ماذا نُريدُ .. ؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

ماذا نُريدُ .. ؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

بكُلِّ بساطةٍ..نحنُ أمةٌ تُريدُ أن تكون حرةً عزيزةً..حرةً عزيزةً فيما تَعتقدُ وتُؤمنُ..وحرةً عزيزةً في اختيارِ نَهجِ حياتِها وفقَ معتقداتِها ووفق رسالتِها الربانيِّةِ الخالدةِ..وحرةً عزيزةً في سيادتِها وسيادةِ أوطانِها وثرواتِها..وحرةً عزيزةً في صِناعةِ حاضرِها وفي رسمِ معالمِ مُستقبلِ أجيالِها..ونحنُ أمةٌ نُحبُ للآخرين ما نُحبُ لأنفُسِنا وأجيالنا..وندعو الآخرينَ لنكونَ معاً على أساسٍ من النديِّةِ والاحترامِ المتبادلِ..من أجلِ بناءِ عيشِنا وأمنِنا ومصالحِنا المُشتركةِ..ونحنُ أمةٌ تسعى لبناءِ ثقافةٍ إنسانية راشدة مشتركةٍ بينَ الأممِ..وذلك على أساسٍ من احترامِ الخصوصياتِ الدينيِّةِ والثقافيِّةِ والأعرافِ والتقاليدِ في حركةِ التثاقُفِ المَعرفيِّ بينَنا..ونحنُ أمةٌ تَسعي ديانةً وثقافةً ومصلحةً لتحقيقِ التكامُلِ الأمنيِّ والتنمويِّ بينَ الأممِ على المُستويات الإقليميِّةِ والدوليِّةِ..ونتطلعُ للتعاونِ مع الآخرِ منْ أجلِ بناءِ ثقافةِ إنسانية تجل الكليات الربانية وتحترم الخصوصيات في الفهم والاجتهاد..وتجِل قُدسيِّةِ حياةِ الإنْسانِ وكرامتِه و حريتِه..وتصون ممتلكاتِه ومصالحِه..وتحافظ على سلامة البيئة بشقيها المادي والمعنوي..ونحن أمة تؤكدِ احترامِ التوازنِ والتكامل بينَ حقوق الإنسان وواجباتِه..وتسعى لإيجادِ تعايشِ عادلِ وآمنِ بينَ المجتمعاتِ..ونحنُ أمةٌ تُريدُ أن تكون شريكةً فاعلةً في عمارةِ الأرضِ وبناءِ حركةٍ علميةٍ وتقنيِّةٍ عالميِّةٍ آمنة راشدةٍ..تَبني ولا تَهدم..تُصلحُ ولا تُفسدُ..تُطعِمُ ولا تُجيعُ..تُعزُ ولا تُذلُ..تُسعدُ ولا تُشقي..ونحن أمة نريدُ أن نكون شركاءَ في المحافظةِ على سلامةِ الأرضِ وصحةِ الكونِ والإنسانِ وباقي المخلوقاتِ..ونسعى بكل جدية وإخلاص لوضعِ حدٍ لعبثيةِ الإخلالِ بطبيعةِ فطرةِ الإنسانِ وسلامة البيئة ووقف ممارسات إفسادِ رسالتِهما الحضاريِّةِ في الحياةِ.