أحلامنا بالعودة

وفجر مليح لن تموت

الشيخ خالد مهنا

[email protected]

رئيس الحركة الإسلامية في أم الفحم _ فلسطين المحتلة

الجاعونة، البطيحة، يبسمون، سعسع, سنرية,عموقة, عكبرة, ماروس, الناعمة... أم الزينات, أم الشوف, خربة الدامون, دير الحنون, كفر لام, خربة المنصورة قمبازة, ياجور أم عجرة,

الاشرفية , جسر المجامع, تل الشوف, أم صابونة, عرب الصفا ، أم خالد, قاقون, سحماتا, سروح, الغابسية, خربة الصوانة, ضميدة, الغزلين, معلول, خربة وادي الضبع, نزلة زيد, عنزة, اللجون, المزار, النورس, أبو شوشة, بئر سالم, بيت, جيز, القسطل, عمواس, عجنجول, اللطرون, مجدل الصادق, المزرعة, النبي روبين, النعاني ، عين كارم, عين نقوبة, قالونيا, قمبرة, لفتا, المالحة, المخماس, النبي صموئيل, الو لجة الشرفات, عرب الرشايدة, عش الغراب ..و ..

*************

هذه كلها أسماء لتجمعات فلسطينية ... من قضاء صفد وحيفا وبيسان وطول كرم وعكا وجنين والرملة والقدس تتوحد في التاريخ على حلم العودة...

هذه البلدان كلها استيقظت في مثل هذه الأيام على هول الصدمة... فمن أهلها من قتل وهو نائم, ومنهم من قتل في حالة أسر, ومنهم من أحرق بالبنزين... ومنهم من حمل أهله على عاتقه وغادر ناسيا وراءه بعض أطفاله, ومنهم من مات تحت أنقاض منزله... وبقايا القصص المروعة معروفة للبعض..

ظنوا في البداية أن رحلتهم لن تطول... ثم اكتشفوا شيئا فشيئا أن شتاتهم سيطول, وأن مفاتيح بيوتهم التي حملوها معهم إلى مخيمات اللجوء لن يتاح لهم استخدامها مرة أخرى إلا "كأيقونات تعلق على جدران بيوت الصفيح", ويتوارثها الآباء والأجداد والأمهات والجدات كرمز على استمرار تمسكهم بحقوقهم الوطنية ...

ولا تزال إسرائيل !!! التي ترفض الاعتراف بالنكبة وترفض الاعتراف بحجمها تزعم أن الفلسطينيين رحلوا بملء إرادتهم, وان حل مشاكلهم يكمن في قبول الدول العربية بتوطينهم على أرضها حيث يقيمون أو حيث تقبع مخيماتهم ... سبعة ملايين نسمة وأكثر ما يزالون في الشتات... وملايين أخرى في الداخل الفلسطيني, والضفة والقطاع لا زال حلمهم بعودة أراضيهم إليهم في خبر كان .. لا يزال الأهل في أم الفحم يحلمون بالعودة إلى أرض اللجون التي على مرأى بصرهم ولا من مجيب. وأهالي أم الزينات وخبيزه وصابرين وعين حوض والطنطورة وأهالي اقرث وبرعم مع أنهم كذلك قسم منهم يقطنون على مرمى بصر في الفريد يس وكفر قرع وغيرها ، فما زال حلمهم بالعودة لا يغادرهم باليقظة والمنام.

الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تفعل غير تذكيرهم بأن يبعدوا هذا الحلم عن أذهانهم...

وسيظل أملنا بالعودة إلى بيوتنا قائما ما دام فينا نفس ينبض, وروح تعصف... بل سنظل نحلم أن نعود ومعنا عظام موتانا وأشلاؤهم لندفنها ونواري التراب عليها - كما كتبوا في وصاياهم - في يافا وحيفا والقدس وعكا واللد والرملة...

