المصادفات القدرية وراء نجاح ثورة 14 تموز 1958
المصادفات القدرية وراء نجاح
ثورة 14 تموز 1958
وسام الشالجي
في 14 تموز عام 1958 حدث امر هام وخطير يعتبر بحق منعطف حاسم وحد فاصل في تاريخ العراق في العصر الحديث . فقد حصلت في فجر ذلك اليوم ثورة ادت الى تغيير نظام الحكم تمثل في اسقاط النظام الملكي واعلان الجمهورية العراقية . ومن الاشياء التي لا يفطن اليها الكثيرين هو ان وراء نجاح تلك الثورة مجموعة من المصادفات القدرية التي ادى تراكبها مع بعضها الى حدوث ما حدث في ذلك اليوم . لن يكون مقالي هذا مقالا تقييميا عن تلك الثورة , لانه قد سبقني في هذا الشأن المئات او ربما الالاف من الكتاب الذين كانوا مع او ضد ذلك الحدث مما سيجعلني لا اضيف شيئا على ما جاءوا به , لكني احب ان اتحدث هنا بالذات عن تلك المصادفات العجيبة التي فعلت فعلها الحاسم في نجاح الثورة . ومع اني لن أتي بهذا المقال بشيء جديد لم يتطرق اليه احد قبلي عن وقائع ذلك اليوم , لكن حصري لتلك المجموعة من الصدف والاقدار في زاوية واحدة امام القاريء سيجعله يدرك كم كان دورها حاسما في توجيه سير الاحداث في ذلك اليوم التموزي الساخن , وكم انها تستحق لان يتوقف عندها المرء وينظر اليها بكثير من التأمل والتحليل .
الامر الاول المهم والذي قد يصلح لان يكون تمهيدا للموضوع هو تدارس شخصية قائدي الثورة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم – امر اللواء التاسع عشر والعقيد الركن عبد السلام محمد عارف امر الفوج الثالث – اللواء العشرين . فاذا تناولنا بالحديث وبشيء من العمق هذا الموضوع لاستغربنا كيف جمعت الصداقة المتينة ولسنوات عديدة هذين الزعيمين المتناقضين في كل شيء . فلو اخذنا مثلا الاصول العائلية لكلا الرجلين لوجدناها مختلفة تماما , فأصل عبد الكريم قاسم يرجع الى منطقة الصويرة وهو من عائلة فقيرة ومن وسط غير عشائري , في حين كان عبد السلام عارف من اصول ترجع الى المنطقة الغربية ومن اصول عشائرية بحتة ومن عائلة ليست فقيرة . اما في الميول الدينية فهما مختلفان ايضا فعبد الكريم قاسم رجل علماني , بل هو اقرب الى عدم الايمان اذ لم يعرف عنه قط ان تكلم بالدين او تصرف تصرفا دينيا لا اثناء زعامته للعراق ولا قبلها . اما عبد السلام عارف فانه من عائلة متدينة وقد كان الكثير من افعاله وتصرفاته تنطلق من اصول تفكيره الديني . وحتى في طبيعة شخصيتهما فقد كانا مختلفان كليا , فعبد الكريم قاسم كان ذو شخصية انطوائية وطبع هاديء في حين كان عبد السلام عارف متهور وعنيف وذو شخصية غير متوازنة . وكان الرجلان قد التقيا لاول مرة في اواخر الثلاثينات حين كان عبد السلام عارف تلميذا ضمن الدورة السابعة عشر في الكلية العسكرية وكان عبد الكريم قاسم امرا للفصيل الذي فيه عبد السلام عارف . وكانت الدورة 17 هذه من اكثر دورات الكلية العسكرية تأثيرا على تاريخ العراق الحديث , ولو اطلع اي متتبع على اسماء منتسبي تلك الدورة لوجد العشرات فيهم ممن كان لهم تأثير بشكل او باخر على الاحداث التي مرت بالعراق في اوقات لاحقة , كما ان عددا غير قليل منهم قضوا اما باحكام بالاعدام صدرت بحقهم او قتلوا في حوادث عنف سياسية شاركوا بها . وكان انقلاب بكر صدقي العسكري لا زال في حينها قريبا من