سجل نظام السمسرة الأسدي في دعم المقاومة الفلسطينية
سجل نظام السمسرة الأسدي
في دعم المقاومة الفلسطينية
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء. .
أحاول في مقالاتي ان أخص الأسد وعصابته بإصطلاح يوفيه حقه ويليق بمقامه فلا تسعفني الذاكرة .فألجأ آسفا الى وصف هذه العصابة بالنظام تمشيا مع الإصطلاح السياسي لدول تقودها عصابة ديكتاتورية .
ولكن للحقيقة والتاريخ اجد ان الإصطلاح الأقرب لواقع مجرم دمشق هو "سمسار دولي"
فتح مكتبا له في دمشق بموافقة الدول الكبرى حاصل على إمتياز ( FRANCHISE)
من الدول الكبرى لتمشية مصالحها في المنطقة فهو يقوم بكل الخدمات السيئة السمعة لقاء المحافظة على إحتلال سوريا .
هذا المكتب هو أقرب الى دكان منه الى مكتب محترم ، حيث تفوح منه كل روائح المؤامرات العفنه مثبت على واجهة هذه الدكان لوحة مضاءة بالنيون تخطف الأنظار تبرق أمامنا بكل الوان قوس قزح بعبارة :
مكتب الأسد للممانعة يرحب بكم
خدمات سريعة لكل الدول العربية والأجنبية
نقبل طلبات من المعارضات والأنظمة على حد سواء
حاصلين على الكود
الأمريكي والروسي والإسرائيلي والإيراني..
توصياتنا معتمدة عند الكبار
تسهيلات بالدفع
نقبل كاش وشكات معتمدة وبطاقات إئتمان..
كما نقبل الدفع بالتقسيط لقاء تقديم كفالة
إسرائيلية-امريكية-روسية-إيرانية
إخواني...
بإختصار شديد هذا هو حافظ الأسد وهذا هو بشار الأسد وهذا هو النظام من الفه ليائه.
لقد لعب هذا السمسار بكل قضايا العرب الوطنية ..لعب في السودان ولعب في البحرين ولعب في العراق ولعب في لبنان وقبض الأثمان وفوقها شهادات تقدير من إسرائيل وأمريكا.
يعتبر الكيان الإسرائيلي الزبون المفضل للعميل حافظ الأسد .حيث يقدم هذا الزبون بين الحين والاخر قوائم بتصفية ناشطين فلسطينيين.. فيقوم السمسار بالواجب بأسرع من لمح البصر.
سأذكر للقراء الكرام نماذج قليلة لما فعله هذا السمسار بالفلسطينيين بناء على قوائم مسلمة له من الموساد الإسرائيلي
اعتقال االلواء مصطفي ذيب خليل قائد الكفاح الفلسطيني المسلح في بيروت الذي سلمّه أحمد جبريل للمخابرات السورية عام 1983 وبقي في السجون السورية 21 عاما حتى فبراير من عام 2004 حيث أفرج عنه بسبب تردي حالته الصحية ومخافة أن يموت في السجن، وهو يعيش اليوم في مخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني.
أما الناشط الفلسطيني المعروف توفيق الطيراوي (مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية لاحقا)، فقد خطفته المخابرات الأسدية من بيروت في الثالث والعشرين من يوليو 1885 وبقي في السجن في دمشق حتى الثاني من نوفمبر 1989 ، وقد خرج من السجن يعاني من كسور في العمود الفقري وضعف في البصر من جراء التعذيب. وقد نشر تجربته في سجون نظام الممانعة، وفيها من المعلومات ما لا تحصل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ناشطون ماتوا في سجون الأسدين.
وهذا الملف سيظل وصمة عار تضاف لوصمات العار الكثيرة في سجل نظام الممانعة بالثرثرة حيث عشرات المناضلين الفلسطينيين ماتوا واختفوا في سجون هذا النظام.
وممن عرفت أسماؤهم من هؤلاء القتلى:
النقيب أبو الفخر
أبو رمزي قدورة
المقدم أحمد أبو عيشة
الرائد حسام االبعلبكي
الرائد علي فتحي كريمة
الدكتور محي الدين الأسطل
الرائد نبهان الشيخ
علي يوسف زعيتر
هذا غير المئات من المواطنين الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين الذين اختفت آثارهم منذ ما يزيد على ثلاثين عاما، ولا يعرف أهلهم وعائلاتهم إن كانوا أحياءا أو أمواتا.
ولكن الحملة الشرسة ضد الفلسطينيين تزايدت بعد خروجهم من حصار بيروت في نهاية آب 1882 وانتقادهم لنظام حافظ الأسد الذي وقف متفرجا طوال حصار الجيش الإسرائيلي لبيروت الذي استمر 88 يوما، ولم يطلق جيش الصمود رصاصة واحدة ضد الإحتلال دعما للمحاصرين الفلسطينيين واللبنانيين.
وعقابا للمرحوم ياسر عرفات بسبب انتقادات حركة فتح وغالبية الفلسطينيين لهذا الموقف الأسدي المتخاذل، أوعزت المخابرات السورية لعملائها بالإعداد لإنشقاق عن حركة فتح، وقد قام بذلك (أبو موسى) و ( أبو خالد العملة) ومعهما عدد من المحاسيب في التاسع من أيار 1983 ، معلنين تشكيل ما أطلقوا عليه ( فتح الانتفاضة)، وقد مكنتهم المخابرات السورية من الإستيلاء على كافة مكاتب وممتلكات حركة فتح، وإغلاق كافة مكاتبها وطرد غالبية أعضائها. واستمرت هذه المجموعة العميلة عدة سنوات تتاجر بإصدار البيانات الثورية الديكورية دون أي وجود حقيقي لها في صفوف الشعب الفلسطيني في الداخل أو كافة أماكن وجود الفلسطينيين، خاصة بعد دورهم القذر في الحروب ضد الفلسطينيين في لبنان.
