الاستخدامات الطبية لمنتجات النحل
الدلائل العلمية
الحكيم نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
دكتورا أمراض الكلى والمسالك البولية
دبلوم أمراض النساء والولادة
تخصص في طب الهايبربرك
رئيس قسم الأبحاث السريرية- مؤسسة لايف سبوت الطبية- أمريكا
تعتبر النحلة واحده من أقدم الحشرات على الأرض ، فعمرها يتجاوز 100مليون سنه . ومنحت النحلةُ بمشيئة الله تعالى المملكة النباتية والحيوانية فوائد كبيرة من خلال مساعدة الزهور على التلقيح وأيضاً عن طريق أنتاج ما يسمى بمنتجات النحل وهي العسل ، غذاء الملكات ، الشمع ، سم اللدغ، البروبلز وحبوب اللقاح .
وقد استعمل الإنسان هذه المنتجات عبر العصور كغذاء ودواء لمعالجة مختلف الأمراض , وسوف نتطرق لشرح الدلائل العلمية ومناقشة الأبحاث العلمية التي تدعم بصورة قاطعة الفوائد الصحية والفوائد الغذائية لهذه المنتجات ، ولكي نستعرض كل هذه الحقائق العلمية تحتاج إلى عدة مقالات متتالية وتكون هذه المقالة المقدمة الموجزة لهذا الموضوع المهم من الناحية الصحية والغذائية والبيئة والاقتصادية .
فلو تطرقنا إلى فوائد العسل نجد بأن الآف الأبحاث العلمية أكدت على خصائص العسل الصحية والغذائية ، فمثلا نشرت مجلة ( Biotech Biomed) عام 2010 في عددها (163) بأن حقن العسل في أغشية البطن سوف يمنع نمو أحد السرطانات المهمة (carcinoma) المسببة لأستسقاء البرتيونيوم ألبطني ، ونشرت المجلة الطبية الأمريكية المتخصصة لأمراض الحساسية في عددها (24) الصادر عام ( 2010) بأن العسل ليس له تأثيرات سلبية على الأنسجة المخاطية للجهاز التنفسي ، وفي هذا الصدد نشرت المجلة الأوربية للأبحاث الطبية عام 2004 أحد أبحاثنا العلمية الذي أكد بأن استنشاق العسل يؤدي إلى توسع القصبات الهوائية ويخفض ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر في دم المصابين بداء السكري (Eur J Med Res). ونشرت مجلة ( Nig J physiol ) في عددها الصادر (2009) بأن استعمال العسل لفترات طويلة يؤدي إلى تقليل تراكيز الكلسترول في الدم ، وفي هذا المجال نشرت المجلة الطبية للغذاء الدوائي الصادر في كلفورنيا في عددها الصادر عام 2004 أحد أهم الأبحاث التي قمنا بها وأظهرت بأن استعمال العسل يومياً يؤدي إلى تقليل الكولسترول في الأصحاء وفي المرضى المصابين بارتفاع الكولسترول في الدم , وكذلك يؤدي إلى تقليل مستويات الدهون الثلاثية ومستوى السكر في الدم ومستويات العوامل التي تسبب أمراض الشرايين والقلب كمادة ( Homocystine) ومادة ( CRP) , ليس في الأصحاء فقط بل في مرضى داء السكري والمصابين بارتفاع الكولسترول.
ونشرت مجلة (FASEB) الأمريكية أحد أبحاثنا المتعلقة بتأثير العسل على داء السكري عام 2003 وأظهرت بأن العسل يخفض من مستوى السكر في دم المصابين بداء السكري بل أن العسل يرفع من قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين . وقد أيدت هذه النتائج المهمة نتائج البحث العلمي المنشور عام 2008 في المجلة العلمية العالمية (Scientific World J ) حيث أكدت على أن العسل ليس قادراً على تخفيض العوامل المسببة لأمراض القلب والشرايين فحسب بل يخفض وزن الجسم أيضاً ، وقد قورنت هذه النتائج مع استعمال سكر الطعام الأبيض الذي يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة العوامل المسببة لأمراض القلب ، وفيما يخص قدرة العسل على قتل البكتريا فقد نشرت مجلة FASEB الأمريكية الصادرة عام 2010 بأن العسل قادر على القضاء على مختلف أنواع البكتريا الممرضة للإنسان و الجراثيم المقاومة للمضادات مثل ( MRSA و VRE ) . وفي هذا الموضوع نشرت مجلة ( Med Sci Monit ) الصادرة من نيويورك عام 2005 ومجلة الأغذية الطبية الصادرة في كالفورنيا عام 2004 أبحثا مهمة للفريق العلمي الذي ترأسته وأثبت بأن العسل الطبيعي قادر على قتل و إيقاف نمو مختلف الجراثيم التي تسبب الأمراض للأنسان وكذلك قدرته المميزة لقتل الفطريات الممرضة . وفي عام 2005 نشرت مجلة (Med Sci Monit ) الصادرة من نيويورك بحثاً مهماً حيث اكتشفت فيه لأول مره بأن العسل الطبيعي قادر على علاج فايروس الهيربس المتكرر في الفم وكذلك النوع الذي يصيب الأعضاء التناسلية وقد لاقى هذا الأكتشاف الترحيب الواسع من الجهات الصحية والمرضى في مختلف أنحاء العالم .