الوقائع , وقد جعل هذا الانقلاب فكرة القيام بثورة تراود الكثير من الضباط ومن بينهم الملازم عبد الكريم قاسم . وبعد تنسيبه كمعلم وأمر فصيل في الكلية العسكرية اخذ عبد الكريم قاسم يبث بقوة في نفوس تلاميذه فكرة القيام بثورة على الحكم الملكي للخلاص من سيطرة الانكليز والاستعمار , ومن بين من استقطبهم بهذه الفكرة التلميذ عبد السلام عارف . استمرت العلاقة بين الرجلين وتوطدت اكثر واكثر مع الزمن , وفي اواسط الخمسينات وبعد قيام حركة الضباط الاحرار قام عبد الكريم قاسم بضم عبد السلام عارف الى هذه الحركة رغم اعتراض معظم ضباطها عليه لمعرفتهم بشخصيته الغير متزنة . خلاصة القول ان التقاء هاتين الشخصيتين المتناقضتين واتفاقهما على القيام بثورة 14 تموز كان من الصدف القدرية التي ساهمت في تحديد ما سيحدث في 14 تموز عام 1958 وما تلاها من احداث . لم يكن من السهل المزج بين شخصيتي عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف , لكن ما جمعهما كان فقط فكرة واحدة ومصلحة مشتركة هي الوصول الى السلطة , وقد كان كلا الرجلان قد وجد في الاخر ضالته . فعبد الكريم قاسم اراد الاستفادة من اندفاع عبد السلام عارف وشجاعته المتهورة لتنفيذ الثورة فعليا , في حين لم يكن امام عبد السلام عارف من سبيل غير الاستفادة من رتبة عبد الكريم قاسم الرفيعة وترأسه لحركة الضباط الاحرار للتخطيط وتنفيذ الثورة وفي نفس الوقت تهيئة سبل نجاحها من خلال قبول زعامة عبد الكريم لهذه الثورة . كما ان كلا الرجلين كانا يعيان تماما الاختلاف في شخصيتيهما , ويبدوا ان كل منهما كان يبيت في قرارة نفسه التخلص من الاخر بعد استتباب الامور ونجاح الثورة , وهذا ما اثبتته الوقائع فعلا وبسرعة . وقد كان عبد الكريم قاسم الاسرع والاوفر حظا في التخلص من عبد السلام عارف في البداية , لكن هذا الاخير كانت له الجولة الاخيرة والحاسمة في هذا المضمار .
الامر الثاني الذي يجلب الانتباه والاهتمام بشدة هو التحول الذي طرأ على شخصية الامير عبد الاله , الوصي وولي العهد في السنة الاخيرة من حياته . لقد مر هذا الرجل بتجربة حركة 1941 بعد انقلاب العقداء الاربعة عليه بالتعاون مع رشيد عالي الكيلاني , وقد اظهر في حينها عزيمة كبيرة واصرار عنيد ونوع من الحيلة والدهاء مكنته من استعادة السلطة واعدام المتأمرين عليه . الا ان تصرفاته وردود افعاله تجاه المحاولة الانقلابية ضده وضد العائلة المالكة في 14 تموز تدعوا الى الاستغراب اذا ما قورنت بتصرفاته مع حركة 1941 . لقد اثبتت الوقائع بانه قد جرى تبليغ عبد الاله لاكثر من مرة ومن اكثر من مصدر على وجود بوادر لحركة انقلابية في الجيش الا انه لم يعر الموضوع ابدا ما يستحقه من اهمية . كما ان من الامور المؤكدة جدا هو ان تبليغا بوجود حركة انقلابية ستحصل في صباح اليوم التالي قد ورد مساء يوم 13 تموز الى عبد الاله بورقة مكتوبة مرسلة من بهجت العطية مدير الامن العام سلمت اليه حين كان هو وبقية الاسرة المالكة يشاهدون فلما سينمائيا في قصر الزهور الذي يبعد عدة مئات من الامتار عن قصر الرحاب . ومع ذلك لم يتخذ عبد الاله اي اجراء يذكر , بل حتى لم يكلف نفسه بالتأكد من صحة الخبر من عدمه . يبدوا من الوقائع بان هناك عوامل نفسية واسباب معينة تكمن وراء