عندما يتحول حسن نصر الله الى يزيد بن معاوية عصره؟
عندما يتحول حسن نصر الله
الى يزيد بن معاوية عصره؟
انغير بوبكر
باحث في شؤون التنمية والديمقراطية
منذ 18مارس 2011 تاريخ بداية الثورة السورة وبدايتها من درعا والدماء تسيل في شوارع سوريا والمجتمع الدولي عاجز عن ايقاف المجازر اليومية المقترفة ضد الشعب السوري ، محنة الشعب السوري تسائلنا جميعا وتبين ضعف المجتمع الدولي امام حسابات سياسية وسياسوية في حقيقة الامر ، المبرر اللامبرر الذي تعطيه القوى الفاعلة دوليا لعدم اسقاط نظام الاسد هو الخوف المرضي من صعود الاسلاميين وسيطرتهم على قطر استراتيجي في المنطقة تربطه حدود جغرافية حساسة مع اسرائيل من جهة ومع الاردن التي تخندق ضمن دول الاعتدال وكذلك عدم توفر بديل معارض معتدل وقبول غربيا ، لكن التماطل الدولي في اسقاط الاسد عمق التطرف في المنطقة ووسع من مساحات تواجده واستغلت الجماعات الارهابية فوضى السلاح وتجارة السلاح المنتشرة عبر الحدود فبدل نظام الاسد ظهرت داعش والنصرة وجند الشام وغيرها من التنظيمات الارهابية التي استغلت ظروف الفوضى وانهيار اسس الدولة لنشر خلاياها في كل مكان في سوريا وقريبا سينتقل الارهاب الى الدول المجاورة ، فمن يعتقد ان التنظيمات الارهابية سيتم القضاء عليها في سوريا والعراق بالصربات الجوية او انتظار حسم النظام السوري للمعركة لصالحه فهو واهم وهما لامواربة فيه ، التنظيمات الارهابية اصبحت تهدد الجميع وربما في القريب العاجل سينطلق الارهاب الى اوروبا وامريكا وحينئد سيندم الجميع وستسيل دماء الاخرين كما تسيل دماء السوريين بسخاء امام مرائ ومسمع مجتمع دولي فاشل وعاجز عن اتخاذ قرار حسم الصراع في سوريا لفائدة الشعب السوري وقواه المعتدلة .
تساؤلات مقلقة بدأت تطرح نفسها بالحاح من قبيل من له المصلحة في ابقاء الاوضاع الحالية على حالها . اي اعطاء سوريا ولبنان والمنطقة برمتها للهلال الشيعي وللحكم الايراني ؟؟ فالذي يقاتل اليوم في سوريا ليس ما يتبجح به الاعلام السوري الذي يكذب في كل شئ حتى في درجات الحرارة من ان الجيش الاسدي يقاوم الجماعات الارهابية بل الذي يقتل الشعب السوري اليوم هو فيلق سليماني الايراني وجنود حزب الله الذين حولوا اتجاه اسلحة مقاومتهم المزعومة لاسرائيل الى الصدور العارية لاطفال سوريا ، وعجبا ان نرى زعيم حزب الله يتحدث في مناسبات عدة عن ثورة الحسين بن علي ضد يزيد بن معاوية وكيف انتصر الدم على السيف لكن للاسف الشديد ومن مفارقات العصر المعيش ان نرى حسن نصر الله وهو يمثل يزيد بن معاوية العصر الجديد واطفال سوريا الذين يموتون يوميا بالبراميل المتفجرة يعيدون تشكيل اللحظة التاريخية للحسين بن علي في صموده ضد طغيان بني امية . سوريا اليوم ياسادة العالم تعطى لإيران على طبق من ذهب وستندم امريكا وحلفائها على هذا القرار وهذه النتيجة .