من ناحية أخرى فأن أبحاثنا العلمية منذ العقد الماضي لحد الآن أثبتت بأن وضع العسل على جروح العمليات المصابة بالالتهابات والمقاومة للالتئام يؤدي إلى زيادة سرعة الالتئام والقضاء على الالتهابات الجرثومية . وقد نشرت هذه الأبحاث في المجلة الأوربية للأبحاث الطبية ( Eur Med Res ) عام 1999 ومجلة الأغذية الطبية عام ( 2004) وأجريت هذه الأبحاث على الأنسان والحيوانات المختبريه . وكذلك دلت إبحاثنا العلمية المنشورة في مجلة الألتهابات السريريه الجرثومية (Microbil Infect Clin) الصادرة عام 2005 بأن العسل مع شمع النحل يعالجان الألتهابات الجلدية عند الأطفال الناتجة عن استعمال الحفاظات ، وأيضاَ قمنا بدراسة تأثير العسل وشمع النحل على داء الصدفية والأكزما الجلدية والبواسير الشرجية حيث أظهرت النتائج المنشورة في الدوريات العلمية خلال السنوات الماضية بأن العسل وشمع النحل لهم دور كبير في معالجة الأمراض الجلدية والبواسير المزمنة ، ليس هذا فقط بل أثبتت تجاربنا بأن العسل قادر على حماية الكبد والكلى ضد التسممات الكمياويه وقد نشرت هذه الأبحاث المهمة في مجلة (Nat Prod Res ) عام 2006 ومجلة ( lnt J Food Sci Nut) عام 2006 . وأيضاً وجدنا بأن العسل قادر على تخفيض العوامل المسببة للآلام والألتهابات وتجلط الدم . وكذلك وجدنا بأن العسل قادر على زيادة مادة (Nitric oxide ) المهمة في المناعة وتوسع الشرايين . ونشرت المجلة العلمية المتخصصة في أمراض الكلى والمسالك البولية ( Int Urol Neph) عام 2005 أحد أبحاثنا العلمية المهمة حيث أظهرت النتائج على قدرة العسل على تحسين وظائف الكلى عند الإنسان وأيضاً قدرة العسل على تقليل المواد المسببة لقلة ضخ الدم إلى الكليتين . ولأول مره استطعنا قبل عدة سنوات من أثبات أمكانية استعمال الحقن الوريدي للعسل في الحيوانات حيث أظهرت النتائج المنشورة في الدوريات العلمية على أن العسل يمكن أن يعطى بالوريد بتراكيز مختلفه وله القدر على تحسين وظائف نخاع العظم ووظائف الكبد والكليتين ويأمل استعمال العسل المحقون بالوريد في المستقبل بدلاً عن المغذيات التي تعطى للمرضى. وأكدت الدراسات الحديثة المنشورة من أمريكا بأن العسل يقي المرضى المصابين بالرشح ويساعد على الشفاء من السعال .
أما ما يخص غذاء الملكات فقد نشرت مجلة (J Med food) في عددها الصادر عام 2005 بأن غذاء الملكات له خصائص مضادات الأكسدة ويحمي الجسم من السموم الكمياويه .
أما ما يخص البروبلز (صمغ النحل) فأن التجرارب أثبتت بأن البروبلز يملك قوة مضادات التأكسد وقد نشرهذا الأكتشاف في المجلة العلمية للأغذية (Nutr J) . ونشرت المجلة المتخصصة بالأغذية الصحية (J Med food) بحثاً شاملا حول فوائد العسل وغذاء الملكات والبروبلز حيث أظهر بأن البروبلز له قدره مهمة لقتل الفايروسات والبكتريا ومضاد للألتهابات ومادة قوية لمكافحة التأكسد ، ونشرت مجلة ( J Ethnopharmacol) دراسة مطولة حول علاقة البروبلز مع المناعة حيث اظهرت النتائج بان البروبلز قادر على زيادة مضادات الجسم ويرفع من قدرة خلايا المناعة على مكافحة ليس فقط الألتهابات بل على مكافحة الأورام السرطانية و أنتشار خلايا السرطان في الدم . وهذه النتائج مشابهه لقدرة العسل لتقوية جهاز المناعة حيث أظهرت أبحاثنا المنشورة في الدوريات العالمية في أوربا وأمريكا على أن العسل قادر على زيادة مضادات الأكسدة في الجسم وأيضاَ يرفع من مضادات الأجسام المنتجة من قبل خلايا المناعة ويرفع من نسبة خلايا المناعية في الدم.
ونشرت مجلة ( Ftoterpia) عام 2002 دراسة واسعة للأبحاث المنشورة حول البروبلز حيث أظهرت الدراسات على قدرة البروبلز في تخفيض ضغط الدم وأرتفاع الكولسترول ، وأظهرت دراسة نشرت في عام 2001 (Phythotherap Res ( بأن البروبلز قادر كما هو الحال في العسل على حماية الكبد من السموم . ونشرت المجلة الطبية الملكية البريطانية بحثاً عام 1995 أظهرت قدرة البروبلز على قتل كافة الجراثيم الممرضة للإنسان كما هو الحال في العسل . وفيما يخص حبوب اللقاح أظهرت دراسة علمية منشورة في المجلة المتخصصة لأبحاث النبات عام 2009 بأن حبوب اللقاح لها خصائص مضادة للحساسية ، وأيضا لها خصائص مضادة للتأكسد بشكل كبير ، وفيما يخص العلاج بلدغ النحل فقد نشرت مجلة (Ann Nucl med) عام 2010 بأن سموم لدغ النحل يؤدي إلى علاج المفاصل الملتهبة حيث أظهرت النتائج قدرة اللدغ على إيقاف مستلمات الآلام ويعمل على تهبيط العوامل الالتهابية ، وفي عام 2010 نشرت مجلة Basic Clin pharmacol بحثاً أظهر بأن لدغ النحل يؤدي إلى حماية أنسجة الكبد من تأثيرات السموم . وفي نفس العام نشرت المجلة ذاتها بأن لسموم لدغ النحل قابلية على قتل الجراثيم . ونشرت المجلة العلمية المتخصصة في الأبحاث السرطانية عام 2010 بأن لدغ النحل وسمومها قادرة على إيقاف انتشار الخلايا السرطانية . وفي عام 2010 نشرت المجلة المتخصصة في أمراض الأعصاب Neurol Res)) بأن لدغ النحل قادر على حماية الأعصاب عند المرضى المصابين بمرض الشلل الرعاشي (Parkinson`s disease)
كما ترى آخي القارئ بأن الأبحاث العلمية المنشورة في مختلف الدوريات الطبية والعلمية أثبتت بأن كافة منتجات النحل لها قدرة شفائيه عالية وخصائص غذائية فريدة جداً نادراً ما توجد في مواد غذائية أخرى . أن منتجات النحل مفيدة للمرضى المصابين بداء السكري وضغط الدم والحساسية والأنفلونزا والسعال والأمراض السرطانية والأمراض المناعية والمصابين بأمراض القلب والشرايين وأمراض الكلى والكبد والأعصاب , وأيضاً فأن منتجات النحل لها تأثيرات إيجابية في مساعدة الجروح على الالتئام , ولها القدرة على قتل البكتريا والفطريات والفايروسات ، وأنا على يقين بأن السنوات القادمة ستشهد دخول منتجات النحل الحقل الطبي كعلاج لمختلف الأمراض بل أنها مواد طبيعية خالية إلى حد كبير من التأثيرات الجانبية المضرة .
وقد تم حصول ترخيص باستعمال العسل في بريطانيا وأمريكا الآن لمعالجة الجروح والقروح والحروق ، وصدق الله العظيم حين قال في كتابة الكريم : وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل: 68-69)
إن شاء الله سوف نقوم بنشر مقالات متواصلة حول الاستعمالات الطبية والعلاجية وفوائدها الغذائية لمنتجات النحل المدعومة بالدلائل العلمية والبحثية والله الموفق.