لامبالاة عبد الاله امام مثل هذا الخبر الخطير . بالنسبة للعوامل النفسية فربما ان عبد الاله قد اصبح يؤمن شيئا فشيئا بان لا مستقبل سياسي له في العراق بسبب الاقدام الوشيك للملك فيصل الثاني على الزواج من الاميرة فاضلة مما سيأذن بتنحيته عن ولاية العهد بعد ولادة اي ابن لفيصل الثاني . قد يكون تنامي مثل هذا الشعور في فكر عبد الاله هو الذي جعله محبطا ولا يمانع في قرارة نفسه من حصول اي عمل يؤدي الى تنحية العائلة المالكة وانهاء الحكم الملكي في العراق منطلقا من مبدأ "اذا مت ظمأنا فلا نزل القطر" , ومنتظرا لان يحدث في العراق ما حصل في مصر عام 1952 . لم يكن عبد الاله يعتقد ابدا بان ما سيحصل يمكن ان يؤدي الى فقدانه لحياته , ولو كان هذا الامر محتملا لما قابل جميع التحذيرات التي وردته بذلك البرود الغير معهود منه . الامر الثاني والذي هو في علم الغيب , هو ربما ان هناك من طمأن عبد الاله الى احد امرين , اولهما التأكيد له بعدم وجود اي احتمال لحصول محاولة انقلابية بتاتا , وما يرجح مثل هذه النظرية هو موقف رفيق عارف رئيس اركان الجيش حين حذره الملك حسين في عمان من وجود نية للقيام بحركة انقلابية في بغداد , حيث قال للملك في وقتها بان الجيش في العراق مخلص للملك وعليه هو ان ينتبه الى عرشه . الامر الثاني هو احتمال ورود تأكيدات لعبد الاله من جهة ما بان تنحية العائلة المالكة وتسفيرها اذا ما وقعت اي محاولة انقلابية سيحصل وفق سيناريو مشابه لما حصل في مصر . ان هذا الاحتمال ليس ببعيد اذ ان الكثير من الدلائل تشير الى علم القوى الدولية الكبرى بحركة 14 تموز , بل ان وقوف قوة ما وراء تلك الحركة هو من الامور المرجحة جدا لاسباب عديدة لا مجال في الغور في تفاصيلها هنا . لذا فان من الاكيد بان امرا ما قد جعل عبد الاله يعود غير مكترثا الى قصر الرحاب في مساء 13 تموز بعد ذلك التحذير ويؤوي الى فراشه مطمئنا وكان شيئا لن يحدث . ان الكثير من الكلمات التي رددها عبد الاله في صباح اليوم التالي بعد اعلان الثورة تؤكد مثل هذا الامر , اذ ظل يصيح (اذا لا يريدونا فنحن مستعدين لترك الحكم ومستعدين للسفر) , مما يعني بانه كان يتوقع مثل هذا الحدث ومتهيأ لما سيفعله تجاهه . كما ان اصداره الاوامر الى العقيد طه البامرني امر سرية الحرس الملكي بعدم المقاومة والاستسلام يرجح ايضا مثل هذا الاحتمال . لقد كان تعداد سرية الحرس الملكي حوال 200 جندي مجهزين بكل ما يحتاجونه للدفاع عن قصر الرحاب الملكي , في حين لم تكن القوة المهاجمة تزيد عن 40 شخص لا يملكون سوى البنادق الرشاشة الخفيفة (غدارات) مع كمية قليلة من العتاد استطاع عبد السلام عارف تهيأتها بشق الانفس قبل وصول اللواء العشرين الى بغداد . وبعد اعلان الحركة وحصول الهجوم على قصر الرحاب قام العقيد طه البامرني امر سرية الحرس الملكي بنقل صورة الموقف الى عبد الاله منتظرا منه الاوامر , الا ان عبد الاله طلب منه عدم المقاومة والتفاوض مع المهاجمين على الاستسلام . ان جميع المعطيات العسكرية كانت تشير الى امكانية سرية الحرس الملكي من دحر المهاجمين بسهولة , لكن ميل عبد الاله الى الاستسلام وبقوة يدعوا الى التساؤل والاستغراب , وقد كان فعلا من المصادفات القدرية التي حددت معالم ما سيحدث ذلك اليوم .
