المحكمة الجنائية الدولية

المحكمة الجنائية الدولية ...

الرديف الثالث للعدوان

م. هشام نجار

اعزائي القراء

في آواخر عام ٢٠٠٨ م.عندما كانت إسرائيل تقتل وتحرق وتهدم كل شيئ أثناء حربها العدوانيه على غزه وسط صمت عربي- دولي مطبق , كان يومها  مجلس الأمن جاهزآ بكل مندوبيه الدائمين ينتظرون اية إشاره من إسرائيل ليبدأوا عملهم ...فيلفلفوا جرائم إسرائيل ثم ينشروا بعدها على  الملأ قراراتهم السيئة السمعه .في تلك الأيام كتبت مقاله  كان عنوانها : مجلس الأمن الرديف الثاني للعدوان... قلت فيها

الإخوه والأخوات  

أحصيت لكم تسعين قرارآ دوليآ لمجلس الأمن منذ عام ١٩٥٥ وحتى عام١٩٩٢

يتراوح بين إتهام.. وتنديد.. ومناشده.. وإنتقاد.. وأسف.. ومطالبه.. أي بمعدل قرارين وربع القرار في كل عام تصب كلها ضد إسرائيل لم ينفذ منها قرارآ واحدآ رغم ان تلك الفتره كانت محسوبه على عالم ثنائي القطبيه, ولما إستلمت الولايات المتحده زمام التحكم بالعالم توقفت حتى هذه القرارات الدوليه الصوريه ضد إسرائيل عن الصدور ليحل محلها قرارات دوليه تصب ضد الأمه العربيه والإسلاميه لها قوة التنفيذ الفوري وهذا ماحصل ضد افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والسودان ومازال سيل القرارات مستمرآ...

هذه هي وظيفة مجلس الأمن بالضبط أيها السيدات والساده فهو الذي سمح لقوات( الشله الأطلسيه) بتدمير كل شيئ يتحرك في افغانستان... وهو الذي صمت عن جريمة  قائد الشله بوش الثاني وأعوانه بذبح العراق..وهو الذي صَمَّ أذنيه عن كل جرائم إسرائيل في عدوانها على لبنان عام ٢٠٠٦... وهو الذي برر تدميرها لغزه ومحاصرة شعبها في اكبر جريمة تُرتكب ضد الإنسانيه سجلها التاريخ .

ثم جاءنا الغرب بتكنولوجيا جديده , فأسسوا المحكمه الجنائيه الدوليه سنة ٢٠٠٢

كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء ,وقلنا يا..لله...يا..لله جاء الفرج,"فمن عاملك بسعره ما ظلمك". الا انهم فاجأونا بأن ذلك لا ينطبق على جرائم جنود وضباط وقيادة قوات الولايات المتحده وحلفائها الأوروبيين وإسرائيل لأنهم فوق المحاسبه فإنكشفت عورتهم  . فأحدثوا منصب المدعي العام وسلّموه الى شخص صليبي إسمه لويس مورينو أوكامبو ثم وضعوا على رفوف مكتبه ملفات تفكيك الأمة العربيه والإسلاميه على ان يبدأ بملف السودان أولاً  

 اعزائي القراء

كما ذكرت لكم في مقاله سابقه ان هناك خمس مؤامرات على مصر والسودان منها إقتطاع جنوب السودان والإستيلاء على ثروات دارفور وتسهيل وصول نهر النيل الى الكيان الصهيوني

فتحرك هذا المدعي بهمة ونشاط وكان باكورة تحركه ضد السودان بتاريخ١٤          تموز/يوليو عام ٢٠٠٨ حيث أتهم مورينو اوكامبو الرئيس السوداني عمر البشير بعشر تهم تتعلق بجرائم حرب وأبادة وجرائم ضد الأنسانية.

