فن الزواج 8
الحلقة الثامنة والأخيرة من
فن الزواج
هند مناصرة
المفاتيح العشرة للنجاح
هذا العنوان هو اسم لكتاب من أروع الكتب في مجال التنمية البشرية، وتطوير الذات، وتحقيق السعادة، وتحدي العقبات للوصول إلى الأهداف وهو للدكتور "ابراهيم الفقي".
وقد رأيت أن نستخدم هذه المفاتيح للوصول إلى حياة زوجية سعيدة وناجحة وهذه المفاتيح هي:
1. الدوافع 6. الطاقة
2. المهارة 7. التصور
3. الفعل 8. التوقع
4. الالتزام 9. المرونة
5. الصبر 10. الانضباط
وسنتناول كل مفتاح على حدى، ونضع بعض الاقتراحات لاستعماله بطريقة صحيحة للوصول إلى النجاح في علاقة من أهم، وأقوى العلاقات الإنسانية ألا وهي العلاقة الزوجية.
المفتاح الأول "الدوافع"
ما الذي يدفعني للزواج محتملاً كل تبعاته راضياً مسروراً... ما هدفي منه؟
إنه الرغبة في البقاء، والامتداد في هذه الحياة ،الرغبة في العثور عمن يكملني... ويؤانس وحدتي ويساند كبرتي.. إنني أرنو لحياة متكاملة سوية أقوم فيها بكل الأدوار المطلوبة مني لكي يتحقق وجودي وتشعرني بطعم الحياة.
كل تلك الدوافع أجدها وراء هذا الخطوه المهمه في حياتي، وكذلك فإن الدوافع تولد في نفسي إصراراً على النجاح في حياتي الجديدة، وأن أتحمل من أجلها الكثير... لأنها تعني لي الكثير، فإذا لم يكن لديك الدافع والرغبة القوية في الزواج، والارتباط فأنت بذلك ضيعت أول المفاتيح وأهمها.
المفتاح الثاني: "الطاقة"
إن وجود دافع ورغبة حقيقية في إنشاء علاقة زوجية هذا شيء إيجابي، وخطوة أولى لا بد لها مما يعززها ويدعمها، وهي وجود طاقة كافية للقيام بذلك والطاقة لا تكون إلا في الجسم السليم الخالي من الأمراض، التي تبلي اللحم وتنخر العظم وتضعف القوى.
فإن أردت أن تنعم بحياة زوجية ناحجة، وأن تستمتع بطيبات الحياة الدنيا الجسدية والنفسية، فعليك بمحاربة أعداء الصحة، والابتعاد عنهم وهم: النظام الغذائي السيء، عدم ممارسة التمارين الرياضية، الإكثار من شرب المنبهات والكحول، التدخين، التوتر، والقلق.
"كذلك تجنب مصاحبة الأشخاص الذين نطلق عليهم لصوص الطاقة، وهم دائمي الشكوى،
لأنهم سيحبطون من عزيمتك ويسرقون طاقتك، ويشعروك بالاحباط، وستجد بالتالي أن مستواك في هبوط مستمر"[1]
فالطاقة كما يقولون هي وقود الحياة، فإذا توفرت لديك الرغبة في النجاح كزوج أو زوجة، والطاقة لتحقيق تلك الرغبة، فقد امتلكت مفتاحين وعليك بالبحث عن البقية.
المفتاح الثالث: "المهارة والمعرفة"
ماذا أعرف عن الزواج؟ هل سألت نفسك هذا السؤال؟ وأنت مقبل على دخول الحياة الزوجية؟ هل كلفت نفسك عناء البحث عن كتاب تقرأه، أو محاضرة تسمعها في هذا الموضوع، قبل أن ترتبط بشريك الحياة، أم تُراك اكتفيت بمعلوماتك المتواضعة، ورغبتك في تحقيق السعادة والنجاح.
أخواتي، إخواني شباب هذا العصر، إن الأمنيات والرغبات لا تكفي، لا بد من التسلح بالمعرفة في كل تفاصيل هذه العلاقة الجديدة، وفهم سيكولوجية الطرف الآخر، وكيفية التعامل معه.
والمعرفة اليوم، تفتح أمامك الكثير من الأبواب التي كانت موصدة، وترفدك بشتى الطرق والوسائل، وما عليك إلا أن تنهل من ينابيعها العذبة كما تشاء. وأن تستمر في ذلك حتى بعد الزواج، لترفع دائماً من مستوى حياتك، وتحسن نوعيتها.