ولو استقمنا على الطريقة فسيتحقق الحلم .. أنكم ترونه بعيدا ونحن نراه على مرمى البصر... فحركة على حركة عمارة... وكلمة على كلمة منارة وجهد على جهد عمارة ... وحجر على حجر عمارة ... وحلم على حلم بشارة...

ومن حلمي ومن حلمك تعلو المنارة, وقدرنا أن نعيش الحلم لأنه بالنسبة لنا كما الجناح للطائر, والزهرة للفراشة, والزيت للقنديل, والمطر للأرض..

ولتعذرني باقي المدن والتجمعات أن لم أذكرها فلي معها موعد آخر نصيح وإياها سويا بصوتنا الموحد في وجه البحر الهادر, والاسكندر وهنيبعل ونابليون والنسور المحلقة....

منذ 60 عاما والقضية الفلسطينية وقضايا الوحدة العربية والوحدة الإفريقية, والوحدة الإسلامية وقضايا التمييز العنصري تأخذ حيزا كبيرا من خطاب المكوكيين العرب.

رؤساء دول انقرضوا وحكومات انقرضت ووزارات ولت, وقضايانا الكبيرة لا تزال واقفة على الرصيف.

وما زال بعض المتفائلين ينشدون :

نحن أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا وأكرم من في الأرض ولا فخر

فإذا ما قلنا لهم وأين الأقلية العربية المغلوبة على أرضها من هذا الكرم ومن تفكيركم ونحن الذين عنانا الشاعر حين قال :

رق الحديد .. وما رقوا لبلوانا !!!

وهل ما إذا المواطنين العرب في إسرائيل!!! وهم ذؤابة المرابطين مشمولين في قائمة تعداد السكان العرب أم أنهم مجرد طيف؟!!!

فإذا ما سألناهم كان الجواب حاسما اصبروا غدا سيأتيكم الجواب القاطع.... غدا سنزودكم كما قصورنا بالخراف المحشية وشيخ المحا شي, والكباب الهندي والشيش كباب, والشيش طاووق, والكبة النية, والكبة بالصينية, والبابا غنوج, والهبرة المشوية, والكروش المحشية باللوز... والنخاعات وبيض الغنم, والفتوش, والمتبل ,والمدلوقة, والمعجوقة ,والمهلبية ,والتحلاية, والكنافة العملية, وقرون الغزال, .. وهكذا جواب لا يقال إلا لمن ظن بسائله انه مجرد قطيع من الغنم.

وهو جواب لو سمعه محمد علي كلاي لفاز على غريمه من أول جولة...

فيا عيب الشوم !!!

نحن لا نريد من الأمة طعاما ولا شرابا .. ولا فتاتا من بقايا طعامهم ....

نريد دورا مسئولا فاعلا فيما يتعلق بقرانا المهجرة وأوقافنا ومقدساتنا المصادرة والتي حول بعضها إلى خمارات...

نريد دورا إنسانيا عربيا فاعلا فيما يتعلق بقرانا وتجمعاتنا المهجرة  وقرانا غير المعترف بها....

نريد دورا حاسما ومسئولا فيما يتعلق بمصادرة أراضينا..

نريد أن تلعب الدبلوماسية دورا أساسا فيما يتعلق بمحاكمنا الشرعية التي صودرت منها اختصاصاتها.

نريدكم أن تكونوا عونا عمليا يعيننا في عودة أوقافنا المصادرة إلى أحضاننا.

نريد حركة فاعلة فيما يتعلق بأئمة المساجد وبيوتنا المهددة بالانقراض وهوائنا الملوث...

ولقد قلنا لهم ألف ألف مرة , نموت جوعا ونأبى صدقاتكم وفضول مالكم وقوتكم...