ثم صمت  ليرى وأسياده اثر ردة فعل إتهاماته على القياده السودانيه وهل سيحقق الغرب بهذه الضغوط مطالبهم؟ .في ذلك العام وبتاريخ ٢/٨/٢٠٠٨كتبت مقاله قلت فيها بالحرف الواحد ...الصين لم تقايض امريكا بعروض مغريه قدمتها لها الأخيره على ان تسحب يدها من السودان وخاصة انها تملك حق إمتياز التنقيب عن البترول في مناطق شاسعه منه إضافة إلى فرنسا التي تحاول ان تبحر بسفينتها الخاصه بها بعيده عن امريكا ولو كان ذلك ببطء وحذر شديدين، اما روسيا والتي تحاول امريكا مضايقتها،فقد زاد إعتمادها على نفسها باعتماد سياسه خاصه بها بعد إرتفاع اسعار البترول إلى ارقام خياليه وخفض العجز في ميزانيتها.

وإذا اضفنا إلى كل ذلك كله قرب إنتهاء ولاية الرئيس بوش,فان المؤامره بدأت بالإنحسار وعلى الأقل لعامين قادمين.

 هذا ما كتبته وهذا ما حصل بالضبط.واليوم وبعد عامين يجدد اوكامبو مطاليبه بمحاكمة الرئيس عمر حسن البشير

اعزائي القراء لو كانت هذه المحاكم صادقه في محاكمة جرائم الحكام ضد الإنسانيه وبدون ان يكون على رأس احدهم ريشه.. لَكُنّا نحن الشعوب اول المدافعين عن قراراتها. ولكن ان يُستغل اسم الحكام ويٌوضعون كطعم في صنارة أوكامبو ليصل الى إصطياد السمكه الكبيره وهي السودان بشعبه وثرواته وحدوده الدوليه فهنا يجب الوقوف بجديه امام المخطط والذي اذا قيض له النجاح لاسمح الله فإن اوكامبو سيكافئ بإستلامه ملفاً آخر وهو قطعاً ملف دولة عربية أخرى قد تكون سمكة اكبر وهل هناك اكبر من مصر بشعبها وتاريخ شعبها وعراقته سيما وان سلطان مصر يعيش في غيبوبة مطلقه؟

إن وقوف الدول الأفريقيه ضد مخطط أوكامبو يدل على وعي وسبب هذا الوعي هو ان سكين اوكامبو ستمر على تضاريس بلادهم يوماً ما لتقسيمها إلى فتات فيستفيد الغرب من خيراتها ويرمي بشعوبها الى مستنقع الحروب الأهليه

اعزائي القراء

 السيد اوكامبو قفز على جرائم اسياده في افغانستان والعراق,السيد أوكامبو اغلق عينيه على جرائم إسرائيل في غزه وجنوب لبنان, السيد اوكامبو اُصيب بداء عمى الألوان في الشيشان,السيد اوكامبو كان في جلسة إسترخاء على شاطئ الريفيرا عندما ذُبح مسلموا الإيغور في الصين,السيد أوكامبو كان في إجازه عندما ذُبح مسلموا بوكو حرام في نيجيريا على يد جنرلاتها اصحاب الكروش السمينه. كل هذه الجرائم رماها السيد أوكامبو وراء ظهره لأن اسياده سلموه ملفاً واحداً هو ملف درافور هذا الملف الذي قالت عنه ثلاث لجان زارت دارفور إحداها لجنة الجامعه العربيه:ان ما يحاول اوكامبو إثباته لجرائم ضد الإنسانيه في دارفور هو محض إفتراء

اعزائي القراء

بقي لدي كلمة اخيره للحكام ...الشعوب حريصه  على اوطانها وسلامة شعوبها ووحدة أراضيها وثرواتها وخيراتها وفوق ذلك حريصه على حقوق إنسانها.. فإن إستطعتم ان تحققوا ذلك بديموقراطية نزيهة  عندها نقول لكم بثقه نحن معكم ولن يستطيع الف أوكامبو ان يُخّرب اوطاننا وينهب ثرواتنا,أما إن عجزتم فاتركوا مناصبكم اليوم ولكم في قلوبنا معَّزه فنحن الشعوب قادرين على دحر أوكامبو وأسياده

مع تحياتي