"المعرفة هي قوة، وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعاً، وستكون لديك فرصاً أكبر لتصبح سعيداً وناجحاً... فبالمعرفة ترتفع درجة ذكائك، ويتفتح ذهنك لأفق ومجالات جديدة"[2]
المفتاح الرابع: التصور "التخيلات والأحلام"
إن جميع الإنجازات البشرية، ومفردات الثقافة والحضارة الإنسانية، منذ بدأ الحياة وإلى يومنا هذا، قد بدأت بحلم، وعندما وجدت عقول متفتحة، وإصرار على إخراجها للواقع كانت الحقائق التي نشاهدها، ونتنعم بها في حياتنا.
فالأحلام هي نقطة البداية لأي نجاح، فإذا كنت تبحث عن السعادة الزوجية، فعليك أن تتصورها في ذهنك وتتخيل معالمها قبل أن تبدأ بالتخطيط والتنفيذ.
".. بما أن كل شيء يحدث دائماً في العقل أولاً، لذلك عندما ترى نفسك ناجحاً وقوياً، وتكون قادراً على تحقيق أهدافك وتؤمن بذلك.. سيخلق لك حلمك قوة ذاتية، وسيساعدك عقلك الباطن بقدراته التي لا حدود لها على تحقيق أحلامك"[3]
فأنت أيها الزوج وأنتِ أيتها الزوجة، عليكما بإقناع نفسيكما بأننا ناجحين وسعداء أولاً ثم العمل على أن: تتمثل تلك السعادة، وذلك النجاح في واقع حياتكما اليومي، وبشكل ملموس.
حلم وتصور + ثقة بالنفس وعمل = هدف محقق ومنجز.
المفتاح الخامس: "الفعل" كيف أصنع النجاح؟
قد تمتلك الدافعية والحماس لتحقيق هدفك، والنجاح فيه، وعندك من الطاقة ما تكفي لذلك وحصلت المعرفة "والقوة العقلية التي تحتاجها للنجاح... ولكنك إن لم تضع كل هذا موضع التنفيذ فستكون كل هذه المهارات بلا قيمة، وبلا طائل من ورائها"[4]
فإذا كنت تسعى لحياة زوجية ناجحة، وتعرف ما الذي يتوجب عليك فعله، فما عليك إلا البدء فوراً، وفي أي مرحلة كنت سواء في الاستعداد للزواج، أو البدء بالاجراءات أو كنت تزوجت، وتريد أن تحسن من العلاقة بينكما فافعل، وإلا ما قيمة الإرادة والرغبة دون عمل.
عندما يقول الزوج هناك مناسبة عزيزة على قلب زوجتي ولن أفوتها، وسأعود إلى البيت بهدية جميلة، تدخل السرور إلى قلبها، وأعبر فيها عن حبي لها، ولكن هذه الإرادة سرقت منه في زحمة العمل، ولم يفعل ما خطط له، فحرم نفسه من مشاعر رائعة، كانت ستؤجج الحب في قلب زوجته، حين ترى أنها محل اهتمامه رغم كل مشاغله.
إحدى الزوجات تقول رغبت في أن يكون في هذا المساء سهرة لطيفة أفاجئ زوجي بها، نقضيها بعيداً عن صخب الحياة ومتاعب الأولاد. ولكنها سرعان ما انشغلت بأمور جانبية ولم تفعل ما خططت له، فكيف سيعرف زوجها بنواياها وما تفكر فيه، إذا لم يرى شيئاً على الواقع. وبذلك تكون قد حرمت نفسها، وزوجها من لحظات قد لا تتكرر في الوقت القريب.
أرى أن أكبر مشكلة تواجه انجازاتنا، وأفعالنا وتعيق نجاحنا هي قضية التسويف، والذي يفوت علينا فرصاً كان لا بد من اغتنامها.
فالتسويف يجعلنا نؤجل، ونؤجل حتى يضيع الوقت، ونحن لم نحقق شيئاً فلا تسوف، وإذا هممت بفعل أو خطرت لك فكرة جيدة، وتعرف كيف تفعلها فقم بها الآن يقول الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه المفتايح العشرة للنجاح "كان والدي يقول لي الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة ان تعرف كيف تفعله والنجاح هو أن تفعله"[5].