الامر الثالث والذي هو من المصادفات القدرية ايضا هو شخصية العقيد طه البامرني امر سرية الحرس الملكي . لقد كان هذا الرجل ذو شخصية مهزوزة ولا يصلح مطلقا لتولي منصب يتوقف عليه مستقبل وتاريخ العراق برمته . لقد اكد تسلسل الاحداث في فجر يوم 14 تموز على وقوع العقيد طه البامرني بارتباك شديد بعد بدأ الهجوم على قصر الرحاب . فبعد قيامه باستطلاع وتقدير الموقف كان يفترض به وتأدية لواجبه المكلف به ان ينقل صورة واقعية الى الامير عبد الاله يبين فيها بانه قادر على معالجة الوضع ودحر المهاجمين بسهولة والقضاء عليهم . لكن يبدوا بانه نقل صورة مغايرة عن الواقع الى عبد الاله , كما ان ظهور علامات الارتباك الشديد عليه قد جعل عبد الاله يتصور بان الامر ميئوسا منه ومنتهيا مما جعله يطلب منه ان لا يقاوم ويتفاوض مع المهاجمين على الاستسلام . لقد قرأت في اكثر من مصدر بان العقيد طه البامرني كان يخاطب المهاجمين وعلى رأسهم النقيب عبد الستار العبوسي والنقيب مصطفى عبد الله بكلمة (سيدي) اثناء تفاوضه معهم , مما يؤشر بصدق على مدى ضعف هذا الرجل واهتزاز شخصيته . لقد جعل هذا الحال معنويات المهاجمين ترتفع بقوة , بل اخذوا يصرخون وينهرون ويأمرون العائلة المالكة وبكلمات بذيئة بالخروج الى الساحة الامامية للقصر مما ادى الى حصول ما حصل . ومن غي المستغرب ايضا ان هذا الرجل انقلب بزاوية 180 درجة , واصبح بعد اشهرا قليلة امرا لاحدى كتائب المقاومة الشعبية . ان هذا مؤشر اخر على مدى تذبذب شخصية هذا الضابط وضعفه وانتهازية مواقفه . ان ما يدعوا الى التساؤل هو هل ان تنسيب العقيد طه البامرني لتولي هذا المنصب الحساس كان بتخطيط من قبل جهة ما كانت عالمة بكل شيء ومنتظرة لما سيحصل , ام انه كان ايضا من المصادفات القدرية الكثيرة لذلك اليوم .
