·       الطابع يوثّق مراحل تاريخية وحضارية هامة في تاريخ بلادنا

·       ذاكره سورية نقرؤها على هذه الطوابع

انتهى العهد العثماني في البلاد السورية مع دخول الجنرال اللنبي  يوم 1 تشرين الأول عام 1918 م  و الأمير فيصل بن الحسين يوم 3 تشرين الأول عام 1918م   إلى دمشق ثم  بقية المدن السورية " و قيل أنهما دخلا معا يوم 3 تشرين الأول " . و ابتدأ عهد ما سمي الحكومة العربية الأولى ، وفي يوم 8 آذار عام 1920 م ، و بقرار من المؤتمر السوري آنذاك " هو أول برلمان لبلاد الشام "   أعلنت المملكة السورية " على مساحة سوريه الطبيعية أي سوريه بحدودها الآن و لبنان و فلسطين و شرقي الاردن " و جلس على عرشها الملك فيصل كأول و أخر ملك على سورية في العصر الحديث   ، استمرت المملكة السورية إلى دخول الجنرال الفرنسي غوابيه يوم 25 تموز عام 1920 م إلى دمشق  على رأس الفرقة العسكرية الثالثة و هي من الفرق المهمة لدى الاحتلال الفرنسي فقد سبق لها أن شاركت في المعارك الفرنسية التي خاضتها على جبهات كيليكلية و الأناضول و شمال إفريقيا ، و كان دخول دمشق قد تم  بأمر من الجنرال غورو الذي كان يقيم في بيروت ، و أذاع قائد الحملة الفرنسية الجنرال غوابيه بعد دخوله دمشق بيومين أي يوم الثلاثاء الواقع في 27تموز عام  1920 م بلاغا جرد بموجبه الملك فيصل من سلطة الحكم ، و تم بعد ذلك  طرده من دمشق ، و بذلك انتهى عهد المملكة السورية و ابتدأ عهد الانتداب الفرنسي .

صعوبة التوثيق :

كما سبق وذكرنا هنالك صعوبة في توثيق مسيره الطابع السوري ، و لكننا نحاول قدر الإمكان من خلال صفحات التاريخ أن نلقي نظره سريعة على تاريخ الطابع السوري ، لأننا ندرك جميعا أن هذا الطابع يوثّق مراحل تاريخية وحضارية هامة في تاريخ بلادنا ، و يمكننا القول ان جزء مهما من ذاكره سورية نقرؤها على هذه الطوابع .

  و هنا نحاول الحديث عن الفترة الممتدة من دخول الأمير فيصل إلى دمشق و من ثم طرده منها و ابتداء زمن الانتداب الفرنسي ، فخلال هذه الفترة  التي لم تتجاوز 21 شهرا تم تداول العديد من الطوابع و بصيغ مختلفة منها الطابع العثماني ، و البريطاني و الحجازي ، و طابع باسم الحكومة العربية ، و طابع باسم الحكومة السورية العربية ، و طابع المملكة السورية ، فخلال 21 شهرا تداولت سوريه  أكثر من سبع صيغ من الطوابع .؟

طوابع الحكومة العربية :

مع مجريات هذه الأحداث السياسية و دخول قوات الثورة العربية الكبرى إلى دمشق وبقية المدن السورية توقف استخدام الطوابع العثمانية في مكاتب البرق و البريد واستعيض عنها بطوابع انكليزية أحضرتها القوات العسكرية البريطانية من مصر الخاضعة للنفوذ البريطاني ، و هي  طوابع بريطانية مطبوعة في لندن موشحه  بالعربية بعبارة " خالص الأجرة " و ثمنها مطبوع عليها بالمليم و كانت تستخدم في الدول العربية الخاضعة للسيطرة البريطانية " مصر وفلسطين والأردن"  , و هذه الطوابع التي تم تداولها في سوريه  تعتبر من أندر الطوابع الآن ، ولم يدم استخدام هذه الطوابع  لفترة زمنية طويلة حيث قامت دوائر البرق و البريد في سورية بجمع ما يتوفر في البلاد من طوابع عثمانية وتم توشيحها بعبارة  " الحكومة العربية " أو " الحكومة السورية العربية ".و تم إيقاف استعمل الطوابع البريطانية بعد ذلك .

الطوابع الفيصلية:

خلال فتره حكم الأمير " ثم الملك " فيصل التي استمرت من أول تشرين الأول عام 1918 م إلى 25 تموز عام 1920 م ، صدرت و وشحت مجموعات كثيرة من الطوابع ، فقد استقدمت حكومة فيصل طوابع بريدية من الحجاز " مقر الثورة العربية الكبرى و مقر إقامة الشريف الحسين بن علي والد الملك فيصل مؤسس الدولة الحجازية الهاشمية  " مطبوع عليها بريد الحكومة العربية الحجازية ، و قيمه الطابع قرش صاغ واحد ، و في منتصف الطابع اسم الحسين بن علي ، و وشحت هذه الطوابع  بعبارة حكومة الشرق العربي سنه 1343 ، و أيضا استقدمت حكومة فيصل طوابع مطبوع عليها بريد الحكومة العربية الهاشمية مكة المكرمة، و قيمه الطابع نصف قرش ، و وضع على هذه الطوابع شعار الحكومة الهاشمية و اسم الحسين بن علي ، و على طرفيها عبارة مكة المكرمة ، و وشحتها باسم حكومة الشرق العربي ، ثم قامت الحكومة الفيصليه و استعدادا لإعلان المملكة السورية بطباعه مجموعه طوابع كتب عليها المملكة السورية المتحدة ، و هذه المملكة تمثل بلاد الشام ، و عرفت مجموعه الطوابع هذه باسم " الطوابع الفيصلية " و تعتبر من أهم الطوابع السورية ، خاصة الطابع الموشح بعبارة  " تذكار استقلال سورية المتحدة  " الذي صدر في 8 آذار عام 1920 ، و صدرت هذه المجموعة  في أواخر شباط أو بداية آذار من عام 1920 م " وهي مكونة على الأغلب من تسعه طوابع ، و طبعت بدمشق في مطابع شهيرة آنذاك لطباعة الكتب  اسمها مطابع " قوزما " و تمت الطباعة بالطرق البدائية الحجرية و تمّ تصميغها يدويا وتركت لتجف بوضعها في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس ، فلم تكن تقنيات الطباعة وتقنيات صناعة الطوابع آنذاك إلا في بداياتها .  

  كانت هذه الطوابع أول مجموعة طوابع عربية سورية أصدرتها حكومة فيصل في محاولتها لتنظيم البريد في البلاد .

تعتبر مجموعه الطوابع الفيصليه من أندر الطوابع عالميا و أغلى سعرا لدى المهتمين بجمع الطوابع . وهي تلقى اهتماما متزايداً خاصة في الآونة الأخيرة لأسباب عديدة منها ندرتها حيث طبعت منها كميه قليله جدا لم تتجاوز الألف طابع ، استعمل جزء منها و اهدي جزء أخر و احتفظ بالباقي ، و هذه المجموعة كانت على مر الأيام من أكثر الطوابع عرضه للتزوير منذ أن ظهرت عام 1920 حتى الآن .
يتبع