مفتاح التوقع "تفاءلوا بالخير تَجدوه"
كثيراً مما نتوقعه نحصل عليه، إذا ما اجتهدنا في تحقيقه وأخذنا بأسبابه. ولذلك على الإنسان أن يتوقع التوقعات الإيجابية، وأن يثق بالله سبحانه وتعالى، فقدرته فوق كل شيء.
فقد يُقبل بعض المتشائمين على الزواج، بدافع الإلحاح من جانب الأهل والمقربين، بينما هو لا يجد في نفسه القدرة على النجاح في هذا الموضوع، وينظر إليه من زاوية المسؤولية والأعباء الإضافية التي يضيفها الزواج إلى حياته.
فإن الإنسان إذا سمع نفسه تقول أنا لا أستطيع عمل ذلك أنا لن أنجح ... عليه أن يعكس الصورة، ويقنع نفسه بأنه يستطيع فعل ما يريد، وسينجح في ذلك.
"فهناك أشخاص يعيشون أحلامهم، ويتوقعون النجاح دائماً وينجحون بالفعل، وعليك أن تفكر ولو للحظة في كل الناجحين العظام، اللذين واجهوا عقبات كبيرة، ولكنهم توقعوا النجاح ونجحوا فعلاً".[6]
فإلى كل زوج وزوجة، توقع أنك ستعيش بسعادة، وستنجح في حياتك الزوجية، بالرغم من كل التحديات عش بالتفاؤل والأمل، وثق بالله وستجد الواقع يحدثك بذلك.
مفتاح الالتزام
الالتزام هو تلك "القوة التي تدفعنا لنستمر حتى بالرغم من الظروف الصعبة، وهي القوة الدافعة التي تقودنا لإنجاز أعمال عظيمة"[7].
وكما هي البدايات دائماً يواجه الأزواج في بداية رحلتهم بعض العقبات والمستجدات، والاختلافات. وهذا أمر طبيعي، لا يواجه إلا بالإصرار على الاستمرار والنجاح، والالتزام بالمسؤولية، والحرص على هذه العلاقة من الطرفين.
"فلا يوجد في العالم شيئاً يمكنه أن يحل محل الإصرار، والموهبة وحدها لا تكفي، فهناك كم كبير من الفاشلين، من ذوي المواهب، والذكاء وحده لا يكفي، فكثير من الأذكياء لم يجنوا من وراء ذكائهم، والتعليم وحده لا يكفي، فالعالم مليء بالمتعلمين عديمي الجدوى، ولكن الإصرار والإلتزام قادران على كل شيء"[8]
فالزوج الحكيم والزوجة الحكيمة، يحدوهما الأمل بالنجاح، ويلتزمون دوماً بما يحقق ذلك النجاح، وإذا ما تعثرت الخطى يوماً فلا يتوقفون عن المحاولة.
المفتاح الثامن "المرونة"
يحمل كل إنسان ذكراً أو أنثى، صورة معينة في ذهنه تحمل بعض الملامح لحياته الزوجية المقبلة، بجوانبها المتعددة وعندما تبدأ تلك العلاقة، فإنها تقوم على عنصرين مختلفين تماماً في كل شيء. وبعضاً من تلك الاختلافات هي فقط التي تكون قابلة للتغيير والتحسن، فينبغي للزوجين عندما يضعون تصور أو تخطيط معين لحياتهم، أن يراعوا العقبات التي قد تتطلب تغيير المسار، وإيجاد البدائل في حال لم تفلح الخطة في الوصول إلى الهدف.
والزوجان بحاجة ماسة للمرونة، أي سرعة التأقلم والتكيف مع الواقع الجديد. وكلما كان التأقلم سريعاً والحلول البديلة موجودة، فإن النجاح سيحالفهم أسرع. وإن وجد الواحد منهم في شريكه، ما لا يرغب فيه فعليه أن يركز على الإيجابيات، ويتعامل مع السلبيات بمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه.
مفتاح الصبر
ليس أعظم من فضيلة الصبر، بين الناس جميعاً وبين الأزواج بشكل خاص، فهما بأمس الحاجة إليه، لوجود ذلك الاختلاف والتباين بينهم في جميع تفاصيل الحياة اليومية لهم. "الطباع، الحديث، الطعام، الشراب، مواعيد النوم، البرنامج اليومي..."
