ولا معتصم..

مئات الملايين

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

نعم أمة المليار ونصف المليار من البشر، ليس فيها نخوة "المعتصم". مات "المعتصم" ولن يُبعث حتى يُنفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون.. آلمني جداً وأوجعني بلا حدود، وبكيت بحرارة حين رأيت الحَصان الرزان صورتَها في قفص السجن اليهودي.. تصلي في جِلسة التشهد باطمئنان، وعلى جنب غير بعيد جندي يهودي بملابسه العسكرية يقف يحرسها...

هذه الحَصان المؤمنة الخاشعة تمثلتها أماً، ابنة، أختاً، عمة، خالة... تُغصَب حرية أنفاسها وأمومتها..

أين الرجال الذين يحمون الذمار، ويحرسون المخدَّرات، ويصونون الأعراض.. أين الذين يحكون انتفاخا صولة الأسد؟!!

استعرضت بين ظهرانيّ أكواما من الكتل البشرية يفتحون أفواههم يتشدقون بالسخيف من القول لا يساوي الورق الذي يسوِّده، وذكورا يجلسون على موائد فارهة ليناقشوا أحوالهم الكرسية ومكاسبهم البنكية ..

مادت بي الذكرى لأرى هارون الرشيد وهو يخاطب نقفور(وكتب على ظهر رسالة الإمبراطور: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام".): daawa003

ولأرى "المعتصم" وهو يهتز منتفضا حين يأتيه صرخة المرأة العربية المسلمة من خلف آلاف الأميال.. فيلبي على الفور ويجهِّز الجيش الذي تربى على العقيدة والعزة.

لم يتلكأ، ولم ينتظر التوازن الاستراتيجي، ومعلوم في حروب المسلمين أنهم ما قاتلوا إلا والعدو أكثر عددا وعُدّة، ولكن الله كان ينصرهم بأسباب أخرى وهي وعد الله تعالى بقوله: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ... } وحين يحاربون معتدِّين بكثرتهم يُهزمون، وهذا درس حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ...}

 وإذا اختل ميزان المعركة لا يلبثون أن يعيدوا الكرّة منتصرين كما كان في أحُدٍ مع العرب أو الجسر مع الفرس أو مؤتة مع الروم.

ماذا قال خالد بن الوليد حين سمع أحد جنوده يقول: "ما أكثر الروح وأقل المسلمين" بل قل: "ما أقل الروح وأكثر المسلمين"، إنهم يقلون بالمعصية ويكثرون بالطاعة والإيمان، كما قال ابن الخطاب: "إنكم لا تغلبون الناس بكثرة عددكم ولا عدّتكم، إنما تنصرون بطاعتكم ومعصيتهم فإذا تساويتم في المعصية كانت الغلبة للأقوى، يعني"مادياً"

وهذا هو حالنا اليوم.

لقد نافسنا أعدائنا في كل ما يسخط الله تعالى ولا حاجة للذكر والتمثيل فشمس الظهيرة لا تحتاج إلى برهان...

رحم الله "المعتصم". الذي سجل له التاريخ هذا العمل العظيم، وسجلها التاريخ لتكون أنشودة الزمان..[1]

 من هنا أحب أن أنبّه الشعراء والأدباء إلى أن يهتموا بقضايا الأمة ويبتعدوا عن اللهو واللعب والغزل والفحش، نحن اليوم بحاجة إلى كل قلم جادّ محترم مجاهد يسجل تخاذل المتخاذلين وجهاد المجاهدين وينهض بالأمة ويساهم في انتشالها من الحضيض الذي هي فيه، لماذا لا تُصوّر هذه اللقطة للمرأة الحَصان المجاهدة أدباً وشعراً وقصة.

أم أنّ هذه المشاهد ليست وأخواتَها بقادرة على أن تستثير مشاعر الشعراء بقدر ما يستثيرهم شعر فتاة يلعب به الهواء في الشارع..

ثم أقول ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن كشفوا عورة امرأة مسلمة غدرا، وخيانة، وكيف عاقبهم:

قال ابن هشام: وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون قال كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.

قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج ، قال فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالي قال فأعرض عنه . فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن هشام: وكان يقال لها: ذات الفضول.

قال ابن إسحاق : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني ، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظللا ، ثم قال ويحك أرسلني ، قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليّ ( ... ) أربع مئة حاسر وثلاث مئة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة إني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك.

قال ابن هشام: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة.

قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي ابن سلول وقام دونهم  قال ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بني عوف لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي ، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم من حلفهم وقال يا رسول الله أتولى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم .

قال ففيه وفي عبد الله بن أبَيّ نزلت هذه القصة من المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض  أي لعبد الله بن أبَيََََّّ وقوله إني أخشى الدوائر يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم  ثم القصة إلى قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون  وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

هذه القصة كاملة لمن كان له قلب، تحكي قصة العزة والفخار.

أين المنتفخون يحكون صولة الأسد على شعوبهم المقهورة المظلومة الجائعة أمام الإذلال اليهودي للجميع رجالا ونساء وأطفالا..

إلى متى؟؟

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب [2]

ورحم الله شوقي:

ولـلأوطان  في دم كل iiحرّ
ومن  يسقى ويشرب iiبالمنايا
ولا  يبني الممالك iiكالضحايا
ولـلـحـرية الحمراء iiباب
*           *           ii*
شـهـيد الحق قم تره iiيتيما
أقـام على الشفاه بها iiغريبا






يـد  سـلفت ودين iiمستحق
إذا الأحرار لم يسقوا ويسقوا
ولا  يدني الحقوق ولا iiيحق
بـكـل  يـد مضرجة iiيدق
*           *           ii*
بـأرض ضيّعت فيه iiاليتاما
ومـر  على القلوب فما iiأقام

1-             أبو تمام

الـسـيـف أصدق أنباءً من iiالكتب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
وخـوفـوا  الناس من دهياء iiمظلمةٍ
فـتـح  الـفتوح تعالى أن يحيط به
فـتـح تـفـتـح أبواب السماء iiله
يـا يـوم وقـعة عمورية iiانصرفت
أبـقـيت  جد بني الإسلام في iiصعدٍ
أم  لـهـم لو رجوا أن تفتدي iiجعلوا
أتـتـهـم  الـكربة السوداء iiسادرةً
لـمـا رأت أختها بالأمس قد خربت
كـم  بـين حيطانها من فارسٍ iiبطلٍ
بـسـنـة  السيف، والحناء من دمه
لـقـد تـركـت أمير المؤمنين iiبها
غادرت  فيها بهيم الليل وهو iiضحى
حـتـى كأن جلابيب الدجى iiرغبت
ضـوءٌ  مـن النار والظلماء iiعاكفةٌ
فـالـشمس  طالعة من ذا وقد iiأفلت
تـصـرح الدهر تصريح الغمام iiلها
لـم  تطلع الشمس فيه يوم ذاك iiعلى
مـا  ربـع مـية معموراً يطيف iiبه
ولا  الـخـدود وقد أدمين من iiخجلٍ
سـمـاجـةٌ غـنيت منا العيون iiبها
وحـسـن مـنـقـلبٍ تبدو iiعواقبه
لـو يعلم الكفر كم من أعصرٍ iiكمنت
تـدبـيـر  مـعـتـصمٍ بالله iiمنتقمٍ
ومـطـعـم الـنصر لم تكهم iiأسنته
لـم يـغـز قـوماً ولم ينهد إلى iiبلدٍ
لـو  لـم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا
رمـى  بـك الله بـرجـيها iiفهدمها
مـن بـعـد مـا أشبوها واثقين بها
وقـال ذو أمـرهـم: لا مرتعٌ iiصددٌ
أمـانـيـاً سـلـبتهم نجح iiهاجسها
إن  الـحمامين من بيضٍ ومن iiسمرٍ
لـبـيـت صوتاً زبطرياً هرقت iiله
عـداك  حر الثغور المستضامة iiعن
حـتـى تركت عمود الشرك iiمنقعراً
لـما رأى الحرب رأي العين iiتوفلسٌ
غـدا  يـصـرف بالأموال iiجريتها
هيهات  زعزعت الأرض الوقور iiبه
لـم  يـنـفق الذهب المربي بكثرته
إن الأسـود أسـود الـغـاب همتها
ولـى وقـد ألـجـم الخطي iiمنطقه
أحذى قرابينه صرف الردى iiومضى
مـوكـلاً  بـيـفاع الأرض iiيشرفه
إن يـعـد من حرها عدو الظليم iiفقد
تـسعون  ألفاً كآساد الشرى iiنضجت
يـا  رب حـوباء لما اجتث iiدابرهم
ومـغضبٍ رجعت بيض السيوف به
والـحـرب  قـائمةٌ في مأزقٍ iiلججٍ
كـم  نـيل تحت سناها من سنا قمرٍ
كـم كان في قطع أسباب الرقاب iiبها
كـم  أحرزت قضب الهندي iiمصلتةً
بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت
خـلـيـفة الله جازى الله سعيك عن
بـصرت  بالراحة الكبرى فلم iiترها
إن كان بين صروف الدهر من iiرحمٍ
فـبـيـن  أيامك اللاتي نصرت بها
أبقت بني الأصفر الممراض iiكاسمهم


























