والمصادفة الاخرى التي حددت ما جرى في يوم 14 تموز هو موضوع القوة التي جائت من مدرسة المشاة في معسكر الوشاش لنجدة المهاجمين . ان مجيء النقيب عبد الستار العبوسي وبصحبته عدد من الضباط والجنود وانضمامهم الى المهاجمين هو ايضا من الامور العجيبة والمصادفات الغريبة . كان المهاجمين على وشك ان ينفذ عتادهم لولا تدخل القدر ومجي هذه القوة لنصرتهم ومعهم مدفع هاون استخدموه بالرمي على القصر . كانت مدرسة المشاة لا تبعد عن قصر الرحاب غير عدة مئات من الامتار لوقوعها في معسكر الوشاش من الناحية القريبة من القصر , وبعد سماع ضباط وجنود دورة المشاة الموجودين في المدرسة لاصوات اطلاق النار الاتية من قصر الرحاب , وكذلك نداءات عبد السلام عارف من الاذاعة التي يدعوا فيها الى نصرة الثائرين قرر النقيب عبد الستار العبوسي الانضمام الى الثورة ومساندة القوة المهاجمة . لقد ساهم هذا الحدث بتعزيز قوة المهاجمين ورفع معنوياتهم وبالمقابل في زيادة تخاذل سرية الحرس الملكي واستسلامها . ادرك فورا النقيب عبد الستار العبوسي حين اقدم على خطوته هذه بانه تجاوز خط الرجعة وانه اما قاتل او مقتول , وكان ما جرى لقادة ثورة 1941 يتراقص امام عينه , لذلك وجد نفسه مدفوعا وبلا وعي الى اطلاق النار على على ظهور افراد العائلة المالكة رجالا ونساءا بعد استسلامهم ومركزا بالذات على ظهر عبد الاله . كان اقدام هذا الضابط على فتح نيران بندقيته هو الذي اجج الموقف برمته , وهو الذي دفع بقية افراد القوة المهاجمة الى اطلاق النار عليهم ايضا وحصول المجزرة , وبذلك تم حسم هذه المعركة بسرعة وانهاء الحكم الملكي في العراق .
واخيرا يأتي دور المصادفة الحاسمة والتي هي الاكبر في نظري والتي ادت الى نجاح الثورة وانتصارها . اتجه عبد السلام عارف وبصحبته قوة صغيرة فجر يوم 14 تموز حيث سيطر على الاذاعة واذاع منها البيان الاول للثورة . لم يكن يخطر بذهن عبد السلام عارف بان دار الاذاعة لم يكن اكثر من استدويو تسجيلي , وان بث موجات الراديو يجري في الواقع من محطة البث اللاسلكي الموجودة في منطقة ابو غريب . كان في تلك المحطة في حينها موظف خفر واحد , وحين سمع بيان الثورة المذاع بصوت عبد السلام عارف كان يمكن له ان يقطع البث اللاسلكي بضغطة زر واحدة , الا انه ولسبب في نفسه لم يفعل ذلك . لم يكن هذا الموظف من الثائرين , كما لم يكن له اي علاقة بما جرى نهائيا , لكن القدر لعب لعبته وجعلته يقرر بلحظة واحدة قرارا كان له اثر حاسم على تاريخ العراق كله فيما بعد . كان يمكن للثورة ان تفشل بكل سهولة لو قام هذا الموظف بالفعل بقطع البث اللاسلكي . كان للنداءات الحاسمة التي اطلقها عبد السلام عارف من الاذاعة بعد ان وردت اليه انباء نفاذ العتاد من القوة المهاجمة لقصر الرحاب ووجهها الى الجيش والمواطنين الدور الحاسم في تعزيز قوة المهاجمين وبالتالي نجاح الثورة , خصوصا ما ورد في الفقرة السابقة عن انضمام جنود مدرسة المشاة الى الثوار . لقد كان لهذا الموظف الذي لا يعرف اسمه ابدا الدور الحاسم والفعال في نجاح ثورة 14 تموز , ولنا ان نتصور كيف كان يمكن يمضي تسلسل الاحداث في ذلك اليوم لو قام هذا الموظف بقطع البث الاذاعي عن الثائرين بعد دقائق من سيطرتهم على الاذاعة.
ان المصادفات التي ذكرتها اعلاه هي من المصادفات القدرية العجيبة , ومع ان الكثير من الاحداث التي تجري في حياتنا تحتوي بين طياتها ايضا على مصادفات كثيرة ومتنوعة , الا ان ما كان لمصادفات ثورة 14 تموز من دور حاسم في وضع حد فاصل بين مرحلتين مختلفتين من تاريخ العراق المعاصر هو الذي اعطاها هذه الاهمية والتميز.