وساسة الدول التي تدعي الديمقراطية على إجرام دزلة الكيان المغتصب.. لم يعد كافيا لوقف ممارسات وعدوان الإحتلال على الشعب الفلسطيني.. فما زالت غزة تحت الحصار المزدوج.. وفي الضفة الغربية تستمر الإعتقالات.. وأعلنت دولة الإحتلال بناء المزيد من المستوطنات الجديدة مرة أخرى .. وسور الفصل العنصري يستكمل بناءه.. وتستمر كذلك التهديدات وإرهاب شعبنا في  القدس.. ويستمر الإعتداء على الحرم الشريف والمسجد الأقصى.. ويتم إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي على المصلين داخل المسجد الإقصى.. ويحظر على المصلين الصلاة فيه.. وتتعرض منازل أهلنا في الضفة والقدس وتحديدا الآن في سلوان للهدم والمصادرة والإحتلال.. ويتعرضون شبابنا وأطفالنا هناك للضرب المبرح ...!!

لقد حذر المحتشدون في برلين من استمرار هذا الصمت الدولي على جرائم الإحتلال التي يكررها دوما.. لشعوره بالإفلات من العقاب.. وعبر المتظاهرون عن خوفهم من تكرار المأساة الفلسطينية في التشرد والتشتت...!!

فلو تمت مراعاة ما ورد في تقرير غولدستون من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على القصف الاسرائيلي لقطاع غزة في مطلع 2008/2009 .. التي تم فيه توثيق كافة جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة وفضح الأكاذيبهم.. وصنف التقرير بعض العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين باعتبارها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.. ولو تمت معاقبة المسؤولين من دولة الإحتلال,, لما تجرأت دولة الكيان المغتصب الإقدام على العدوان على غزة مرة أخرى.. ولما استمر مسلسل الإعتداءات أيضا في مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى.. كما هو الحال اليوم...!!

وطالب المتظاهرون في برلين الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بعدم السكوت على جرائم الإحتلال الذي يعاني منه الفلسطينيون.. وبعدم السماح لدولة الإحتلال بإجراء أي تغيير في وضع الحرم الشريف والمسجد الأقصى المبارك .. ووقف تهجير الفلسطينيين من القدس...!!

وطالبوا بالعمل على المساعدة بالضغط على الإحتلال من اجل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين.. وجدار الفصل العنصري في فلسطين يجب أن يسقط.. وحصار غزة يجب أن يتوقف ويجب أن تبقى المعابر مفتوحة بشكل دائم...!!

كما وطالب حوالي 300 من جمعيات حقوق الإنسان.. ونقابات .. وأحزاب سياسية من مختلف أنحاء أوروبا والإتحاد الأوروبي بمعاقبة الإحتلال الإسرائيلي وتعليق الإتفاقيات المبرمة بين الإتحاد الأوروبي ودولة الإحتلال الإسرائيلي...!!

لدينا الحق في الأمل.. ونضالنا هو شرعي ومشروع.. والمقاومة ضد الإحتلال حق شرعي ومكفول حسب كل الشرائع والقانون الدولي المعترف بها...!!

يا أقصى ما انت وحيد.. سيجناك قلوبنا...!!