لماذا هب العالم لنصرة النظام الحاكم في البحرين ضد التدخل الايراني في الشان الداخلي البحريني وساهمت دول عدة في ذلك وترك الشعب السوري بدون دعم ولا مساندة ؟ هل اهل البحرين اهم من سوريا ام ان عنصر البترول يحسم الولائات والمساعدات الدولية لطرف دون اخر ؟ هل السيطرة المزعومة للاسلاميين على الشارع السوري تعطي مبررا للقوى الدولية للتواطئ مع بشار الاسد لقتل المزيد من الابرياء و تواطئ مع الجماعات الارهابية الاخرى من داعش ونصرة وحزب الله الذي تحول الى حزب للشيطان وسقططت اوراق التوت عن عورته وتبين انه حزب طائفي بغيض لا يجمعه بالمقاومة الا الاسم والدماء.
صحيح ان تحالفا دوليا قد تشكل ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق وهذا امر ضروري وايجابي ولكن لماذا لم يشمل التحالف الدولي اسقاط نظام الاسد او على الاقل اقامة منطقة حظر جوي لمنع الطيران السوري من قنبلة الاحياء الشعبية وارتكاب المجازر الجماعية المتنقلة ضد السوريين أخرها مجازر ادلب في 28 اكتوبر 2014 والتي ذهب ضحيتها العديد من الاطفال الابرياء ؟؟
في سوريا اليوم جماعات ارهابية متطرفة هذا صحيح ولكن في الشعب السوري كذلك حركة مدنية وسياسية سلمية وعاقلة تريد الخير لبلدها ومستقلة في قرارها السياسي هذه الطبقة السياسية التي همشها صوت الرصاص والمدافع واظنتها السجون والمنافي والصراعات الداخلية بين فصائلها يمكن المراهنة عليها ودعمها وتشجيعها بجميع الوسائل والامكانات وستقيم دولة ديموقراطية مدنية تعددية في سوريا وتباشر مصالحة وطنية شاملة ولكن اي حل سياسي لسوريا لابد ان يستبعد الاسد من اي معادلة مستقبيلية لان مكانه الطبيعي هو محكمة الجنايات الدولية . النظام السوري تاريخيا حاول تهميش المعارضة وتمزيقها وتشويهها ونشر الطائفية السياسية وحاول الرهان على طائفة دون اخريات ولكن مثقفو الطائفة العلوية ابانوا عن فطنتهم وذكائهم لعدم وقوعهم في الفخ المنصوب لهم فسارعوا الى التنديد بجرائم الاسد منذ البداية لذلك فوتوا فرصة ثمينة على النظام الذي راهن على هذه الطائفة لتعزيز تخوفاتها وايهام العالم بان ما يحدث في سوريا حرب مذهبية وليست سياسية . في سوريا نخبة متنورة قادرة على رفع التحديات وساعطي امثلة فقط والائحة طويلة جدا للمفكرين السوريين الذين اعطو للفكر السياسي العالمي الشئ الكثير ويمكن الرهان عليهم وسد ذرائع الغرب بعدم وجود بدائل برهان غليون ، جورج طرابيشي ، جورج صبرا ، غسان ابراهيم ، هيثم مناع ، بسام جعارة ، معاذ حسن ، الطيب التيزيني ، صادق جلال العظم ، ماهر شرف الدين ، ميشيل كيلو .... وهذه القيادات الفكرية يمكنها ان تساهم في بناء مستقبل سوريا اذا توفرت لها الامكانيات السياسية اللازمة وستعطي للسياسة معنى في سوريا المستقبل ويمكن ان تنقل سوريا من دولة الاستبداد والقهر الى دولة مدنية ديمقراطية تتسع للجميع كردا وعربا مسيحيين و مسلمين وغيرهم من الاديان الاخرى .اما رهان المجتمع الدولي على دحر الارهاب اولا وانتظار ما ستؤول اليه موازين القوى على الارض بين النظام والمعارضة المسلحة وعدم الانخراط الجدي في حل الازمة السورية لن يعطي سوى نتائج عكسية وسيعطي للارهاب نفسا جديدا وستزداد الفاتورة الانسانية التي تقترب اليوم من مليون شهيد وشهيدة من الشعب السوري وعدد كبير من اللاجئين المشردين (حوالي ملونين مهجر)في عدد كبير من الدول ويمثل عدد الاطفال منهم نسبة مئوية تفوق 40 في المئة.