فـي حـده الـحد بين الجد iiواللعب
مـتـونـهـن  جلاء الشك iiوالريب
إذا بـدا الـكوكب الغربي ذو iiالذنب
نـظمٌ من الشعر أو نثرٌ من iiالخطب
وتـبرز  الأرض في أثوابها iiالقشب
عـنـك  المنى حفلاً معسولة iiالحلب
والـمشركين ودار الشرك في iiصبب
فــداءهــا كــل أمٍ بـرةٍ iiوأب
مـنـهـا وكان اسمها فراجة الكرب
كـان الخراب لها أعدى من iiالحرب
قـانـي  الذوائب من آني دمٍ iiسرب
لا  سـنـة الدين والإسلام iiمختضب
لـلـنار يوماً ذليل الصخر iiوالخشب
يـشـلـه  وسطها صبحٌ من iiاللهب
عـن  لـونها وكأن الشمس لم iiتغب
وظـلمةٌ من دخانٍ في ضحىً iiشحب
والـشـمس  واجبةٌ من ذا ولم تجب
عـن يـوم هيجاء منها طاهرٍ iiجنب
بـانٍ بـأهلٍ ولم تغرب على iiعزب
غيلان  أبهى ربىً من ربعها iiالخرب
أشـهى إلى ناظري من خدها iiالترب
عـن  كل حسنٍ بدا أو منظرٍ iiعجب
جـاءت بـشـاشته من سوء iiمنقلب
لـه  الـعواقب بين السمر iiوالقضب
لـلـه مـرتـقـبٍ في الله iiمرتغب
يـوماً ولا حجبت عن روح محتجب
إلا تـقـدمـه جـيـشٌ من الرعب
مـن نـفسه وحدها في جحفلٍ iiلجب
ولـو  رمـى بك غير الله لم iiيصب
والـهـم  مفتاح باب المعقل iiالأشب
لـلـسارحين  وليس الورد من كثب
ظبي  السيوف وأطراف القنا iiالسلب
دلـوا  الحياتين من ماءٍ ومن iiعشب
كأس  الكرى ورضاب الخرد iiالعرب
بـرد الثغور وعن سلسالها iiالحصب
ولـم  تـعرج على الأوتاد iiوالطنب
والـحرب مشتقة المعنى من iiالحرب
فـعـزه  الـبحر ذو التيار iiواللجب
عـن غزو محتسبٍ لا غزو iiمتكسب
عـلى الحصى و به فقرٌ إلى iiالذهب
يـوم الكريهة في المسلوب لا السلب
بـسـكتةٍ تحتها الأحشاء في iiصخب
يـحـثـث أنجى مطاياه من iiالهرب
من  خفة الخوف لا من خفة iiالطرب
أوسـعت  جاحمها من كثرة iiالحطب
جـلـودهم قبل نضج التين iiوالعنب
طابت ولو ضمخت بالمسك لم iiتطب
حي  الرضا من رداهم ميت iiالغضب
تـجثو الكماة به صغراً على iiالركب
وتـحت عارضها من عارضٍ iiشنب
إلـى الـمـخدرة العذراء من iiسبب
تـهـتـز من قضبٍ تهتز في iiكثب
أحـق  بـالبيض أتراباً من iiالحجب
جـرثـومة الدين والإسلام iiوالحسب
تـنـال  إلا عـلى جسرٍ من iiالتعب
مـوصـولـةٍ أو ذمامٍ غير iiمنقضب
وبـيـن  أيـام بـدرٍ أقرب iiالنسب
صـفر  الوجوه وجلت أوجه iiالعرب