هنا يأتي دور الصبر، والقدرة على التحمل حتى تعتاد النفس ذلك الاختلاف، وتتقبل تلك الطباع وتحترمها، وإن لم تكن توافق هواها.
"ولا يكون التوافق بين الطباع، إلا بحب يلين الزوجة للزوج، والزوج للزوجة، ليحدث قدراً من التوافق النسبي بينهما، والذي هو كفيل بضمان استمرارية وتماسك العلاقة الزوجية والأسرية، إضافة إلى ما في الصبر من عظيم الأجر عند الله تعالى، حيث يقول في كتابه العزيز "وبشر الصابرين".
الانضباط
جميل أن تحلم، وتخطط وتعمل على أن تحيا حياة ناحجة، ولكن ذلك غير مرتبط بزمان محدد أو فترة معينة.
فإن الإنجازات المتقطعة لا يكتب لها الاستمرار والخلود، وتكون عبارة عن جهود مبعثرة لا قيمة لها على المدى البعيد.
بعض الأزواج تجدهم في بداية الحياة الزوجية، في غاية الحماس والنشاط والإيجابية. ويريد أن يحقق الكثير، ويلتزم بكل ما يرى أنه يرضي شريكه، ويبعث السعادة في نفسه. غير أنه سرعان ما تختفي تلك السلوكيات تدريجياً، ولا يستمر فيها بمعنى يترك المداومة والانضباط عليها، وبالتالي تذهب أدراج الرياح. وبذلك يفقد القدرة على تطوير ذاته والسعي بالحياة إلى الأفضل دائماً.
فالأهم من القيام بأي عمل هو المداومة عليه، والاستمرار به وبنفس الحماس والرغبة حتى يكون الإنضباط. قال e: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"[9]
وإن النجاح يحتاج إلى مثابرة واجتهاد مستمر حتى يتحقق، فلا يكفي أن تحققه مرة واحدة وتقضي بقية حياتك تتجرع الفشل تلو الفشل.
توصيات واقتراحات
ثلاثة حق على الله تعالى عونهم، منهم الشاب الذي يسعى إلى العفاف، عن أبي هريرة قال: قال رسول e " ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف"[10]، وكما أن الله تعالى يكون في عونهم، يتوجب على المعنيين أن يعملوا جاهدين على تسيير أمور الزواج، وتسهيله عليهم ومن وسائل ذلك:-
1. إنشاء جمعيات لتأهيل المقبلين على الزواج، تحت مسمى "جمعية العفاف" مثلاً يتواجد فيها استشاري نفسي ومرشد اجتماعي، رجل دين عالم بأحكام الزواج وما يترتب عليه من قوانين وحقوق، محامي، طبيب وغيرهم من ذوي الاختصاص. وضرورة توعية الشباب بضرورة التوجه إلى هذه الجمعيات؛ والمؤسسات للاستشارة قبل الزواج.
2. عقد دورات إلزامية أو محاضرات وورشات عمل، تناقش فيها إجراءات عقد الزواج وما يترتب عليه والثقافة الجنسية. والعمل على أن تشتمل مناهج التربية، ومقرراتها على تفاصيل هذه المواضيع كل مرحلة حسب ما تحتاج.
3. إنشاء صندوق الزواج على غرار ما يحصل في بعض الدول، والذي يلجأ إليه المقبلون على الزواج، لأخذ احتياجاتهم المالية، وفق شروط وضوابط يحددها القائمين على الصندوق.
4. تشجيع ظاهرة الزواج الجماعي، لما لها من أثر بالغ في تخفيف أعباء وتكاليف الزواج، وتعميق لمعاني التعاون وروح الجماعة، وتقوية الروابط الاجتماعية، التي أخذت تتلاشى شيئاً فشيئاً من حياتنا هذه الأيام.
5. الزواج المبكر ما أمكن إذا سمحت ظروف الشباب، واكتمل البلوغ ولم يكن هناك عائق، فتأخر سن الزواج له عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات.
6. منع الاختلاط في المدارس والجامعات، والأماكن العامة بقدر المستطاع، فلا شيء أصعب على الجنسين من وجودهم في مكان واحد، وهم في أوج البلوغ والنشاط والاندفاع.
7. عدم تدريس الأولاد والبنات نفس المواد، دون أن تنفعهم في حياتهم العملية، أو تؤهلهم كلٌ لدوره، ووظيفته الرئيسية في الحياة البشرية على وجه الأرض.
8. تبني الحكومات فكرة منحة الزواج لمستحقيها من الشباب محدودي الدخل، وتبني المحاكم الشرعية مثل هذا الكتاب، وإلزام الجميع به عند إجراء عقود الزواج.
9. تشجيع القنوات الفضائية الملتزمة، والتي تتقي الله في شبابنا وبناتنا،وتبعد عنهم هذا الغزو الجنسي المبرمج، وتحفظ الأمانة وتؤدي الرسالة على أكمل وجه.
" نأمل أن تلقى هذه الاقتراحات آذان صاغية من قبل المسؤولين: وصناع القرار"
الخاتمة
إن الحياة أيام قلائل، نحياها مرة واحدة، فلا يعقل لذي لب أن يعيش بالأسى والألم والمتاعب، فلا بد أن نبحث جاهدين عن النجاح، والحب، والسعادة والتي بدورها تحسّن من نوعية الحياة، وتقلل فيها من الخسائر.
والزواج محطة هامة في حياة البشر، الذين يقد سون رابطة الزوجية، ومرحلة ممتدة، في الغالب تطول إلى آخر العمر، ويتمحور حولها معظم حياة الناس، آمالهم، وآلامهم والتي تفرز كثيرا من المتاعب والالتزامات والمسؤوليات، لذا فهي تستحق كل عناية واهتمام.
قد يقول قائل أن معظم الزيجات في المجتمع، هي زيجات تقليدية، ليس فيها إلا القليل مما ندعو إليه في هذا البحث فلا دراسة ولا تخطيط، ولا فلسفة للأمور، ومع ذلك فقد نجحت تلك العلاقات، وحالفها الحظ في الاستمرار، وكان منها البنين والحفدة.
نقول لهؤلاء أن الحياة الإنسانية لا تستمر على وتيره واحد، فالتغيير يتسارع من حولنا، وتتغير معه أهداف البشر وطموحاتهم، وتفكيرهم. والعلاقات الإنسانية تغيرت كذلك، بحيث أصبحت بحاجة إلى قدر كبير من الثقافة، والوعي بكل ما يعصف بإنسان هذا العصر من تحديات، وبكل ما أفرزه الواقع الجديد من السلبيات، والضرائب الباهظة للحضارة والتطور.
إضافة إلى أننا لا نستطيع أن نقيس الحياة اليوم بمقياس العصور السالفة، فمثلاً حياة أجدادنا لم تكن تعرف الحاسوب، أو التكنولوجيا الحالية، ومع ذلك نجحوا في حياتهم وتعايشوا معها وانتهت على ذلك.
غير أن ذلك النجاح، كان يناسب تلك المرحلة فقط، أما نحن فلا يمكن أن ننجح بمنأئ عن معايشة واقعنا، بما يمليه علينا من أساليب وقواعد جديدة، تسير أمور حياتنا المختلفة وتجعلنا نسير فيها على بيّنه.
وقد ركزت في هذا البحث على النموذج الايجابي للزواج، والمستوفي للشروط والأركان الشرعية. لذلك لم أتطرق لأنواع الزواج الأخرى (الزواج العرفي، زواج المتعة).والتي لا تتوفر فيها مقومات إنشاء علاقة زوجية صحيحة وناجحة في الأصل، فكيف سيكون فيها فن في الزواج؟
ومررت كذلك على أسس الاختيار السليم لكلا الزوجين والخطبة، وايجابياتها وسلبياتها، مروراً بعقد الزواج وإعلانه، وما يتعلق بليلة الزفاف، والثقافة الجنسية والتي قد يلومنا البعض للحديث فيها بإسهاب وصراحة.
غير أن ما يدفعنا لذلك كله إنما هو الواجب، في تقديم العون لهذا الجيل الذي لم يعد قادراً على أن يفرق بين الغث والسمين، من مصادر المعرفة عبر وسائل الاتصال المختلفة، والتي لا تقدم في معظمها إلا الإثارة، مستخدمة أشد الأسلحة فتكا وبهدوءً، دون أن تريق دماً أو تدمر بيتاً، لكنها تفتك بما هو أهم بطاقة الشباب وقوتهم. وقد تطرق الكتاب كذلك للحقوق الزوجية، وما يترتب على معرفتها وفهمها من وضوح وسعادة.
ختاماً أبنائي وبناتي كلما اقتربتم من هذا النموذج كان النجاح حليفكم والسعادة حالكم بإذن الله. نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما جهلنا، وينفعنا بما علمنا، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به.
والله من وراء القصد
المراجع
1. القرآن الكريم.
2. صحيح البخاري.
3. دستور الأسرة في ظلال القرآن/ أحمد فائز/ الطبعة الأولى 1980.
4. أحكام الزواج في ضوء الكتاب والسنة د. عمر سليمان الأشقر طبعة أولى. 1997.
5. تحفة العروس/ محمود مهدي استانبولي، طبعة ثالثة/ المكتبة التوفيقية.
6. آداب الزفاف في السنة المطهرة- محمد ناصر الدين الألباني/ الطبعة الثالثة-1996/ دار ابن حزم.
7. أسرار الزواج الناجح/ نجلاء محفوظ/ الطبعة الأولى 2004 الدار المصرية اللبنانية .
8. البيان فيما يحتاج إليه الزوجان/ جاسم بن محمد بن مهلهل الياسيني/ الطبعة السابعة 1992.
9. مجلة بلسم العدد 37 / تصدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
10. تفسير روح المعاني/ الألوسي/ الجزء الثاني.
11. لا تحزن/ د. عائض القرني.
12. في سيكولوجية المرأة/ د. مايه أحمد السينال/ دار المعرفة الجامعية.
13. شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني/ محمود السرطاوي/ الجزء الاول/ طبعة أولى 1981.
14. أصول تربية المرأة المسلمة المعاصرة/ حفصة أحمد حسن/ الطبعة الاولى2001/ مؤسسة الرسالة.
15. مجلة إشراقة/ العدد 46.
16. أسعد أمرأة في العالم/ عائض القرني/ الطبعة الثانية.
17. تحفة العروس ومرشد الزوجين/ محمد طاهر خراشي/ جمعية المأذونين الشرعية في جمهورية مصر العربية/ الطبعة الاولى 1991.
18. السعادة الزوجية في الإسلام- محمود الصباغ.
19. نصائح للفتاة قبل الزواج/ علي خليفة/ الطبهة الاولى.
20. مع الحياة/ مركز المناهج الفلسطينية- مجموعة مؤلفين.
21. المفاتيح العشرة للنجاح/ ابراهبم الفقي/ المركز الكندي للتنمة البشرية 1999.
22. أخبار النساء/ إبن قيم الجوزية/ تحقيق أحمد بن علي.
23. بالمعروف" سلسلة بيوتنا وإدارة الذات الجزء الاول د. اكرم رضا.
24. أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا" سلسلة بيوتنا وإدارة الذات د. أكرم رضا.
25. شبكة الانترنت.26 يسألونك عن رمضان/ حسام الدين عفانه
هذا الكتاب
الفن والإبداع أصبحا حاجة ملحة لكل مفردات الحضارة الإنسانية حتى نضيف شيئاً إلى الدنيا، ولا نكون نحن زائدين عليها.
والزواج لا يشذ عن هذه القاعدة، ولعل هذا الكتاب يشفع لنا عند أبناء هذا الجيل، والذي فتح عينيه على الدنيا فوجد أماً تخلت... وأباً مشغولاً"... ومدرسة لم تفلح في تربية ولا في تعليم... ومعلم لم يترك له البؤس من رساله....... وإعلام يفسد أكثر مما يصلح.
أبنائي وبناتي،،
نعترف بتقصيرنا، وهذا جزء يسير من حقكم علينا، فلعله يكون الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح.
المؤلف
[1] . المفاتيح العشرة. ص58.
[2] . المرجع السابق.
[3] . المفاتيح العشرة. ص76.
[4] . المرجع السابق. ص89.
[5] المفاتيح العشرة، ص105.
[6] . المرجع السابق.
[7] المرجع السابق.
[8]. المفاتيح العشرة، ص116.
[9] . صحيح البخاري، كتاب الرقاق، رقم الحديث 6100.
[10] رواه الترمذي كتاب( فضائل الجهاد)