بمثل هذا، فليحلم الممزّقون الحائرون!
عبد الله عيسى السلامة
هل ثمّة عاقل ، ينافس على استلام منصب ، تصنع فيه ، قرارات : لحزبه، أو قبيلته، أو مدينته ، أو دولته.. يصنعها غيره :( قيادة جماعية – مراكز قوى )..وتُصنع فيه ، قرارات لشعبه ، يصنعها غيره ، مِن قوى مختلفة هائلة : داخلية وخارجية ، عسكرية وسياسية ، اجتماعية ومالية ..
ثمّ ، هو ، في النهاية ، شريك أساسي ، في المسؤولية ، عن هذه القرارات ، ويحمل من أوزارها ، أمام الله و الناس ، ما تنوء ، بحمله ، الجبال !؟
لا نحسب عاقلاً ، يحترم عقله وكرامته ، يقبل بهذا !
قد يقبل به اثنان :
رجل : يحبّ الزعامة ، والمصالح الشخصية القريبة ، التي توفرها الزعامة .. دون أن يبالي ، بأيّة مسؤولية ، تلقى على كاهله !
ورجل : يملك صفات الصدّيقين ، مستعدّ للتضحية : بسمعته ، وكرامته الشخصية .. في سبيل هدف سام ، لأمّته ، يسعى إليه ، دون أيّ مكسب خاصّ ، لنفسه ! بل، هو يضحّي ، بوقته ، وماله ، وجهده ، وبحياته ؛ إذا وجد ، في هذه التضحيات ، ما يحقق هدف أمّته النبيل !
وهذا ، الذي تبحث عنه الأمّة : قطع نادر، بل هو، هبة من الله ، لايمنحها ، إلاّ لشعب ، يعلم الله ، أنه يستحقها ! أو، ليُجري ، بحكمته ، أقداراً يعلمها ، وحدَه !
فإذا وهب الله ، الأمّة ، هذا الرجل ، في مرحلة ما .. وجب ، على النخَب ، التي تختاره ، وتحمّله المسؤولية ، وتلزِمه بها - من منطلق إيماني - أن تهيّء ، له ، سبُل النجاح ، وأهمّها: تهيئة مجموعة صالحة ، من الرجال المؤهّلين: خلقياً وعقلياً ، تشير عليه ، وترفد عقله.. دون أن تكبّل قراره ! وتشكّل ، له ، رافعات قويّة ، بينه ، وبين أتباعه ، الذين يقودهم ! كما تكون ، له ، حبالاً قويّة ، تشدّ أتباعه ، إليه ، ولا تنازعه عليهم ، أو على ولائهم !
وهذا ، كله ، لايكون ، إلاّ بتوفيق ، من الله ! ومَن أراد ، من أبناء الأمّة ، العقلاء ، المخلصين ..أن يحلم – ولاسيّما في أوقات المحن والفتن - فليحلم بمثل هذا الرجل ، وبمثل هؤلاء الأعوان !
ومَن حلم ، مثل هذا الحلم ، وسعى إلى ترجمة حلمه ، إلى طموح ، ثمّ ترجمة الطموح ، إلى واقع .. فيرجى أن يكون هذا ، من أفضل أنواع الجهاد، ومن أعلاها درجة ، ومن أعظمها ثواباً ، عند الله !
ولله الأمر، من قبلُ ، ومن بعد!