ولكن كل ما نرجوه أن تعرف شعوبكم أن هناك أخوة لهم يهيأ للساسة أنهم يتمتعون بفسحة من الحرية والديمقراطية, ولكن الحقائق ستدمغكم حين نصارحكم إننا غدونا مثل "طنجرة تيفال" لا يلتصق بنا شيء أبدا من الفرح أو الأمن أو الراحة أو الطمأنينة"... وكل ما نريده منكم أسبوعا واحدا كل عامين تتضامنون فيه مع قضايانا الكبيرة كأسبوع النظافة, أو يوم واحد تتحدثون فيه عن العنصرية التي نعاني منها كيوم المرأة العالمي .. كيوم التضامن مع الحيوانات المهددة بالانقراض .. كيوم الفلانتاين .

60 عاما مرت ناضلنا فيها لوحدنا فقدت فيها الأقلية العربية داخل الخط الأخضر أنوفها فلم تعرف من تراجع؟

وفي الأيام الأخيرة بالذات – سأقول لكم فيما بعد – استيقظنا على حركات تنقلات واسعة في وجوهنا...

أفواهنا مزمومة إلى أسفل...

أنوفنا منكمشة إلى أعلى...

ألسنتنا ملتصقة بسقف الحلوق...

العيون اليمنى تبتعد عن اليسرى...

والآذان تتحرك في جميع الاتجاهات تبحث عن ملجأ...

وقد يسأل سائل متى حدث ذلك بالضبط؟

بصراحة نحن منذ زمن بعيد فقدنا سندنا في غالبيّة ملماتنا, ولم نتذمّر كثيرا ولم نشك, وأغلقنا دوننا الأبواب وقلنا حتى لو تخلوا عنا...تكفينا ملامحنا العربية ... يكفينا رباطنا ... ومع ذلك تلمسنا بشوق وحنان كما يتملس الضرير جدران حارته وبيته أن يوقظهم الزمان...

لكننا منذ  أخر مؤتمر عربي عقد لبحث ملمات فلسطين والعراق والأمة العربية متجاهلين أننا جزء من هذا الشعب وهذه الأمة  منذ تلك الفترة ودواخلنا  تتألم... تشكو..تئن...

أضراسنا تؤلمنا

عيوننا تحرقنا...

صدورنا تزفر وأضلاعنا متشنجة...

حرب استنزاف واضحة... حركة عصيان واضحة ... ولم يطل الأمر بنا طويلا, ولم نلحق أن نغفو حتى سمعنا همسات ووشوشات ومداولات مطولة بين الآذان والأفواه, بين العيون والحواجب... بين المعدة والفم ... راحت على إثرها تتسلل من أماكنها الواحدة تلو الأخرى حسب خطة "مبيتة" فيما بينها حتى لا نكتشف أمرها...

نهضنا بعد غفوتنا القصيرة كالملسوعين من أسرتنا وفرشنا ... وصرخنا كأرخميدس ... إنها مؤامرة وعلينا قهرها من المهد ...

حاولنا الصراخ فلم نجد حناجرنا !!

حاونا أن نطلق الرصاص على المؤامرة فلم نجد أصابعنا !!

ماذا نفعل؟

صرخنا بهمس: يا امة العرب أين أنت مما يجري لنا يوميا .. مما يحدث للقدس ساعاتيًا .. مما يتم من مظاهر عنصرية ضدنا..

فجاءني صوت الأمة باكيا .. حزينا .. دامعا .. ماذا بإمكاننا أن نفعل ونحن منذ سنوات فقدنا آذاننا, وأنوفنا, وأكتافنا وجباهنا ونقرات أصابعنا؟

كيف تطالبنا بالوقوف إلى جانب قضاياك ونحن لا نستطيع أن ندفع عنا ألبرغش والبعوض والهاموش في حاراتنا فكيف ندفع عنكم الأذى وحاراتنا تنطفئ عشرين مرة في اليوم !

ماذا بإمكاننا إن نفعل ... ونستغفر الله لأن كل إنسان من التراب والى التراب يعود .. إلا الإنسان العربي فمن المخابرات إلى المخابرات يعود .....

.

حبيبتي فلسطين .... كل تيارات الحطام تندفع نحو صدري .... وريح حادة تحرك بقوة..... كل أشجاره الحالمة بالعودة.... ليموت فيّ الحب.... وما يعذبني أكثر.... إنني ما عدت قادراً على الرحيل.... من شتات إلى شتات آخر.... وحياتي تمضي في العاصفة خائفة.... من ظلام أن يغطي سماءها.... ترسو على الأخدود الجهنمي .

 

. يا قدس .... من غيرك سيرفع حمى الاحتضار عن روحي...... عن أنفاسي المعطرة بالزيتون والعناب..... خريري يموت .. أغنيتي تموت..... فراشاتي . عصافيري .....أزهاري .. فساتيني المطرزة.....

كلها تغتال.... لأبديتي..... لضوء إلهي يلمع في أعماق الحلم....... يسمح حبيبتي لروح الظل الحزين..

أن تبلل فكري ..لأحرق قلوب الحاسدين  والعشاق

وتتركني أحرك قيثارتي في النهاية.. فأغرق في حلم لا متناه لأكتب سيرة العودة

وأراني أتجاوز هذا العالم المتهالك..المتورم بالظلم ..وعلى جناح روحي الأبدية

أحلق كريشة في الهواء..بين النجوم في طيران خيالي

أبني لنفسي معالم خرافية  من قصائدي  سنرجع..

لأننا نكدس الحلم في ذاكرتنا ..ونكتبه في أشعارنا

فالأحلام يا حبيبتي لا تموت.. والقصائد لا تموت

بين عذابات الحياة ومرارة التشرد.. يتعمق الحزن

يتوحل في الهذيان.. تمر لحظات صافية تستسلم فيها الروح

لنداء ضيف رائع من السماء.. حاملا أنفاسها المعطرة بشذى الاله

بشذى الأنبياء.. في هذه الرؤية

في هذا الهذيان ..يا حبيبتي..  أحلم حلماً يتيماً يتجذر في الذاكرة

قبراً تحت ظل زيتونة أحببتها.. وأحبتني بحياء

تحج إليها كل العصافير المهاجرة..  وتنبت عليه شقائق النعمان

بوشوشة بيضاء.  يقطع يد السارق

في عكا.. وبيارات يافا المقدسة

يصلي في مساجد القدس وكنائسها ..  ترافقه الملائكة

وأزرع تشردي

أشجاراً راسخة جذورها

وأغصانها .. عالية

تعانق السماء

لست منجماولا بصارا ولا كشافا ولا أنا مطلع على الغيب،ولكنني كمطلع وقارئ أبحر في أعماق خزائن القدس ومكنوناتها،وشم الكثير من عبقها أميل للاعتقاد أن القدس وهي سر الأسرار تملك من المقومات القدسية ما يجعلني مطمئنا أنها ستروي لنا في المستقبل فصولا شيقة كيف أن على صخرتها ستنتهي المؤامرات ؟فما من ظالم دام وعمر فيها...وان طريق تحرير الأمة من رجس المستبدين يبدأ من القدس...ولنا في المستقبل وقفات ولا أروع منها لتقص على مسامعنا أعذب الحكايات والروائع،وان لنا معها موعد غرامي لن يتخلف ابداوسنسترد ودائع بيت المقدس منها.....

فاذاكانت المعاني تظل مشردة ههنا وههنا حتى يحتويها بيت من الشعر فإذا هو مستقر في مكانه،ثم لا يلبث البيت يتجانف عن الأذان ذات اليمين وذات الشمال،حتى يقوده الصوت الحسن،فإذا هو مستودع في الصدور...فان كل المعاني التي نتوق للإفصاح عنها بعد أن عجزت الألسنة عن إبرازها،لن تستطيع غير القدس ترجمتها لأنها أفصح البلدان لسانا،وأوسع الناطقين بيانا،وأسرعها أخذا بمجامع الأفئدة....

فيا صوت القدس : لن نبرح دارك حتى تطربينا..ولن نغادر منازلك حتى تعيدي لأمجادنا عهودها الأولى،ولقد كتب مؤرخو سير أعلام الفنانين أن ابن عائشة المغني خرج ذات يوم من عند الوليد بن عبد الملك وقد غناه:أبعدك معقلا أرجو وحصنا     قد أعيتني المعاقل والحصونا

فأطربه وأمر له بثلاثين ألف درهم وكثير من الثياب،فبينا هو يسير إذ نظر إليه رجل من اهل وادي القرى كان يشتهي الغناء فدنا من غلامه وقال: من هذاا الراكب المختال؟قال:ابن عائشة المغني،فدنا منه وقال:

جعلت فداك أنت ابن عائشة؟قال:نعم،قال:أم عائشة المؤمنين؟قال لا،أنا مولى لقريش وعائشة أمي،وحسبك هذا فلا تكثر،قال:وما هذا الذي بين يديك؟قال:غنيت أمير المؤمنين صوتا فأطربته فأمر لي بهذا المال وهذه الكسوة،قال:جعلت فداءك هل تمن علي بان تسمعني ما أسمعته إياه؟

فقال له ويلك امثلي يكلم بمثل هذا الطريق ؟ قال فما اصنع ؟ قال: الحقني إلى المنزل يريد مخاتلته والنجاة منه وحرك بغلة شقراء تحته لينقطع عنه فعدا معه . حتى وافيا المنزل كفرسي رهان ودخل ابن عائشة فمكث طويلا طمعا في أن ينصرف فلم يفعل, فلما أعياه فقال لغلامه ادخله فلما دخل قال له : من أين صبك الله علي ؟ قال إنا رجل من أهل وادي القرى اشتهي هذا الغناء قال له:هل لك فيما هو انفع لك منه؟ قال وما ذاك : قال : مائتا دينار وعشرة أثواب تتصرف بها إلى اهلك , فقال له: جعلت فداءك والله أن لي لبنية ما في أذنها علم الله حلقة من الورق وان لي زوجة عليها يشهد الله قميص,ولو أعطيتني جميع ما أمر لك به أمير المؤمنين على خلتي وحاجتي لكان الصوت أعجب إلي منه ،وما زال به حتى رحمه ابن عائشة وغناه الصوت بعد لأي فطرب الرجل له طربا شديدا وجعل يحرك رأسه وينطح بها الجدار حتى خيف أن يندق عنقه،ثم انصرف ولم يرزأه في ماله شيئا..اا

ولو قدرللامراءوالخلفاء المولعين بالشدو ان يبقوابرفقتنا حتى تكمل القدس أغنيتها العذبة ،الريقة لآثروا أن يطردوامن الأبواب كل الشعراء والمغنين منتظرين تلك الساعة التي فيها القدس  تبدو إليهم بأجمل ثيابهاالقشيبة،وتنشد بين أيديهم على مسامع الدنيا انشودة الهوج الساحرة بأجمل وارق الأصوات مدموجة بالمقطعات،والموشحات، والزجل،والمواليا،والقوما،والدوبيت،والأغصان، والمذاهب وامثالها في مزج رائع يرضي كل الأذواق.....

يسألونك متى هو؟.....نجار إلى الله أن تقصر المسافة الزمنية، خاصة أن الأوتار قد أعدت وما بقي على القدس إلا أن تنقض بأصابعها الخلابة لتدوزن على الأوتار..وأنا على يقين أن ساعة واحدة من دوزنتها تكفي لتهب الحرية لجسم الأرض المتعب،وجسد الأمة المثخنة بالجراح ،كما تبلغ من وجدان الإنسان نظرات الغرام والهيام، فوق ما تبلغ من عقل شاربها المدام...إنهم يرونه بعيدا ونراه اقرب إلينا من حبل الوريد...