في السابع والعشرين من شهر إيلول 1982 قامت مخابرات الأسد بإغتيال العقيد سعد صايل ( ابو الوليد) رئيس أركان قوات الثورة الفلسطينية، وقد تمّ الاغتيال في منطقة يسيطر عليها جيش حافظ الأسد في البقاع اللبناني، ولم يسمح لسيارات الإسعاف بالوصول إلا بعد أن تأكدوا من وفاته.
توترت العلاقة إثر ذلك بين نظام الثرثرة الأسدي ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحدث وصول المرحوم ياسر عرفات إلى دمشق من مقره في تونس، فأصدر حافظ الأسد شخصيا قرارا بطرده، وتمّ الطرد بطريقة مذلة في نهاية حزيران 1983 ، حيث اقتادوه في سيارة للمخابرات الأسدية بصحبة ملازم من المخابرات، ظلّ طوال الطريق يوجه الشتائم لعرفات إلى أن أدخله الطائرة التونسية التي أعادته إلى تونس، وظلّ عرفات لسنوات غير قادر على نسيان تلك الطريقة المذلة والإهانات التي وجههوها له.
قامت القوات السورية بالتعاون مع مجموعة المنشقين عن فتح وجماعة أحمد جبريل وجماعة المخابرات السورية المسماة ( تنظيم الصاعقة) بطرد كافة المقاتلين الفلسطينيين من البقاع اللبناني، فتوجهوا بقيادة خليل الوزير (أبو جهاد) إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، حيث مخيمي نهر البارد والبداوي الفلسطينيين. وعلى الفور قامت القوات الأسدية بالتعاون مع عملائها الفلسطينيين من الجماعات المذكورة بحصار مدينة طرابلس والمخيمين الفلسطينيين. قام ياسر عرفات بخطوة جريئة حيث وصل متخفيا من تونس إلى مطار لارنكا القبرصي، ومن هناك بحرا إلى طرابلس ليكون مع رفيقه أبو جهاد وألاف المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين تحت قصف متواصل من القوات السورية، حيث وقع ما يزيد على ألف قتيل، وإثر تدخل دولي تمّ خروج ياسر عرفات ومقاتليه البالغين حوالي 4000 مقاتل في نهاية كانون الاول 1983 على ظهر خمسة بواخر يونانية بحماية البحرية الفرنسية إلى الشتات .فكانت هدية لإسرائيل لم تحلم بها ابدا.
حافظ السمسار حافظ الأسد على وعوده لإسرائيل فإستمر في تشتيت الفلسطينيين من خلال تلك المجموعات الفلسطينية العميلة له ومعهم حركة أمل برئاسة نبيه بري، فحارب أي وجود فلسطيني في مناطق إحتلاله اللبنانية، فكانت حرب المخيمات في بيروت وضواحيها والتي إستمرت ثلاث اعوام حتى عام 1988 ، حيث تم طرد كافة المنتمين لحركة فتح إلى جنوب لبنان، بعد ان أوقع ذلك الحصار والحرب الاسدية ما لايقل عن ثلاثة ألاف قتيل فلسطيني. وقد كانت حربا وحصارا بشعا إلى درجة أنّ بعض شيوخ لبنان أفتّوا بتحليل أكل لحوم القطط والكلاب للمحاصرين الفلسطينيين تماما كما يفعل ابنه المحرم بالمحاصرين السوريين حيث اضطروا ايضا الى اكل لحوم القطط والكلاب فهذا هو تاريخ آل الاسد الأسود بل زاد على ابيه المقبور بقتل حتى القطط والكلاب حتى لاتصل الى مناطق اقامة المحاصرين. ..
ومنذ ذلك التاريخ لم يعد هناك أي وجود في سوريا أو البقاع اللبناني لحركة فتح. والكل يعرف أنّ باقي المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق، هي مجرد مكاتب ولوحات ديكورية، حيث الشرط الوحيد لوجودها ما زال قائما في زمن الأسد الوريث وهو ( ممنوع منعا باتا إطلاق أية رصاصة على إسرائيل من الحدود السورية). وهذا الشرط قائم منذ عام 1967 فمن يتذكر أنّ هناك تنظيما فلسطينيا قام بعملية ضد الاحتلال الإسرائيلي من الحدود السورية، فليصحح لي معلوماتي كي أتقدم بالشكر لنظام الممانعة.
هذا هو سجل السمسار الأسدي في دعم المقاومة الفلسطينية، مما استحق عليه لقب ( نظام الممانعة والمقاومة).
واليوم يثور الشعب السوري ومنذ اربع اعوام بثورة تاريخية قل نظيرها سيتم كتابة سطورها بدماء الشهداء.. فهي ثورة كرامة وثورة حرية وثورة إسترداد حقوق للسوريين والفلسطينيين معا.
فياأيها الفلسطينيون لنضع أيدينا معا.. لنزيل هذا المجرم من ارض الشام فإنتصارنا الثاني لن ينجز الا اذا تحررنا من الإستعمار الأسدي...