2-             إبراهيم اليازجي

تـنـبـهـوا واسـتفيقوا أيها iiالعرب
فـيـم الـتـعـلـل بالآمال iiتخدعكم
الله  أكـبـر مـا هـذا الـمـنام iiفقد
كـم  تـظـلمون ولستم تشتكون iiوكم
ألـفـتـم  الـهون حتى صار iiعندكم
وفـارقـتـكـم لـطول الذل iiنخوتكم
لـلـه صـبـركـم لـو أن iiصبركم
كـم  بـيـن صـبر غدا للذل مجتلباً
فـشـمروا  وانهضوا للأمر iiوابتدروا
لا تـبـتـغـوا بالمنى فوزاً iiلأنفسكم
خـلوا التعصب عنكم واستووا iiعصباً
لأنـتـم الـفـئـة الـكثرى وكم فئة
هـذا  الـذي قد رمى بالضعف iiقوتكم
وسـلـط الـجور في أقطاركم iiفغدت
وحـكـم  الـعـلـج فيكم مع iiمهانته
مـن  كـل وغـد زنـيم ما له iiنسب
وكـل ذي خـنث في الفحش iiمنغمس
سـلاحـهم  في وجوه الخصم iiمكرهم
لا يـسـتـقـيـم لهم عهد إذا iiعقدوا
إذا طـلـبـت إلـى ود لـهـم iiسبباً
والـحـق  والبطل في ميزانهم iiشرع
أعـنـاقـكـم لـهـم رق ومـا iiلكم
بـاتـت  سـمـان نعاج بين أذرعكم
فصاحب  الأرض منكم ضمن iiضيعته
ومـا  دمـاؤكـم أغـلـى إذا سفكت
ولـيـس أعراضكم أغلى إذا iiانتهكت
بالله  يـا قـومـنـا هـبـوا iiلشأنكم
ألستم  من سطوا في الأرض iiوافتتحوا
ومـن أذلـوا الملوك الصيد iiفارتعدت
ومـن بـنـوا لـصروح العز iiأعمدة
فـمـا لـكـم ويـحكم أصبحتم هملاً
لا دولـة لـكـم يـشـتـد iiأزركـم
ولـيـس مـن حـرمة أو رحمة iiلكم
أقـدراكـم فـي عـيون الترك iiنازلة
فـلـيـس يدرى لكم شأن ولا iiشرف
فـيـا  لقومي وما قومي سوى iiعرب
هـب  أنـه لـيـس فيكم أهل منزلة
ولـيـس  فـيـكم أخو حزم iiومخبرة
ولـيـس  فـيـكم أخو علم يحكم في
ألـيـس فـيـكـم دم يـهتاجه iiأنف
فـأسـمـعوني  صليل البيض iiبارقة
وأسـمـعـوني صدى البارود iiمنطلقاً
لـم  يـبـق عـندكم شيء يضن iiبه
فـبـادروا الـموت واستغنوا iiبراحته
صـبـراً  هيا أمة الترك التي iiظلمت
لـنـطـلـبـن بـحد السيف iiمأربنا
ونـتـركـن عـلوج الترك تندب iiما
ومـن  يـعـش يـر والأيـام iiمقبلة
















































فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
وأنـتـم بـيـن راحـات الفنا iiسلب
شـكـاكـم  الـمهد واشتاقتكم iiالترب
تـسـتـغضبون فلا يبدو لكم iiغضب
طـبـعاً وبعض طباع المرء iiمكتسب
فـلـيـس  يؤلمكم خسف ولا iiعطب
في ملتقى الخيل حين الخيل iiتضطرب
وبـيـن صـبـر غـدا للعز iiيحتلب
مـن دهركم فرصة ضنت بها iiالحقب
لا يـصدق الفوز ما لم يصدق iiالطلب
عـلـى  الـوثام ودفع الظلم تعتصب
قـلـيـلـة تـم إذ ضمت لها iiالغلب
وغـادر الـشـمل منكم وهو iiمنشعب
وارضـهـا دون أقـطار الملا iiخرب
يـقـتـادكـم  لـهـواه حيث iiينقلب
يـدرى  ولـيـس لـه دين ولا iiأدب
يـزداد بـالـحك في وجعآئه iiالجرب
وخـيـر  جـنـدكم التدليس iiوالكذب
ولا يـصـح لـهـم وعد إذا iiضربوا
فـمـا  إلـى ودهم غير الخنى iiسبب
فـلا يـمـيـل سوى ما ميل iiالذهب
بـيـن الـدمى والطلا والنرد iiمنتهب
وبـات  غـيـركـم لـلـدر iiيحتلب
مـسـتـخـدم  وربيب الدار مغترب
مـن ماء وجه لهم في الفحش iiينسكب
مـن  عرض مملوكهم بالفلس iiيجتلب
فـكـم  تـنـاديكم الأشعار iiوالخطب
شـرقـاً  وغـرباً وعزوا أينما ذهبوا
وزلـزل الأرض مـما تحتها iiالرهب
تـهـوى الصواعق عنها وهي iiتنقلب
ووجـه  عـزكـم بـالـهون iiمنتقب
بـهـا  ولا نـاصـر للخطب iiينتدب
تـحـنـوا  عليكم إذا عضتكم iiالنوب
وحـقـكـم بين أيدي الترك iiمغتصب
ولا  وجــود ولا اسـم ولا iiلـقـب
ولـن يـضـيـع فـيهم ذلك iiالنسب
يـقـلـد الأمـر أو تعطى له iiالرتب
لـلـعـقد  والحل في الأحكام iiينتخب
فـصـل القضاء ومنكم جاءت iiالكتب
يـومـاً فـيـدفـع هذا العار إذ iiيثب
فـي  الـنـقع إني إلى رناتها iiطرب
يـدوي بـه كـل قاع حين يصطخب
غـيـر الـنفوس عليها الذل iiينسحب
عـن  عيش من مات موتاً ملؤه iiتعب
دهـراً  فـعـمـا قليل ترفع iiالحجب
فـلـن يـخـيـب لنا في جنبه أرب
قـد قـدمـتـه أيـاديـهـا iiوتنتحب
يـلـوح  لـلمرء في أحداثها iiالعجب

اسمعوا عمر أبو ريشة رحمه الله تعالى

لا يـلام الـذئب في عدوانه
فاحبسي  الشكوى فلولاك iiلما
أيـهـا الجندي يا كبش الفدا
ما  عرفت البخل بالروح iiإذا
بـورك  الجرح الذي iiتحمله





إن  يـك الراعي عدوَّ iiالغنم
كـان في الحكم عبيدُ iiالدرهم
يـا شـعـاع الأمل iiالمبتسم
طلبتها غصص المجد الظمي
شـرفـا تـحت ظلال iiالعلم
إن هذه الأخت والأم والبنت في سجون العدو الصهيوني لتمثل الأمل لهذه الأمة المبتلاة، وإن الخير معقود في نواصيها التي لا تنحني إلا لبارئها القوي وحده المتين وحده مالك الملك وحده الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون..

أمتنا لا ولن تعدم الخير فهو مركوز فيها وسيخرج يوما لينير الأرض ويملأها حبا وعدلا وسلاما.. وقد طهّر الأرض من الذين يقولون آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، من الخُشُب المسندة الذين يحسبون كل صيحة عليهم، ومن الذين يسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين..