يوتوبيا البقلاوة

أحمد توفيق

[email protected]

تطل علينا يوتوبيا عباسستان بين الفينة والأخرى بانجاز كوني عز نظيره بأعين مريديه ,فتارة يخرجون علينا بأكبر طبق كنافة وأخرى بأكبر طبق مسخن ولسخرية القدر أن يقحم طبق المسخن هذا في عمق الصراع العربي الصهيوني ويرغي ويزبد  أزلامه متفانين بمحاولة إقناعنا بان ما هذا الذي يفعلوا إلا مقاومة محضة تعزز وجودنا العربي و تدعم حضورنا القومي وكأني به يقول المسخن خيار استراتيجي كما قال احد رموز المعدلين "السلام خيار استراتيجي" فأولويات المرحلة تغيرت إلى المسخن وعند أولئك يصبح المسخن تكتيكا مرحليا.

هل يعلم السيد عباس بان غزة التي كانت الخطوة الأولى بمرحلة الألف ميل كما كان يتشدق في مطلع التسعينات لا يجد مواطنيها ماءا صالح للشرب ويعز عليهم الرغيف بينما تزدهر إمارته بمهزلة المسخن والكنافة ويشاع عزم الرجل على إكمال المشوار وللتبولة حظ هذه المرة.

لا عجب بان تبدو إمارة عباس وكأنها اسكندنافيا الشرق حيث المواطن المرفه وقد نال استقلاله وحصل على كل حقوقه وانتهى به الأمر إلى كماليات كهذه من انشغال بكنافة أو مسخن فعباس هذا هو السباق لأفعال كهذه   أليس هو الذي عاد من قمة دمشق بصندوق بقلاوة شامية ليهديه لاولمرت وأعضاء المجلس الأمني المصغر ويبشرهم بان العرب مستعدون للتطبيع بلا شروط .تلك هي   المقاومة بالبقلاوة ؟

يهان الشرفاء في الضفة الغربية ويعذبوا في أقبية عباس وجنرالات الوكالة الأمنية الإسرائيلية ولا يخرجوا إلا بتوابيت ويفخر فياض بالمسخن والكنافة  وكان بناء المستوطنات وسلب الأراضي في ميانمار!.

تلك إذا هي خدعة السلام  الاقتصادي الذي نادي به نتنياهو قبيل صعوده إلى الحكم في إسرائيل ,فما يحدث بالضفة الغربية هو رؤية نتنياهو وتعريب بلير ولتذهب القضية إلى الجحيم,أما الترانسفير والتطهير العرقي فلا محل له من الإعراب عند تلك الزمرة ,إلا يخشى هذا العباس أن يطاله هذا التطهير في مقاطعته العتيدة كما طال الاغتيال الرئيس  عرفات ؟ من أين له كل هذا الشعور بالأمان هل هو مطلع على برنامجهم تلك صلافة لا يرتضيها حر.

يجب على عباس وزمرته أن يراعوا الله في شعبهم وان يعودوا إلى الصف الوطني والشعبي ويشمروا عن سواعدهم ويضعوا البرامج والسياسات للتصدي لهذه العنجهية الإسرائيلية أو ليعلن المقاطعة امتداد لنفوذ مدينة تل أبيب أن وافق عمدتها على ذلك.