الحركة النورسية في تركيا-7
الحركة النورسية في تركيا
(7)
د. موسى الإبراهيم
التعريف:
- هي جماعة إسلامية أقرب إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات المنظمة.. تركز على حقائق الإيمان وتهذيب النفوس وأحدثت تياراً إسلامياً وقف في وجه المد العلماني بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية..
التأسيس والشخصيات:
- الشيخ سعيد النورسي الكردي ولد في قرية نُوْرس شرق الأناضول 1873- 1960.
- يلقب الشيخ ببديع الزمان.
- وعمره 18 سنة ألمّ بالعلوم الدينية والعقلية وأتقن الرماية والمصارعة وركوب الخيل.. ويأخذ نفسه بالزهد والتقشف...
- عمل مدرساً خمسة عشر عاماً في مدينة وان وفيها بدأ دعوته.
- انتقل إلى استانبول لتأسيس الجامعة الزهراء على غرار الجامع الأزهر..
- عُين في أعلى مجلس علمي في تركيا وهو دار الحكمة الإسلامية.
- عندما دخل الحلفاء استانبول في الحرب الأولى كان الشيخ في مقدمة المجاهدين ضدهم.
- عام 1908 وبعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد.. ألف بديع الزمان جمعية الاتحاد المحمدي.
- رفع نفس شعارات الاتحاديين ( وحدة, حرية, إصلاح) ولكن بالمفهوم الإسلامي ليكشف زيفهم..
- أرسل الماسونيون له (قرّه صو) اليهودي فقال: لقد كاد هذا الرجل أن يزجني في الإسلام.
- انضم للجيش التركي أثناء الحرب.. وكان يعلم الجنود علوم القرآن..
- نفاه الروس إلى سيبيريا.. فهرب وعاد إلى استانبول.
- أعلن مصطفى كمال العصيان في الأناضول ودعا بديع الزمان لجانبه فأبى وأعلن شعاره: أعوذ بالله من الشيطان والسياسة.. وعكف على العبادة والتربية وصقل النفوس.
- كان العلمانيون يخشون الشيخ كثيراً.. وعانى منهم في السجون والمنافي والمحاكمات.
- حُكِم بالإعدام أكثر من مرة.. ثم يُعدَل عنه خوفاً من ثورة أنصاره..
- عام 1327هـ انتقل إلى دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته الشامية.. ووضح أسباب تقدم أوروبا وتخلف المسلمين بما يلي:
1. اليأس الذي بلغ بالمسلمين مبلغه..
2. فساد الأخلاق والحياة الاجتماعية والسياسية.
3. انتشار العداوة بين المسلمين.
4. فقدان التعاون بين المسلمين.
5. الاستبداد المنتشر كالأمراض السارية.
6. تقديم المصالح الشخصية على العامة.
وفاة الشيخ:
توفي رحمه الله في أورفا في 27 رمضان 1379هـ.
الأفكار والمعتقدات:
- فكر النورسية فكر الشيخ ولم يُضَف عليه جديد.
- اتخذت من الكتاب والسنة نبراساً لها.
- أيقظت العقيدة في نفوس أتباعها.
- التواضع والبعد عن الشبه.. دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
- التخلي عن السياسة نتيجة مصادمات مع أتاتورك.
- كان الشيخ يقول: أقسم بالله سأكرس نفسي للقرآن باذلاً حياتي ضد مكائد الوزير البريطاني غلادستون..
- لو كانت لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداءً لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام.
- كان في السجن يقول: إنني أنتظر القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة..
- كما لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين فكذلك لا يناسب استانبول أن تلبس أخلاق أوروبا.
الاتهامات:
- العمل على هدم الدولة العلمانية الكمالية.
- إثارة روح التدين في تركيا.
- تأليف جمعية سرية.
- التهجم على مصطفى كمال.
- * وكان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ حتى أصبحت محاكماته مجال دعاية له.
اهتماماته:
- كرّس الشيخ حياته لمقاومة المد العلماني المتمثل في:
- إلغاء الخلافة
- استبدال القوانين الشرعية بالوضعية.
- إلغاء التعليم الديني
- محاربة العربية
- تغيير الأذان
- فرض الطورانية
- إلزام الناس بوضع القبعة على الرأس
- العطلة الأحد بدل الجمعة
- ترجمة القرآن إلى التركية
- الاتجاه نحو الغرب ومحاكاة تقاليده
- طمس العقيدة الإسلامية
- تحريم الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر
المآخذ على النورسية:
- للإنصاف نقول: إن الظروف التي نشأت فيها الجماعة اضطرتها لتظهر كما ظهرت.
- ترك السياسة من الشيخ من عام1921 ترك أثراً سلبياً على الجماعة حيث وقع بعضهم فريسة للأحزاب العلمانية.
- يؤخذ على الشيخ عدم مساندته للشيخ سعيد الكردي الذي ثار على أتاتورك بعد الإطاحة بالخلافة وسقط مئات الآلاف من الشهداء.. بحجة التدرج في التربية.. والدعوة السلمية..
- بعض النورسيين الآن عندهم شعور بالانعزال والاستعلاء مما يبعدهم عن الجماهير..
- تفرقت الجماعة بعد موت الشيخ ثلاث فرق:
1. فرقة التحقت بحزب السلامة و أربكان.
2. فرقة التزمت الحياد.
3. فرقة سارت مع حزب العدالة ديمريل..ولهم الدعم والتأييد وهؤلاء يعادون أربكان وجماعته..
الجذور الفكرية:
- هم من أهل السنة ويتبنون المذهب الحنفي (مذهب الخلافة العثمانية ).
- تشبه الطوق الصوفية في منهج التربية.
- يسميهم البعض اليوسفية.. يتلقون السجن والتعذيب ويردون بالحجة فقط.
الانتشار:
- الأناضول شرق تركيا..المنطقة الكردية
- ثم عمت كل تركيا.
- بلغ أتباعها أكثر من مليون شخص واهتماماتهم ببث رسائل الشيخ رحمه الله.
- لها أتباع في الهند وباكستان.. وفي أوروبا بين الجالية التركية..
